أخبار عربية

شغف الأمير تشارلز يحول حياة قرية رومانية إلى جحيم

[ad_1]

قرية فيسكري

مصدر الصورة
AFP

Image caption

قرية فيسكري

يعيش 450 شخصاً فقط في قرية فيسكري النائية في وسط رومانيا لكن آلاف السياح يزورونها سنوياً بسياراتهم مما قلب حول حياة ابناء القرية إلى حجيم.

يمكن القول إنها القرية الأكثر شعبية في ترانسيلفانيا فهي ليست مدرجة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونيسكو بل أن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز يملك مزرعة فيها منذ عام 2006.

وقع الأمير في حب المنطقة قبل أكثر من عقدين بسبب ما تتمتع به من جمال تاريخي ولسنوات ساعد في وضع الخطط للحفاظ على العمارة التراثية وما تصفه مؤسسته المحلية بأنه “أسلوب حياة لم يتغير لمئات السنين”.

Image caption

يزور القرية عشرات آلاف الزوار

سيل بلا نهاية

إنه يوم سبت حار في نهاية فصل الصيف وهناك سيل لا نهاية له من السيارات التي تتدفق على فيسكري، متسببة بالضوضاء والغبار وسد طرق القرية غير المعبدة.

“انظر إلى الغبار القادم من الطريق” تصرخ إيرينا لاسكو، “إنه مزعج جداً لا يمكننا حتى فتح نوافذنا”. ويقول زوجها مارتن الذي يعيش في فيسكري منذ ولادته عام 1945: “السيارات تسير من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من المساء”.

من الجلي أن إيرينا ومارتن اللذان يبلغان من العمر 76 عاماً ويجلسان خارج منزلهما التقليدي في المزرعة يشعران بالسخط بسبب تدفق أعداد غفيرة من السواح على قريتهم.

يشتكي مارتن: “الجميع يأتي بسبب الأمير تشارلز”. ولا ينقطع سيل الزوار الذين يقفون أمام باب المنزل الازرق الذي يملكه تشارلز لالتقاط صورة.

إنه منزل محاط بمزرعة سكسونية تقليدية بسيطة، مثله مثل أي منزل آخر في القرية له بوابات خشبية عريضة وقرميد السقف طيني. ويعود جزء من المنزل إلى القرن الثامن عشر.

Image caption

يقول مارتن أن تشارلز جلب الشهرة للقرية التي لا تستطيع التعامل مع السير المستمر من الزوار

‘نعمة ولعنة’

على مدى السنوات القليلة الماضية نمت شهرة فيسكري بشكل ملحوظ وكذلك أعداد القادمين إليها.

في العام الماضي زار 45000 سائح الكنيسة اللوثرية المحصنة الرائعة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر مقارنة مع 15000 في 2015 و 5000 في 2005.

أدت القيود التي فرضتها الحكومة بسبب انتشار فيروس كورونا على السفر إلى الخارج إلى زيادة السياحة الداخلية ، ومعها المزيد من السيارات التي قدمت الى القرية..

هناك نقطتا جذبللسياح في القرية وهما الكنيسة ومنزل الأمير تشارلز.

أورسولا رادو فيرنولاند ، 35 عاماً هي سكسونية ومن احفاد المستوطنين الذين قدموا من ألمانيا الحالية، حيث عاش أسلافها في فيسكري لقرون. وهي أيضاً عضو مجلس إدارة في صندق حماية تراث القرية والذي لعب لمدة 20 عاماً دوراً رئيسياً في الحفاظ على الهندسة المعمارية للقرية.

كان تأثير الأمير هنا “نعمة ونقمة. حسب رأيها. كان لسنوات راعياً للصندوق حتى سحب دعمه في عام 2014.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

الامير تشارلز يعشق الحياة الريفية التقليدية

في عام 2015 أطلق مؤسسة أمير ويلز في رومانيا ، والتي تركز على الحفاظ على العمارة التراثية ودعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والمساعدة في تطوير أعمال تجارية مستدامة.

تقدم المؤسسة التدريب والتعليم فيما وصفه الأمير بأنه “جزء غير عادي من العالم”. وقد أشاد بالمناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي الناتج عن “إدارة الإنسان وعلاقته بالطبيعة”.

نقطة ساخنة في منزل العطلات

على مدى السنوات القليلة الماضية أصبحت فيسكري ما تصفه السيدة فيرنولاند بأنها وجهة “سياحة مثالية”.

مع نمو شعبيتها أصبحت نقطة جذب للأجانب من جميع أنحاء العالم والرومانيين الأثرياء. إنها أيضاً وجهة مرغوبة لرجال الأعمال من بوخارست لافتتاح بيوت ضيافة ومطاعم.

Image caption

مزرعة الأمير تشارلز وكنيسة القرية هم نقطتا الجذب الوحيدتان في القرية

نتيجة لذلك ارتفعت أسعار المساكن بشكل كبير فقد اصبح سعر المنزل الذي كانت قيمته 20 الف يورو عام 2010 اكثر من 80 الف يورو في الوقت الحالي.

تقول فيرنولاند إن أسعار المنازل باتت خارج السيطرة. “فورة أسعارها هنا ادى إلى ارتفاع أسعار المنازل في القرى المجاورة أيضاً”

تعتقد أن السكان المحليين الذين نشأوا في المنطقة يلقون مصاعب في شراء منزل قد تكون هناك حاجة لتنظيم الملكية الأجنبية هنا.

ولكن إذا كانت هناك مشكلة واحدة توحد المعنيين بفيسكري من افراد الاسرة المالكة في بريطانيا والفلاحين من أبناء القرية والأجانب المتنفذين والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال فهي العدد المتزايد من السواح لقادمين بسياراتهم والذين يعطلون الحياة اليومية في القرية.

يقول كريستيان سومو: “لدينا 70 دجاجة وبطة، ولكن هناك الكثير من السيارات على الطريق الآن ولم يعد بإمكاننا السماح لها بالخروج لتناول العشب”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

يعود بناء الكنيسة الفريد الى القرن الثاني عشر

الاجواء في القرية باتت اشبه بمتنزه سياحي أكثر من قرية زراعية تقليدية.

في العام الماضي تم افتتاح موقف سيارات بالقرب من مدخل القرية بكلفة 15 األف يورو من الأموال الخاصة لخمس عائلات محلية.

لكن الزوار يتجاهلون اللافتات إلى حد كبير وليس هناك ما يلزم اصحاب السيارات بترك سيارات في الموقف.

كل عام تزداد صعوبة

يقول كوزمين تشيريس، وهو مهندس يبلغ من العمر 37 عاماً من تارجو موريس ويركب دراجته الهوائية للتجول في القرية مع أسرته: “إنها مزدحمة أكثر بكثير مما كانت عليه في المرة السابقة التي كنا فيها هنا قبل عامين”.

يقول كريستيان رادو، زوج السيدة فيرنولاند، البالغ من العمر 36 عاماً: “مئات السيارات تتوقف هنا في عطلات نهاية الأسبوع، إنه جنون”.

ورشح كريستيان نفسه لمنصب رئيس مجلس القرية في الانتخابات التي تجري هذا الخريف ووعد بمنع السياح من قيادة السيارات داخل القرية ما لم يكونوا مسنين أو يعانون من إعاقات.

“أعتقد أنه لا يزال من الممكن الحفاظ على فيسكري، لكن لسوء الحظ لم يعد بإمكان الأفراد أو المنظمات غير الحكومية القيام بذلك، يجب أن تقوم به الإدارة المحلية”.

وأثارت الاوضاع التي تمر بها القرية حالياً مسألة ما إذا كانت السياحة المستدامة ممكنة في قرى ترانسيلفانيا القديمة. كما يتساءل البعض أيضاً إلى أي مدى تذهب فوائد السياحة حقاً لابناء هذه القرى.

تقول إيرينا لاسكو وهي تقطف الزهور في فناء منزلها: “السياحة لا تفيد إلا من يملكون مطاعم ودور ضيافة. إنها لا تساعدنا على الإطلاق”.

“أصبح كل شيء هنا أكثر تكلفة، وكل عام يصبح الأمر أكثر صعوبة”.

“نحن بحاجة إلى إيجاد حل” تقول السيدة فيرنولاند قبل أن تخرج لوضع ملصقات انتخابية لمساعدة حملة زوجها على رئاسة البلدية وتضيف “إذا فقدت القرية ما تتميز به سنتحول الى متحف وهو ما لا نريده أبداً”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى