خمس نصائح تساعدك على كسب ود الآخرين عبر الإنترنت
[ad_1]
لا شك أنه من السهل إقامة علاقات ناجحة مع الزملاء في بيئات العمل المعتادة. فعندما يلتقي الزملاء وجها لوجه قد يتحدثون بإعجاب عن صور القطط عبر الإنترنت، ويتبادلون نظرات الامتعاض والاستياء من التطورات السياسية ويحتسون معا أكوابا لا حصر لها من القهوة.
لكن الحياة لم تعد بهذه البساطة، فبعد أن أصبح الجميع يعمل من المنزل، لم يعد بإمكاننا التواصل مع زملائنا إلا عبر مؤتمرات الفيديو أو الرسائل الجماعية أو البريد الإلكتروني، التي يرى البعض أنها تستحق عن جدارة لقب وسيلة التواصل الأكثر قسوة وبرودة على الإطلاق.
والأسوأ من ذلك، أن الأيام الأولى للوباء أثبتت أن جميع المخاوف من استخدام مكالمات الفيديو كانت حقيقية. ففي إحدى المكالمات المرئية، دخل أحد الموظفين المرحاض مصطحبا معه الكمبيوتر المحمول دون أن يدري أن الآخرين يشاهدونه عبر الكاميرا، وظهرت في أخرى حيوانات أليفة أمام الكاميرات وأخذت تقلد أصحابها. وضغطت إحدى المديرات على تطبيق في الكمبيوتر دون قصد حول رأسها إلى ثمرة بطاطس. والتقطت كاميرات الفيديو صور الكثير من الأشخاص عراة دون أن يدركوا ما حدث.
لكن، إذا كنا نشعر بالقلق والحذر عند التحدث مع الآخرين عبر شاشات الكمبيوتر، خشية وقوع أخطاء وحوادث مماثلة، فكيف يمكن أن نستحوذ على انتباههم ونؤثر عليهم عبر الإنترنت؟
فيما يلي خمس قواعد بسيطة لمساعدتك في الوصول إلى قلوب زملائك أو شركائك في العمل وعملائك في بيئات العمل الافتراضية الجديدة.
ابتسم
في عام 1936، نشر الكاتب والمحاضر الأمريكي ديل كارنيغي كتابا ثوريا بعنوان “كيف تكسب أصدقاء وتؤثر في الناس”، بيعت منه أكثر من 15 مليون نسخة، وأصبح واحدا من أكثر كتب إدارة الأعمال رواجا على مر التاريخ.
وقرأ المستثمر والملياردير الأمريكي وارين بافيت الكتاب في سن 15 عاما، ونسب له الفضل في نجاحه. ولا يزال يحتفظ بنسخة من شهادة تلقاها من إحدى دورات كارنيغي في مكتبه.
وينصح كارنيغي بأهمية الابتسام، مشيرا إلى أنك إذا أبديت سعادتك لرؤية شخص، سيسعد هو الآخر لرؤيتك، ويرى أن هذا هو السبب الذي يجعلنا نحب الكلاب، ويقول: “إن الكلاب تطير فرحا لرؤيتنا إلى درجة أنها قد تثب من فرط السعادة، ولهذا من الطبيعي أن نسعد أيضا لرؤيتها”.
ورغم أن هذه النصيحة مفيدة بوجه عام – وإن كانت بديهية – فإن مؤتمرات الفيديو تتيح لك فرصة استثنائية لأنك قد تستميل قلوب 10 أو 20 شخصا بابتسامة واحدة، في حين أنك في المعتاد قد تبتسم لكل شخص في الغرفة على حدة.
ورغم أن المكالمات المرئية الجماعية منهكة وقد تستنفد طاقتك، فإنه لا يوجد ما يبرر إظهار الملل أو الضجر أمام الآخرين.
ابحث عن اهتمامات مشتركة
قد نعتمد في بيئات العمل على التجارب المشتركة التي تمهد لنا الطريق لبناء علاقات ناجحة مع الآخرين، فقد نستمتع بتذوق الأطعمة الغريبة التي يحضرها زملاؤنا من أسفارهم، كحلوى الطماطم الكورية الشهيرة، ونشتكي من الزحام والمواصلات، أو نتبادل الضحكات عندما نتذكر بعض الأحداث الطريفة في حفل عيد الميلاد الماضي. ربما كلنا يفعل ذلك دون أن يدري، لكن البحث عن اهتمامات مشتركة هو أول خطوة للوصول إلى قلوب الآخرين.
ويقول بوثمان، مصور فوتوغرافي سابق ومؤلف كتاب “كيف تكسب قلوب الآخرين في 90 ثانية أو أقل”: “عندما أتحدث إلى الشركات عبر الهاتف للحصول على معلومات، فإن معظم الرؤساء التنفيذيين الأكفاء قد يجدون اهتمامات مشتركة في غضون 15 ثانية. فإذا أجاب المستمع بعبارة “كأنك تتكلم بلساني”، فأنت نجحت في إثارة انتباه المتحدث”.
وعندما تحدثت إلى بوثمان عبر الهاتف، لاحظت أنه كان يحاول التودد إلى منذ اللحظة الأولى، فقد تحدث عن موجة الحر التي كان كلانا يعاني منها رغم أنه يفصل بيننا آلاف الأميال.
صحيح أننا الآن لم يعد لدينا خيار للتحدث مع الآخرين سوى عبر مكالمات الفيديو وخدمات الرسائل الجماعية والبريد الإلكتروني، لكن الوباء الذي يعاني منه العالم بأسره والطقس المتقلب يتيحان لنا فرصا لتبادل الآراء ويفتحان أبوابا للنقاش.
كن مستعدا
ربما قد يتملكك الزهو عندما تكتشف قدرتك الفائقة على حضور الاجتماعات الافتراضية في الفراش أو إعداد العشاء بينما تستمع إلى المكالمة الأخيرة في يوم العمل. لكن إنجاز العمل بهذه الطريقة ليس مثاليا.
وتقول سالي هوغزهيد، مديرة دعاية سابقة ومؤلفة كتاب “المحفزات السبعة للإقناع وأسر العقول”: “إن الغرض من مكالمات الفيديو ليس تضييع الوقت، بل إقامة علاقات ناجحة وتوليد أفكار جديدة. ولهذا يجب أن نتفرغ لها ونكون حاضري الذهن”.
وتنصح هوغزهيد بالاستعداد للاجتماعات الافتراضية كاستعدادك للاجتماعات المعتادة، مثل إجراء أبحاث كافية عبر الإنترنت. وإذا كنت ستقابل زميلا أو شريك عمل للمرة الأولى، فابحث عن تاريخه العملي واهتماماته. وإذا كنت ستحضر جلسة عصف ذهني، فاكتب بعض الملاحظات مقدما.
واحرص على التعرف على البرنامج الذي تستخدمه، فإن كنت تستخدم تطبيق “زووم”، ابحث عن سمات التطبيق واستغلها لصالحك.
وينصح بوثمان في المكالمات الجماعية غير الرسمية مع زملاء العمل بإضافة خلفية افتراضية، سواء تنم عن شخصيتك أو تبعث على الضحك. فقد حقق مقطع فيديو وضعه شخص في الخلفية انتشارا واسعا، إذ بدا فيه كأنه يقتحم الغرفة على نفسه أثناء اجتماع فيديو. واستخدم البعض في الخلفيات صورا لحانات أو للقطات من مسلسل “ذا أوفيس” أو لمقطع الفيديو الشهير للخبير الذي اقتحم أولاده عليه الغرفة أثناء إجراء حوار مع قناة بي بي سي.
وهذه الخلفيات في تطبيق زووم لها ميزتان، أولا أنها تحجب الضوضاء المشتتة للانتباه، وثانيا أن ستخفي تفاصيل منزلك حتى لا يحكم عليك الآخرون من خلاله. ورغم أن البعض قد يرغب في إبهار زملائه بحديقته الرائعة أو مطبخة الحديث، ينصح بوثمان باختيار الخلفية البسيطة والمحايدة، مثل جدار أو أرفف كتب.
وإذا أردت استخدام خلفية افتراضية، فينصح بوثمان من واقع خبرته في التصوير، باختيار خلفية خضراء أو حتى وضع لوحة بيضاء. وكل هذه التفاصيل ستساعد في منع تشتت انتباه الحضور وتساعدهم على الإنصات لما تقوله، ومن ثم متابعة قصصك والضحك على النكات والقصص الطريقة التي تلقيها عليهم، والانبهار بأفكارك.
انسب الفضل لأهله
تقول هوغزهيد: “إن الإطراء، كقول عبارات ثناء مكررة أو غير صادقة، مثل ‘هذا القميص يليق بك’، لا يساعد في بناء علاقات ناجحة”. وعلى النقيض، هناك الاعتراف بالفضل، وهو الإشادة بمجهود الآخرين ومدحهم أمام الملأ.
فالاعتراف بفضل الآخرين يعد واحدا من أقصر الطرق للتأثير عليهم. وبدلا من ذم الآخرين وتذكيرهم بأخطائهم، امدح إنجازاتهم. وتقول هوغزهيد: “إن الثناء على إنجازات الآخرين يحرك فيهم الرغبة في بذل قصارى جهدهم لتكرارها”.
وهذه النصيحة ستساعدتك في كسب ود الآخرين وثقتهم في جميع المجالات، وليس في الإدارة فحسب. فإذا أدلى شخص بتعليق ذكي في مكالمة فيديو، اثن عليه على الفور، وإذا طرح فكرة رائعة، لا تتأخر في مدحها.
واحرص على الإشادة باستعداد زملائك للاجتماع، أو حتى قدرتهم على تقبل التعليقات والأراء بصدر رحب.
وتحذر هوغزهيد من المجاملات المعتادة التي لا تترك أثرا في نفس المتلقي. وتقول: “اثن عليهم بطريقة لم يعتدوا سماعها، فإن الناس دائما يعلقون، على سبيل المثال، على لون عيني زوجي الزرقاء، لكن هذه التعليقات لا تساعد في بناء علاقات معهم”.
يسرد البشر قصصا منذ آلاف السنين، واكتشف علماء مؤخرا جدارية في كهف تعود إلى 43 ألف عام، تبدو فيها ثمانية أشكال صغيرة تشبه البشر تصطاد خنزيرين، ويقال إنها قد تكون أقدم قصة على وجه الأرض. ويرى العلماء أن البشر طوروا القصص كوسيلة لإقامة علاقات مع الآخرين ونقل المعلومات وفهم العالم من حولنا.
ولا يزال العلماء يعتقدون أن الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا تعتمد على سرد القصص، حتى في بيئات العمل الافتراضية. ويرى عالم النفس جيرومي برونر، أن المعلومات التي تُعرض في صورة قصص أكثر رسوخا في الذاكرة بما يصل إلى 22 مرة مقارنة بالمعلومات الأخرى. وفي ظل تزايد تدفق المعلومات إلى حد غير مسبوق، زادت أهمية إتقان مهارة صياغة القصص لنشر المعلومات.
وقد أدرك الصحفيون ومديرو الدعاية منذ عقود أهمية سرد القصص للاستحواذ على انتباه الناس. فبمجرد أن تتعلق بك الأنظار، بإمكانك استعراض مدى ذكائك وخفة ظلك وجاذبيتك.
ويقول بوثمان إن أسهل طريقة لتحسين قدرتك على سرد القصص، هي إضافة معلومات حسية أو عقد مقارنات. ويضرب مثالا على ذلك بوصف وارين بافيت الرائع للأزمة المالية الأخيرة، حين قال: ‘لن نكتشف، إلا بعد انحسار الموجة، من كان يسبح عاريا’ في إشارة إلى البنوك التي اقترضت مبالغ ضخمة تفوق قدرتها على سدادها، على أمل أن تفلت من المساءلة في خضم نمو السوق.
وقد عزز هذا التعليق مكانة بافيت الأسطورية، ولهذا لم يكن من المستغرب أن يدفع البعض ملايين الدولارات للجلوس معه على مأدبة غداء خاصة.
وفي وقت أخطرت فيه شركات موظفيها بقرار الاستغناء عن خدماتهم عبر تطبيق زووم، أو الأسوأ من ذلك، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، وليس من المتوقع أن تلتق برئيسك وجها لوجه حتى عام 2021، قد تشعر كأننا جُردنا من صفاتنا الإنسانية، أو أننا تحولنا في نظر الشركات إلى مجرد لقب أو توقيع عبر رسائل البريد الإلكتروني.
لكن بوثمان وهوغزهيد يوافقان على أن التواصل مع الزملاء وبناء علاقات ناجحة معهم لا يزال ممكنا عبر تطبيق زووم، لكن بأساليب لم نعهدها من قبل.
[ad_2]
Source link