أخبار عربية

الصحابي خالد بن الوليد: كاتب سعودي ينتقد مسلسلا يحكي سيرته ويقول إن عصره “دموي”

[ad_1]

خالد بن الوليد

مصدر الصورة
Twitter

جرت تغريدة حول مسلسل “خالد بن الوليد” سيلا من الانتقادات على الصحفي السعودي عبد الله وافيه وأثارت الكثير من الجدل حول دراما السيرة التاريخية خاصة تلك التي تتناول حياة الصحابة.

وكان الصحفي السعودي قد نشر تغريدة قبل أيام يتساءل فيها عن جدوى إنتاج مسلسل حول الصحابي خالد بن الوليد “في وقت تتغير فيه المفاهيم”.

فكتب: “وماذا سيقدم (المسلسل) خاصة أن هناك أحداثا مرعبة لا تتوافق مع زمن يذهب نحو الوعي والتنوير ونسيان تاريخ من الدماء والقتل .. أتمنى أن هذا النوع من المسلسلات ومثلها وما يدور في فلكها أن تتوقف”.

وقد أثارت تصريحات وافيه حفيظة الكثرين، وانهالت التعليقات الغاضبة والمطالبة بمحاسبته.

وأطلق مغردون وسما يطالبون فيه السلطات السعودية بضرورة التدخل واعتقال الكاتب.

واعتبر المغردون أن ما كتبه وافيه فيه إساءة للإسلام ورموزه، قائلين إن تطاوله على الدين يرجع إلى “تهاون السلطات في اتخاذ إجراءات ضده ومن سبقوه”.

في المقابل، أشاد البعض بجرأة الكاتب في طرح أفكاره التي “تنير العقول” واتهموا منتقديه بالرغبة في “إطفاء نور العلم”، على حد قولهم.

وقد شهدت الساحة السعودية في الآونة الأخيرة نقاشات محمومة بين فريقين، يدعو أحدهما إلى بلورة خطاب ديني جديد،يواكب مقتضيات العصر، بينما يرى الفريق الثاني في تلك الدعوات السعودية إساءة لقيم ومعتقدات دينية إسلامية ثابتة.

إعادة قراءة التاريخ عبر الدراما

ولا يعد الحديث عن مسلسل “خالد بن الوليد”، أو غيره من مسلسلات السير الذاتية، بالأمر الجديد. لكنه قطعا نقاش مهم ومحكوم في معظم الأحيان بأبعاد سياسية ودينية وتاريخية.

فحتى قبل عرضه، واجهت شركة “سينرجي” المصرية انتقادات واسعة بعد إعلانها عن إنتاج مسلسل عن الصحابي الشهير.

في البداية اعترض البعض على تصوير الصحابة دراميا، وعلى اختيار الفنان المصري عمرو يوسف لتجسيد شخصية الوليد، قبل أن يسند الدور لاحقا لزميله ياسر جلال الذي قرر بدوره الاعتذار عن المسلسل.

وفي محاولة لإزالة اللغط الذي صاحب الإعلان عن إنتاج المسلسل، أعلن مخرجه أنه مقتبس عن القصة التي كتبها الأديب المصري الراحل عباس محمود العقاد في كتابه “عبقرية خالد”.

وجاء تصريح الشيخ أشرف سعد، أحد علماء الأزهر، بجواز تجسيد شخصية خالد ابن الوليد، ليهدئ الأجواء وينهي الجدال حول إمكانية تصوير الصحابة.

ولكن المسلسل عاد مرة أخرى إلى خانة الجدل بعد إصرار الجهة المنتجة على استكمال تصويره، ليتسع بعدها النقاش حول المسلسل وشخصية خالد بن الوليد تاريخيا.

تعج المخيلة الإسلامية بتصورات مختلفة للماضي والتاريخ وتختلف زوايا النظر إليها بحسب السردية التاريخية التي يختارها الكاتب. وكثيرا ما أثيرت تساؤلات حول شخصية خالد بن الوليد وصفاته.

فثمة من يراه قائدا عسكريا فذا ورجلا عادلا حقق انتصارات عديدة للإسلام وأخاف أعداء الدولة، وثمة من يعتبره رجلا شرسا ودمويا.

فإلى جانب الكاتب السعودي عبد الله وافيه، يرفض كثيرون فكرة تجسيد شخصية القائد الشهير.

ويستدل بعضهم بتغريدات قديمة للصحفي المصري إبراهيم عيسى الذي يعد من أبرز المعارضين لتك الفكرة.

فمجرد الإعلان عن تصوير المسلسل العام الماضي، طالب الصحفي بإيقافه بحجة أنه يمثل “دعوة لتذكير المسلم بأن السيف هو الطريق للخلافة”.

ويستدعي المؤيدون لفكرة إيقاف المسلسل روايات، اختلف حول صحتها كثيرون.

