جاسم التنيب في ذمة الله
[ad_1]
فقدت الزميلة «الأنباء» أمس ابنا بارا من أبنائها وقلما صادقا من خيرة أقلامها الزميل جاسم التنيب مسؤول القسم الأمني، تاركا إرثا إعلاميا تفخر به الصحافة الكويتية.
وليست «الأنباء» وحدها اليوم التي فقدت الإعلامي جاسم التنيب «ابو محمد» بل المشهد الإعلامي الكويتي ككل الذي عرف الراحل في مفاصل عدة من تاريخه، وقد تجلى هذا الأمر عبر مواقع التواصل التي تداعت لرثاء الراحل، فكان الحزن بحجم المحبة التي كانت تحيط بالراحل أينما حل واستراح.
لم يكن «ابومحمد» رحمه الله اسما إعلاميا فقط، بل كان قامة إنسانية، إذ عرف بلهفته للجميع سائلا ومطمئنا ومساعدا، لم يبخل بعطاء ولا بمساعدة مهنية كانت أو إنسانية،، فأسرة «الأنباء» فقدت ابنا من أبنائها البررة وقلما من خيرة كتابها حيث بدأ «ابو محمد» مسيرته في «الأنباء» منذ اكثر من 30 عاما واشتهر بمقاله «من بلادي» الذي بدأه في تسعينيات القرن الماضي واستمر به حتى أيامه الأخيرة.
ونزل خبر وفاته على قلوب الأسرة الإعلامية الكويتية كالصاعقة، حيث تداعى محبوه إلى نعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين مسيرته المهنية والإنسانية.
عرف التنيب خلال تاريخه الصحافي الطويل ككاتب بكلمته الوطنية الحرة وحرصه على إبراز الحق والحقيقة وكان مقاتلا ومناضلا ومدافعا شرسا عن الوطن والمواطن وعن القيم والثوابت والتقاليد الكويتية العريقة. وشهدت مسيرة الزميل الإعلامية إصدار كتاب «من بلادي» عام 2011 من 80 صفحة، جمع فيه نخبة من مقالاته التي كتبها في الصحافة الكويتية عموما.
دامت بلادي
كان، رحمه الله، مدافعا عن الكويت ورفعتها ففي مقاله «دامت بلادي حرة» يؤكد أن الدفاع عن الوطن وسلامة أراضيه في مواجهة التهديدات التي تهدد سلامة أمنه ومكتسباته واجب وطني، فالكويت هي القضية الأولى والأخيرة التي يجب أن تكون الأولى بالاهتمام عند أهل الكويت، فدولتنا اليوم بحاجة لتوزيع الأدوار على الجميع وان يكون لرعاية مصالح الشعب وتعزيز واحترام القوانين والدستور والدفاع والذود عن الوطن والمحافظة على سلامة أراضيه من أي مكروه تتعرض إليه وينصرف الشعب اليه.
قضية الكويت عند «ابو محمد» رحمه الله لا ينبغي الاختلاف عليها ولا النيل منها أو النيل من شأنها، فقد توجه مرات عدة بمقالاته مخاطبا جميع المسؤولين بالدولة: إنكم تحملون الامانة وهي أمانة الشعب الكويتي الذي ائتمنكم عليها فعليكم ان تصونوها وتحفظوها وان تقسموا على الدفاع عنها بكل ما لديكم، فهذه الوديعة تحتاج منكم عهودا ووعودا ان تصونوها أمانة أودعها لديكم الآباء والأجداد. وعلى الحكومة والمجلس ان يحاربوا الفساد والمفسدين الذين يحاولون ان ينالوا من الشعب الكويتي بجميع طوائفه وملله وقبائله. فأرض الوطن ليست مكانا للصراعات وتصفية الحسابات بل بلد الخير والأمان والاطمئنان لمن يعيش عليها بشرف وأمانة،، فأبدا أبدا عند جاسم التنيب، رحمه الله، يجب الا تمس الكويت أو يمس شعبها بأي مكروه مهما كان، ومن اي شخص مهما عظم شأنه وقوي بأسه فإن الأسر الكويتية بكل انتمائها وأعرافها هم أسرة واحدة تربطهم التقاليد والعادات والدين وعند الشدائد يصبحون جسدا واحدا في مواجهة المحن.
كان رحمه الله فخورا بالكويت دائما وأبدا فيقول في احد مقالاته: من حق كل مواطن في أي دولة في العالم، ان يفخر بمواطنته، ويفاخر بانتمائه لوطنه، كشعور إنساني طبيعي وسليم، ولكن أرى أن الفرق بين المواطن الكويتي وغيره، هو أن المواطن الكويتي يشعر بالفخر والرضا بينما يشعر مواطنو بعض الدول الأخرى بالحزن والحسرة، فنحن في الكويت، والحمد لله حبانا الله بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، فالشعب راض عن قيادته وحنكته وحسن إدارته لموارد الدولة ولهذا كتبت وأنا اشعر بمنتهى الرضا والاطمئنان على الرغم من المشاكل التي قد تظهر بين الفينة والأخرى، كانعكاس لديموقراطية نفخر بها ككويتيين.
كما تبنى في مقالاته قضايا المواطنين وتحسس آلامهم وآمالهم، ففي مقالته «الديون والأقساط المتراكمة أرهقت المواطنين»، يقول: الحكومة بأعضائها وامكاناتها لم تتمكن من ان ترفع المعاناة عن كاهل الشعب الكويتي رغم التشكيلات المتعاقبة لهذه الحكومات، ورغم القرارات والتوصيات التي صدرت لأجل النهوض بالدولة والتي لم ينفذ منها الا القليل جدا».
وعمل «ابو محمد» دائما على إسماع صوت المتضررين عبر مقالاته ففي احدها قال: تقارير وزارة الداخلية رصدت جزءا من هذه المعاناة، حيث أوضح تقرير أن 5335 كويتيا عاطلا عن العمل صدرت بحقهم أحكام قضائية بالسجن والغرامة ومنهم 5196 ربة منزل، وهذا جزء بسيط من المعاناة التي يعانيها كل مواطن كويتي، وللأسف الحكومة كما ذكرنا بعيدة كل البعد عن حل هذه المعاناة. نحن نؤكد للحكومة ان هذه التقارير ناقصة، لأن الأعداد اكبر من هذا الرقم عدة مرات، فالاحكام صدرت ضد المواطنين بسبب الديون والأقساط المتراكمة عليهم، وأيضا بسبب البطالة، والعطالة للمتشردين والمعذبين وغيرهم من الذين يعيشون قصصا من الحيرة والعذاب وفقدان الامل، لذلك لا بد ان تغير الحكومة نظرتها وتعيد أمجاد الكويت الناهضة والصاعدة في كل المجالات، ونتمنى أيضا من الحكومة وأعضاء مجلس الأمة ان تكون الكويت بين اعينهم وأيضا في قلوبهم وان يكملوا ما بدأوه في محاربة الفساد والمفسدين حتى تظل الكويت نظيفة من هذه الايدي التي انتشرت في كل مكان.
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم «الأنباء» الى ذوي الفقيد الراحل بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.
رئيس مجلس الأمة يعزي بالفقيد التنيب
قدم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم واجب العزاء بوفاة الزميل جاسم التنيب، رحمه الله.
وقال الغانم، في حسابه على تويتر: نتقدم بخالص العزاء والمواساة الى آل التنيب الكرام بوفاة المغفور له بإذن الله جاسم محمد التنيب، متضرعين الى المولى تعالى ان يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وان يحسن الله عزاءكم في مصابكم وان يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان.
ومضات
بيني وبين جاسم!
يوسف عبدالرحمن
كل يوم يطوي الموت مجموعة من الأعضاد والاحباب والغالين، وما من يوم يمر الا وهناك من أخذهم هادم اللذات، ولا تخلو نشرة اخبار من ذكر الموتى الذين رحلوا عن حياتنا ليدخلوا عالم البرزخ في انتظار القيامة، وهذه سُنة الله في الارض ولن تتغير، وكلنا له اجل معلوم ومحتوم، فاللهم اقبضنا اليك لا ضالين ولا مضلين، مؤمنين بك بإحسان الى يوم الدين.
اليوم على غير عادتي، صليت الفجر والنية عندي ان أتصل بالاخ الحبيب جاسم التنيب (ابو محمد) بعد خروجه من المستشفى بعد اجراء الفحوصات، وسكرت الهاتف على امل ان اكلمه الظهر، غير ان «واتساب» أجحظ عيني، نصه:
(يأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
انتقل الى رحمة الله تعالى العم جاسم محمد التنيب والد محمد ومبارك وفهد وخالد، ونسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته، (إنا لله وإنا إليه راجعون).
اللهم لك الحمد، لا نقول الا ما تعلمناه في مثل هذه اللحظات الاليمة (إنا لله وإنا إليه راجعون)، رحمك الله «أبا محمد»، يا من زاملته من الثمانينيات حتى امس الجمعة 6 شوال 1441هـ الموافق 29 مايو 2020م.
رحمك الله يا صديق العمر والعضد في «الحلوة والمرة» يا جاسم!
كيف لي ان ادخل الصالة دون مماحكتك اليومية يا بو حمود؟
قرأت «رثاءك».. بكيت.. اكتنفني ألم وحزن عليك يا جاسم، فلقد كنت اخا وصديقا وحبيبا ومستشارا في كل الأمور الأمنية، وأعلم يقينا ان كل زملائي وزميلاتي في «الأنباء» يشاركونني الحزن وبكوا مثل بكائي عليك.
إنها فاجعة، ولكنك لست اول من فرق الموت بيني وبينه، ولن تكون الأخيرة، تعلمنا في مثل هذا المصاب الأليم ان نقول الله هو الذي اعطى وهو الذي اخذ، وان بعد هذا الفراق لقاء، حيث يلتقي الصالحون في الجنة والكل يجتهد في هذه الحياة كي يكون من اهل الصلاح، ونسأل الله عز وجل ان يرحمك عما فعلت للناس من خدمات لا يعلمها الا الله!
ان كتابة هذا الرثاء يا جاسم قد ينفس ما في النفس من حزن وألم، وستكون دائما الذكرى امامي وسيل المواقف الكريمة منك، فأبكي ولا أخجل!
فاللهم اسألك الصبر والاحتساب ولا املك غير بكائي وفيه سلوة المحزون على من رحل دون وداع!
اللهم إننا «جمع» كبير من زملائه وزميلاته، نسألك ان ترزقنا الصبر والسلوان وان تجزل غفرانك ورضوانك عنه يا حي يا قيوم، ونسألك له العفو والمغفرة وان توسع مدخله وتكرم نزله وترحمه في دار النعيم يوم يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب.
الزميل جاسم التنيب كان بلسما للجميع، ابا واخا وموجها وناصحا، فلم يرد سائل حضر اليه الجريدة او طلبه بالهاتف وعمل طوال حياته لقضاء حوائج الناس! ولا يرتاح حتى يقضي مصالحهم.. هذا هو جاسم المفتقد!
سيظل سجله زاخرا بالمآثر والمحامد وصعب عليّ وعلى اخواني في جريدتي «الأنباء» و«الوطن» التي عمل بها فترة من الزمن ووزارة الداخلية ان إحصاء حميد ما فعل، لأن هذا امر يطول به الحديث ويتشعب.
يا جاسم ونحن نودعك عن بُعد في هذا الزمن الكوروني، نحيي مواقفك معنا جميعا، فأنت والله لم تقصر مع احد لا قريب ولا بعيد، ولهذا «الكل» اليوم يعتصره الألم والحزن على فراقك يا حبيب الكل!
٭ ومضة: من الومضات الحزينة في حياتي يا رفيق الدرب هذه الومضة الخاصة بك «إنسانا وصحافيا» يا جاسم!
