أخبار عربية

الأغنياء “أكثر ميلاً” للقول إنّ الإيمان ليس شرطاً للتحلي بالأخلاق

[ad_1]

من فيلم سايكو لهيتشكوك

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الربط بين الايمان والأخلاق يحتلّ نسبة أعلى لدى المشاركين من الدول النامية

كلما ارتفع دخل الأفراد في بلد ما، انخفض تعلّقهم بالفكرة القائلة إن الايمان بالله شرط ضروري للتحلّي بالأخلاق والقيم الحسنة.

هذا ما بينته دراسة بعنوان “فجوة الله العالمية” صدرت الأسبوع الماضي عن مركز الأبحاث الأمريكي “بيو PEW”، وشملت أكثر من 38 ألف مشارك من 34 دولة حول العالم، من بينها دولتان عربيتان هما لبنان وتونس.

أجريت الدراسة خلال عام 2019، وبيّنت أنّ 45 بالمئة من مجمل المشاركين فيها يوافقون على أنّ “الايمان بالله شرط ضروري للتحلّي بالأخلاق والقيم الحسنة”، على اختلاف بلدانهم ودياناتهم، بينما قال 62 بالمئة منهم إنّ الدين يلعب دوراً مهماً في حياتهم.

اقتصاد أفضل .. إيمانٌ أقل

حين قارن الباحثون بين إجابات المشاركين تبعاً لاختلاف الدخل القومي بين بلدانهم، تبيّن لهم أنّ الربط بين الإيمان والأخلاق يحتلّ نسبة أعلى لدى المشاركين من الدول النامية.

وقال 9 بالمئة فقط من السويديين المشاركين إنّ الايمان شرط ضروري للتحلّي بالقيم الحسنة، علماً أنّ الدخل القومي السنوي في السويد لعام 2019 بلغ 55 ألف دولار، بحسب تقديرات البنك الدولي. بينما كانت نسبة من أعطوا الإجابة نفسها في إندونيسيا 96 بالمئة، حيث يبلغ الدخل القومي 12 ألف دولار في السنة.

في هولندا، حيث الدخل القومي 59 ألف دولار في السنة، قال 22 بالمئة فقط من المشاركين إنّ الايمان شرط ضروري للتمتع بقيم أخلاقية، بينما كانت نسبة من وافقوا على ذلك في كينيا 95بالمئة، حيث يبلغ الدخل القومي 4 آلاف دولار.

هل تجعلنا الأديان أصدقاءً للبيئة أم أعداءً لها؟

الإيمان من خلال العدسة

اختلفت مقاربة المسألة بحسب القارات، إذ لاحظ الباحثون أنّ أقلّها تمسكاً بالإيمان كشرط أساسي للأخلاق كانت أوروبا الشرقية، فيما كانت الدول الأفريقية المشاركة أكثرها تمسكاً بهذا المفهوم.

كذلك سجّلت البرازيل نسبة عالية لناحية التمسّك بالإيمان كشرط أخلاقيّ، بنحو 84 بالمئة، نظراً لكونها من أكبر معاقل المسيحية الكاثوليكية في العالم.

وكان الميل نحو التأكيد على علاقة الإيمان الحتمية بالأخلاق عالياً أيضاً في باقي دول أميركا اللاتينية المشاركة، بنسبة 55 بالمئة في الأرجنتين والمكسيك.

ولم يقتصر الأمر على البلدان ذات الغالبية المسلمة أو المسيحية، ففي الهند حيث معظم السكان من الهندوس، قالت أكثرية 79 بالمئة، إن الايمان بالله ضرورة أخلاقية.

وفي تركيا، قالت أغلبية 84 بالمئة إن الله ضرورة أخلاقية، فيما كانت النسبة في تونس 75 بالمئة، وفي لبنان 72 بالمئة.

أجرى مركز “بيو” الدراسة نفسها في العام 2002، ولاحظ الباحثون فوارق مهمّة لناحية زيادة التمسّك بالإيمان في بعض البلدان. ففي روسيا زاد من يرون أن الايمان ضرورة أخلاقية 11 بالمئة، وزادوا في اليابان 10 بالمئة. في حين انخفضوا بنسبة 14 بالمئة في الولايات المتحدة، وبنسبة 11 بالمئة في كوريا الجنوبية.

الإيمان: صخرة الفقراء؟

في المجمل، كان المشاركون من الدول ذات الدخل القومي الأعلى، أقلّ تمسكاً بمفهوم الايمان كشرط للتحلّي بالقيم والأخلاق الحسنة. فيما كان المشاركون من الدول ذات الدخل القومي المنخفض، ومن بينها لبنان وتونس، أكثر تمسكاً بالربط بين الأخلاق والاعتقاد بوجود الله.

لكن بعيداً عن النظرة الشاملة، لاحظ الباحثون فوارق في البلد الواحد، وفقاً للدخل، إذ كان أصحاب الدخل المرتفع أكثر ميلاً للقول إنّ الاعتقاد بوجود الله غير ضروري للأخلاق.

ففي لبنان مثلاً، كانت نسبة الموافقين على أنّ الايمان ضرورة أخلاقية أقلّ بين ذوي الدخل المرتفع، وإن بفرق ضئيل عن ذوي الدخل المنخفض. كذلك الأمر في تونس حيث بلغت نسبت الموافقة على ضرورة الإيمان كقيمة أخلاقية 90 بالمئة، بين ذوي الدخل المنخفض.

وفي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا، حيث الدخل القومي مرتفع بشكل عام، كانت نسبة القائلين إنّ الايمان شرط أساسي للتحلّي بالأخلاق، أعلى بين ذوي الدخل المتدنّي.

مصدر الصورة
Silver Screen Collection

Image caption

أصحاب الدخل المرتفع أكثر ميلاً للقول إنّ الايمان ليس شرطاً للتحلي بالأخلاق

اختلاف بحسب العمر والمستوى التعليمي

إلى جانب الدخل، تطرّقت الدراسة أيضاً لعلاقة المستوى التعليمي بالمعتقدات. فالمتعلمون أكثر، يرون أنّ الايمان بالله ليس شرطاً للتحلّي بالأخلاق والخصال الحسنة.

ففي تركيا على سبيل المثال، قال 79 بالمئة من ذوي التحصيل العلمي المتدني إنّ الايمان شرط ضروري للأخلاق، فيما كانت النسبة 56 بالمئة بين ذوي التحصيل العملي العالي.

إلى جانب التوزيع بحسب الدخل والمستوى التعليمي، لاحظ الباحثون فروقاً في الإجابات بحسب الفئة العمرية. وقد صنّف المشاركون تبعاً لثلاث فئات عمرية: فئة ما بين 18 و29 عاماً، فئة ما بين 30 و49 عاماً، وفئة من هم فوق سن الخمسين.

في نيجيريا والسويد مثلاً، كانت الفروق ضئيلة جداً بين الفئات العمريّة. فأكثر من 90 بالمئة من النيجيريين المشاركين من مختلف الأعمار يرون أنّ الأخلاق تنبع من الايمان. وأقلّ من 12 بالمئة من السويديين من مختلف الأعمار يرون أنّ الأخلاق لا تنبع عن الايمان.

في تونس رأى 79 بالمئة من الشباب الأصغر سناً، إنّ الأخلاق ترتبط بالإيمان، فيما بلغت النسبة 88 بالمئة ضمن فئة من هم فوق سنّ الخمسين.

وفي لبنان، قال 63 بالمئة من الشباب الأصغر سناً إنّ الايمان والأخلاق مترابطان، فيما كانت النسبة 80 بين من هم فوق الخمسين.

وعند السؤال عمّا اذا كان الله مهماً في حياتهم، كانت إجابة أكثر من 90 بالمئة من المشاركين من الدول النامية إنّ الله مهمّ.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى