السلام في السودان: توقيع اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة وجماعات مسلحة متمردة
[ad_1]
وقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام مع عدة جماعات سودانية متمردة، بهدف إنهاء سنوات من الصراعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
وجرت مراسم التوقيع في جوبا، عاصمة جنوب السودان، بشكل نهائي على اتفاق مبدئي تم التوصل إليه في أغسطس/ آب، بعد شهور من المحادثات، مع ثلاث مجموعات متمردة رئيسية من إقليم دارفور.
ووقع على الاتفاق من جانب المعارضة المسلحة الجبهة الثورية السودانية، التي تضم خمس حركات مسلحة وأربع حركات سياسية. في حين لم ينضم فصيلان رئيسيان، وهما جيش تحرير السودان والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو إلى مفاوضت السلام.
وحضر مراسم التوقيع وزراء وقادة حكومات دول مجاورة، بالإضافة إلى مصر وقطر والسعودية، فضلا عن رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الذي توسطت بلاده بين الفرقاء السودانيين.
وتضمن الاتفاق ستة بروكوتولات من بينها تقاسم السلطة، والترتيبات الأمنية وتقاسم الثروة.
أهم نصوص الاتفاق:
- بدء فترة انتقالية في البلاد تستمر ثلاث سنوات بداية من لحظة التوقيع.
- ثلاثة مقاعد في مجلس السيادة، وخمسة حقائب وزارية في مجلس الوزراء، لقادة الفصائل المسلحة.
- حكم ذاتي لجنوب كردفان والنيل الأزرق.
- وفي جانب الترتيبات الأمنية، قرر الاتفاق دمج قوات فصائل الجبهة الثورية في القوات المسلحة مع تشكيل قوة مشتركة قوامها عشرين ألف جندي لحفظ الأمن في إقليم دارفور.
وسيدفع صندوق جديد أيضا سبعة مليارات ونصف المليار دولار، على مدى السنوات العشر القادمة، للمناطق الغربية والجنوبية الفقيرة من السودان.
وقال ميني أركو ميناوي، زعيم حركة تحرير السودان، وهي أحد أطراف الاتفاق: “التوقيع على هذه الاتفاقية اليوم هو يوم مهم للسودان وجنوب السودان. إنه يعني إنهاء معاناة الكثير من السودانيين، في مختلف أنحاء السودان وخارج السودان”.
وعقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير العام الماضي، بعد احتجاجات طويلة، أولت الحكومة الانتقالية الجديدة في الخرطوم أولوية قصوى لحل النزاع في السودان.
وأضاف ميناوي: “من الواضح أن التحدي الاقتصادي في السودان هو أحد التحديات. كما أن الوضع السياسي الهش يمثل أحد التحديات، لكنني متأكد من أننا سنحقق السلام الذي نريده … هناك حاجة للتسامح”.
وتوسط في محادثات السلام دولة جنوب السودان، التي حارب قادتها أنفسهم حكومة الخرطوم كمتمردين، وذلك طيلة عقود قبل تحقيق الاستقلال في 2011.
تحديات ومخاطر
حضر احتفال توقيع الاتفاق قادة السودان، بمن فيهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس المجلس السيادي الانتقالي اللواء عبد الفتاح البرهان، ونائب رئيس المجلس السيادي، اللواء حمدان دقلو.
وقال حمدوك، في بيان فور وصوله، إن “السلام سيفتح آفاقا واسعة للتنمية والتقدم والازدهار”.
لكنه أقر بأن المستقبل لن يكون سهلاً.
وقال حمدوك: “إن عملية بناء السلام تواجه تحديات ومخاطر مختلفة، يمكننا التغلب عليها من خلال تضافر الجهود والعمل المشترك”.
ويشهد السودان صراعات متعددة بين الحكومة التي يهيمن عليها العرب، والتي قادها البشير لثلاثة عقود، ومتمردين من جماعات عرقية غير عربية في مناطق نائية.
وفي المناطق الريفية الشاسعة في السودان، يتنافس المزارعون المنتمون إلى أقليات عرقية على الموارد الشحيحة مع الرعاة العرب، الذين غالبا ما كانت تدعمهم حكومة الخرطوم.
وتصاعدت التوترات بسبب الصعوبات الاقتصادية، خاصة بعد انفصال جنوب السودان عام 2011، ما حرم الشمال من ثلاثة أرباع احتياطياته النفطية.
واندلعت حروب أهلية متعددة في السودان منذ الاستقلال عام 1956، بما في ذلك حرب 1983-2005 التي أدت إلى انفصال الجنوب.
وأسفرت الحرب المدمرة في دارفور، منذ عام 2003، عن مقتل 300 ألف شخص على الأقل، وتشريد 2.5 مليون في سنواتها الأولى، وفقا للأمم المتحدة.
[ad_2]
Source link