من بينها واقعة “مالك بن نويرة” التي دفعت الخليفة عمر بن الخطاب إلى محاسبة خالد بن الوليد وعزله من الجيش. وتقول تلك الرواية إن خالد بن الوليد قتل مالك بدون وجه حق وتزوج امرأته.

على الجانب الآخر، يتحدث المدافعون عن القائد الإسلامي عن مجموعة من “المنحلين المتأثرين بالمستشرقين” ويتهمونهم بتلفيق الروايات والأكاذيب لتشويه تاريخ المسلمين.

بينما يظهر فريق ثالث يبدو أكثر عقلانية في تقييمه للموضوع، إذ يدعوا إلى قراءة السياق السياسي والاجتماعي الذي سبق الفترة التي برز فيها نجم خالد بن الوليد كقائد، لفهم السياق الذي تطورت داخله شخصيته.

وفي هذا الإطار يتساءل أحدهم: “التاريخ سيبقى مجرد خرافات إن لم يكن مقرونا بأدلة دامغة بعيدة عن أهواء الساسة والمؤدلجين. نعم لتجسيد شخصية الوليد وغيرها من الشخصيات التاريخية لكن يجب أن تكون موضوعية خالية من الهجوم والتلميع؟ أين المشكل في تجسيد شخصية تاريخية كما هي بخصالها ومساوئها وبنجاحاتها وإخفاقاتها؟”

“فخ التقديس”

ويرى دعاة” تنقيح التراث” أن إظهار الشخصيات التاريخية، مثل خالد بن الوليد، في المسلسلات سيتيح فرصة لمناقشة جوانب من شخصية القائد العسكري، ويساعد على تطوير الفكر وإعمال العقل على نزع القداسة عنه، خاصة أن الإسلام منع تقديس البشر.

في حين يرى آخرون أن كافة أعمال السير الذاتية العربية وقعت في فخ التقديس وركزت على الجانب الإيجابي في الشخصية، وتجنبت الخوض في المسائل المثيرة للخلاف والقلائل، بل أن بعض صناع الدراما التاريخية استعملوا جرعات إضافية من الخيال كي لا تتشوه صورة البطل في المخيلة الشعبية.

ولا يتوقف الأمر عند الشخصيات الدينية بل يشمل أيضا الشخصيات الشخصية السياسية والثقافية.

ففي مسلسل “أم كلثوم” أحيطت سيدة الغناء العربي بهالة ملائكية، إذ ركز صناع العمل على الجوانب الإيجابية في مسيرة كوكب الشرق وكأنها شخصية مثالية لا تخطئ وتتعامل مع منافسيها بشيء من اللين.

وعلى نفس المنوال تم تصوير مسلسل الأيام الذي تناول حياة الأديب العربي طه حسين بحالة من النبل والقدسية.

وتكرر نفس الشيء في المسلسل السوري التاريخي “صقر قريش” الذي يحكي سيرة عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك حفيد عاشر الخلفاء الأمويين ومؤسس الدولة الأموية في الأندلس.

أما مسلسل هارون الرشيد (إنتاج عام 1997 بطولة الفنان الراحل نور الشريف) فسلط الضوء على عدالته ورجاحة فكره وورعه لكنه لم يتطرق للأبعاد الإنسانية في شخصية الخليفة العباسي المثير للجدل.

وأعادت الدراما السورية عام 2018 تصوير شخصية الرشيد برؤية يصفها البعض بأنها جديدة وتتناسب مع التطور الذي تعيش المجتمعات العربية.

إصرار البعض على إحاطة الشخصيات التاريخية بهالة من القداسة في الدراما يرجعه مغردون إلى عدة أسباب أهمها “الخوف من معرفة الحقيقة والتمرد على الروايات السلفية الانتقائية التي فرضت لعقود تصوراتها وفهمها الخاص لتاريخ المسلمين وقادتهم”.

إضافة إلى ذلك هناك أمثلة عديدة على أفلام عالمية وقعت في فخ التلميع مدفوعة بإملاءات سياسية وأيدولوجية تخدم رؤية السلطة الحاكمة.

هذه ليست أول مرة يصور فيها مسلسل عن قصة الصحابي خالد بن الوليد، إذ سبق أن أخرج الأردني محمد عزيزية، عملًا عن القائد العسكري، بمشاركة عدد من الممثلين العرب في عام 2006.

وتكون العمل من جزئيين وتقاسم بطولته النجمان السوريان باسم ياخور وسامر المصري.

وظهرت شخصية خالد بن الوليد أيضا في مسلسل “قمر بني هاشم”، الذي يروي سيرة النبي محمد.

كما أدى الممثل الفلسطيني محمود سعيد شخصية الوليد في فيلم الرسالة، فيما جسد شخصيته الممثل السوري مهيار خضور في المسلسل الضخم “عمر”.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى