صناعة السينما تنحدر فنيا واقتصاديا | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الأفلام الأجنبية أكثر تأثيراً وخلوداً.. والأفلام العربية القديمة مازال لها جمهورها فلماذا لم تعد الأفلام الجديدة خالدة؟!
- هل «نتفليكس» وأخواتها تعيق دور السينما أم تشجع المواهب؟
أميرة عزام
التمثيل يعتمد على موهبة التقمص والتأثر بالدور الذي تتناوله القصة ومحاكاته في العمل الفني، ويحتاج الممثل بجانب الموهبة الى الكاريزما والمرونة والذكاء، ولطاقة انفعالية وفكرية وحسية وإمكانات فيسيولوجية لتغيير التحركات والأداء الصوتي وتعبيرات الوجه، ولكن هل هذه حقاً هي معايير اختيار الفنان الصاعد في الوطن العربي؟ أم أن الحقيقة أسوأ بكثير؟
إذا أخذنا نظرة عامة على أشكال الفن والفنانين الحاليين والصاعدين في مجال التمثيل، هل سنجد مالكي الموهبة والشخصيات المستحقة لديهم فرصة في الساحة الفنية؟ وهل المعايير التي تدرس وتقال هي حقا معايير الاختيار أم أن الاختيار يخصص لأصحاب الواسطة او لتبادل المصالح او التنازلات؟
في فيلم The bad and the beautiful-1952 الذي كان من نوع الميلودراما الأميركي، يدور حول قصة منتج أفلام ينفر كل من حوله بأسلوبه الفظ وتكبره على الممثلين إلى أن قابل شابة حسناء موهوبة استطاعت أن تكسر ذلك الحاجز القبيح فيه وأنزلته من برجه العاجي فيصنع منها نجمة ذات شأن كبير، إلا أن قبحه في التعامل مع الآخرين جعله يتكلم عن نفسه وينسب الفضل لنفسه في نجاحها وتتصاعد الأحداث إلى أن يخضع لجمالها وتصبح هي سر نجاح أفلامه. أخرج الفيلم (فينسينت مينيلي) وكتبه (جورج برادشو وتشارلز شني). حصل على خمس جوائز أكاديمية من أصل ستة ترشيحات في عام 1952، وهو رقم قياسي لأكبر عدد من الجوائز عن فيلم لم يتم ترشيحه لأفضل فيلم أو لأفضل إخراج.
وفي الواقع إذا خصصنا النظرة على الفنانات الموهوبات، هل يجدن فرص الأدوار المستحقة بناء على الموهبة أم على قدر التنازلات التي تستعد بعضهن لأن يقدمنها؟ أيمكن أن تحصل ممثلة على دور كبير او بطولة فنية دون تنازل مسيء منها؟ وعلى الشباب الموهوب بشكل عام هل يحصل على الشهرة المستحقة في حال تعب على موهبته دون واسطة؟
إذا بحثنا في الوطن العربي عن وجود منتجين وفنانين يختارون الصاعدين بناء على الموهبة والقدرات الفنية فقط، هل سنجد أحدا؟ بالطبع لا يخلو المجال من الشرفاء الذين يختارون الفن الحقيقي.. ولكن كم تكون نسبتهم مقارنة بالبقية؟
ولنأخذ نظرة على فن الماضي.. مثلا على قهوة (بعرة) التي كانت مكانا للموهوبين ليتم اكتشافهم وتبني موهبتهم، وسببا في اختيار أكبر الفنانين والتي أصبحت الآن مكانا يجتمع به بعض الراغبين ليحظوا بأدوار صغيرة إن سنحت الفرصة، كما كان لوجود العديد من المخرجين، أمثال يوسف شاهين وغيره من الباحثين دائما عن المواهب الحقيقية، دور كبير في اكتشاف وجوه موهوبة بالفعل.
وفي نظرة على نمط الفن الهادف ذي اللغة القوية الأصيلة، كالأفلام التربوية وأفلام هجرة الرسول والسير النبوية والأفلام الهادفة صاحبة الأفكار القوية، واللغويات الراقية، هذا النمط الذي أصبح الآن ما هو سوى جزء من الماضي الذي يختفي مثله في الحاضر، ونفتقده. وهذا يأخذنا للسؤال الأهم والأكبر، ما يتعارض ويعطل وجود فن هادف؟
هل السبب يعود لاختلاف الذوق العام الآن مقارنة بالماضي؟ أم أن الشبكات مثل (نتفليكس) ساهمت في ابتعاد المشاهدين عن دور السينما والفن العربي بشكل عام؟ أم أن أحداث الوطن العربي والظروف الاقتصادية تسهم في رفع تكاليف الإنتاج ما يتسبب في اختيار فن قليل الصرف كثير المكسب؟ أم أن تلك التغيرات هي أسباب قللت من وجود برامج او مستكشفين حقيقيين لمواهب التمثيل مثل (برنامج ستوديو الفن لسيمون الأسمر) وراغبي الفن الحقيقي.
أيا ما كانت الأسباب وراء هبوط مستوى الفن الذي سبب المحاربة لأصحاب الفن الصحيح لإبراز فنهم على الساحة وتم حرمان الجمهور المثقف الراقي منه، فإننا نتمنى انتهاءه، فبدون ممثلين موهوبين ومخرج جيد ومنتج يسعى الى تحقيق الأفضل وقصة قوية وهادفة، لن يتحقق الإبداع الفني المطلوب.
هشام الغانم لـ «الأنباء»: «الجودة» سبب عدم خلود الأفلام الحديثة
قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية «سينيسكيب» هشام الغانم لـ «الأنباء» ردا على سؤالنا عن سبب عدم تخليد الأفلام الجديدة كما الأفلام القديمة والتي مازال عليها طلب حتى الآن في كل الوطن العربي: «الجواب في كلمة واحدة هو «الجودة» بمعنى ان القائمين على العمل الفني من الرعيل الأول كان دافعهم حب الفن وحب القصة وحب المهنة، أما الآن فالموضوع أصبح تجارة وكثر التجار في صناعة السينما والتاجر لا يفكر في الجودة بل يفكر في الربح السريع، ولذلك نادرا ما يوجد فيلم جديد يخلَّد، قد تجد فيلما كل خمس سنوات مثلا، ولكن ليس كما كان سابقا، والفرق هي نية المنتج والقائمين على الصناعة».
[ad_2]
Source link