وأسأل الله العلي القدير ان يتقبلك في الصالحين وان يغفر لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك ويريك جميل اعمالك في هذه الدنيا.
٭ آخر الكلام: الى أُختي الغالية «أم محمد» التي كثيرا ما كان يسولف عنها بكثير من الفخر: «الله يصبر قلبك» على من قضيت معه هذه الحياة على الحلوة والمرة، وكثيرا ما افرحت قلبه، ويقولها بكثير من الحب، خاصة يوم مرضت وذهبت الى العلاج.. رحمك الله يا جاسم فقيد لا يعوض أبدا!
٭ زبدة الحچي: من يعرف أو لا يعرف الاخ الكبير جاسم التنيب «لازم يحبه»، وإننا ندعو الجميع الى ان يكثروا له الدعاء وقد دعوت له عصر يوم الجمعة لأن فيها ساعة قبول، وان نصلي عليه صلاة الغائب.
رحم الله اخانا جاسم محمد احمد التنيب الذي توفي عن عمر يناهز الـ 64 عاما ودفن في مقبرة الصليبخات.. «الكورونا» حالت بيننا وبين المشاركين في جنازتك.. رحمك الله ابا محمد.
٭ تعزية: أعزي أهلنا أسرة المغفور له بإذن الله الأستاذ عبدالله الجاسم العبيد ـ أبورائد ـ وسأكتب له غدا رثاء يوضح علاقتي به كأستاذ ومرشد وموجه، رحمه الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، وعظَّم الله أجركم وجبر عزاءكم في أستاذ خدم قطاع التعليم والمعلمين سنوات عمره.
.. ورحل ذو القلب الأبيض
«يا ابنتي إذا لم تستطيعي الاتصال بي، فلا تترددي واتصلي بعمك جاسم التنيب»
.. كانت تلك هي الوصية التي أقولها لابنتي قبل سفري خارج الكويت خوفاً من حدوث شيء، ثم لا تستطيع التواصل معي.
هذا هو (أبومحمد) جاسم التنيب صديق العمر، بل الأخ الذي لم تلده أمي، صاحب القلب الأبيض، عرفته لأكثر من 25 عاماً زميلاً عزيزاً في «الأنباء»، ثم في «الوطن» قبل أن تغلق أبوابها لنعود إلى بيتنا الأول «الأنباء» مرة أخرى.
رحل جاسم التنيب تاركاً في النفس ألم الفراق القاسي، وقبله ترك في عنق كل من عرفه جميلاً أو معروفاً أو موقفاً لا يُنسى.
قبل ساعات من إعلان خبر وفاته حاولت الاتصال به، ولم يردّ على غير العادة، وبعد دقائق رن هاتفي وجاء صوت «أبومحمد» واهناً: «معلش يا بوسارة لم أسمع الهاتف كنت نائماً»، وداعبته كالعادة بعبارات نتمازح بها كلما تهاتفنا، واختتم حواره بطلبه أن نلتقي غداً (الجمعة) في الجريدة الساعة الرابعة، مؤكداً أنه سيحضر مبكراً حتى نلتقي ونتحادث، وأتى الجمعة.. ولم يأت جاسم التنيب.
كيف سأدخل مكتبي في «الأنباء» دون أن أسأل الزملاء: «أين بوحمود؟».. فيشيرون إلى مكتب نائب مدير التحرير عاطف غزال حيث يحلو له أن يجالسه مشاكساً، قبل أن يخرج صافياً كالحليب.
تركتني ورحلت يا جاسم دون وداع، وبعدك لا طعم لأشياء كثيرة ستفقد نقاءها برحيلك، وبعدك لن تطيب أشياء أكثر..
رحم الله صديق العمر ذا القلب الأبيض والسريرة النقية، رجل المواقف، السند والعضد، والأخ الخلوق.. الخدوم.. المتواضع.. صاحب الأيادي البيضاء جاسم التنيب.. ادعوا له أن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته…
حسام فتحي مستشار رئيس التحرير
زميل المواقف المهنية والإنسانية
رحل الزميل جاسم التنيب، رحمه الله، تاركا الكثير من المواقف النبيلة، سواء المهنية أو الإنسانية التي تحفظ له مكانة خاصة في ذاكرتنا وقلوبنا.
شخص متفائل ومرح ومحب للجميع، بروح أخوية لا يمكن إلا أن يلمسها كل من يتعامل معه.. هكذا كان على الدوام.. وهكذا استحق التقدير والمحبة من زملائه ومن القطاع الأمني الذي كان متخصصا في نشر أخباره، حيث كان على تواصل مع أجيال متعاقبة من القادة الأمنيين على مدى سنوات عمله الصحافي، بانيا خبرة مشهودة استحقت الاحترام.
رحم الله الزميل العزيز ابو محمد وأحرَّ التعازي لعائلته ومحبيه.
محمد بسام الحسيني
.. ورحل الحبيب
من أين أبدأ..؟!
من أين أبدأ وأنا أكتب عن نهاية؟!
قبل نحو ثلاثين عاما كانت البداية. لقاء عابر في مستهل إعادة صدور «الأنباء» بعد التحرير، لقاء رغم انه عابر، لكنه كان مفتاح علاقة وثيقة توطدت على مر السنين.
جاسم التنيب، اسم، بدأ يلتصق بحياتنا، بعمق ما كان لصيقا هو بنا، وبأحوالنا، وبمشاغلنا، وبمصالحنا، يسعى في شتى الاتجاهات، يخدم هذا، ويخلّص مشكلة ثانٍ، ويعود ثالثا، ويزور رابعا، و.. و.. و..، لا تعترضك عقبة أيا كانت إلا وتجده سنداً ومؤازراً في تخطيها بكل اندفاع وقوة، لا يلوي على شيء، ولا ينتظر شكرا، بل يمضي بابتسامة تملأ شدقيه، ويقول في عفوية: «احنا خوات».
قلب أبيض صاف، لا يمكن ان تشعر في وقت ما انه يختزن غضبا أو ضغينة لأحد.
نعم كانت البداية لقاء عابرا، لكن مسيرة الصداقة والأخوة هذه تعمقت في جنبات حياتنا معاً، كنت أشير عليه فيسارع إلى التجاوب، ويشير علي فأسمع نصيحته.
«أمون» عليه، وأطلب مساعدته لأقرباء أو جيران أو معارف أو فقراء أو مساكين، فلا يتردد، بل يبادر: اتصالات وغدوات وروحات كي يفرح مأزوماً أو يفرج كربة مكروب.
جاسم التنيب.. ظاهرة، مجموعة في شخص، نشاطه الإعلامي والاجتماعي يمتد إلى مساحات واسعة في الكويت وخارجها، مصر، عمان، السعودية، الأردن، وله أصدقاء كثر في عالمنا العربي أسرهم بطيبة قلبه، وحسن معشره، فأحبوه وهم اليوم يبكونه.
من أين أبدأ إذن؟! هل أحكي مواقف معي، لا أستطيع حصرها، ففي اليوم الواحد.. مواقف ومواقف، أم مواقفه وسيرته مع الأصدقاء والزملاء، فهي تحتاج إلى صفحات وصفحات.
كان شريكي اليومي في مكتبنا في «الأنباء» نتقاسم الهم والعمل والمشاكسة أيضا، وغالبا ما كان يجمعنا الغداء الخفيف، أو أحيانا ما كان يستجلبه من بيته العامر من أصناف الطعام وأشكاله بطيب نفس وكرم وجود لا يباريان.
لكن.. لكل شيء نهاية، ولا باقي إلا وجه الله تعالى، كان اللقاء الأخير قبل ساعات من وفاته، يرحمه الله، كنت أشفق عليه وقد خرج تواً من المشفى: «يابوحمود استرح قليلا.. انت تحتاج إلى شيء من الراحة».. زمجر وصرخ في وجهي: «أنا تمام.. جئت أرى أحبابي وأصحابي»، تشاكسنا قليلا، وذهب، وأنا واثق من عودته.
لكنه لم يعد. غاب الحبيب أبوحمود، وغادر دنيانا إلى رب رحيم ودود.
عاطف غزال
فقيدنا… الغالي
لقد غيّب الموت في هذا الصباح الباكر الأخ الكبير والعزيز جاسم التنيب (أبومحمد)، رحمة الله عليه، حيث تلقيت اتصالا حزينا من نائب مدير التحرير الزميل عاطف غزال يعزيني بوفاة أخي العزيز، رحمة الله عليه، ولقد كان وقع هذا الخبر صعبا جدا عليه ولكن نؤمن بقضاء الله وقدره فهو من اعطى ومن أخذ.
ولقد كانت تربطني بالفقيد علاقة أخوية طويلة امتدت إلى أكثر من 25 عاما كان فيها نعم الأخ والصديق، حيث كنا نلتقي يوميا ونتبادل الأحاديث ونعلّق على مقالاته تحت عنوان «من بلادي» وما تحصده هذه المقالات من مشاهدة كبيرة، إضافة الى حرصه الدائم على ان يعطي مساحات كبيرة لتغطية جولاته الخارجية.
لقد رحل أبومحمد وترك حبه لدى الجميع، فقد عُرف عنه خفة الدم والفكاهة ولم يتوان لحظة في خدمة الناس عند طلب المساعدة.
…عظم الله أجرنا في فقيدنا، والله يجعل منزلته الجنة ويلهم أهله الصبر والسلوان.
بداح العنزي
رحلت أبا محمد مع ثروتك الحقيقية
في حلقي تقف الكلمات تخنقها العبرات وتأبى ان تتزحزح لتعبر عما يخالج نفسي وقلبي من حزن يملأ كياني، فما كنت أحسبني وأنا أحادثك يا أبا محمد منذ ساعات قليلة أني راثيك الآن.
رحمك الله، ما ظننت مع نهاية مكالمتنا التي سبقت قضاء الله بسويعات أن هذا آخر عهدي بك، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الكلام معك، فلم يكن كلامي معك يا من كنت نعم الزميل والصديق والأخ إلا بابا من أبواب الخير.
نعم كان خيرا كما كان العهد بك، فما سعيك إلى خدمة الجميع وتسهيل أمورهم وتذليل ما يواجههم من عقبات سواء في العمل أو مواقف الحياة المختلفة إلا خير صنعته بيديك وتظلل به الجميع ليكون لك ثروة حقيقية باقية من العمل الصالح، نسأل الله أن ترفع درجاتك في النعيم، في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
كنت يا أبا محمد نعم الزميل ذو القلب الطيب الذي لا يحمل ضغينة لأحد، ويتبخر «زعله» من أي شخص خلال دقائق بلا أي أثر لاحق إلا ما تنشره في محيطك من حب وود.
كنت نعم الأخ الذي يحرص دوما على مراعاة مصالح إخوته ما أمكنه ذلك، فكنت ملاذا يلجأ إليه أحباؤه وصخرة صلدة يتحطم عليها ما يواجههم من معوقات.
سنفتقد فيك يا حبيبنا صديقا مخلصا لم يبخل على أصدقائه قط بما يدخل عليهم السرور أو يفرج عنهم الكرب، أو يجعل بكل بساطة «أمورهم طيبة».
خاتمة: عزاؤنا يا نعم الأخ والصديق والزميل أنك قدمت لنفسك من الخير ما ظننا أنك ستجده عند الله هو خير وأعظم أجرا، وتلك لعمري هي الثروة الحقيقية.
شافعي سلامة
«الدنيا ما تاخذ إلا الطيب»
مع أن الله وحده هو من يسترد الأمانات ويحدد آجالها بأسبابها المتعددة تطبيقا لسنته في خلقه بالحل والترحال، إلا ان القول السائد قديما ومازال وتحديدا عند كبار السن ممن يمتلكون الخبرة في الحياة أن «الدنيا ما تاخذ إلا الطيب»، وهكذا كان.
فقد فجعنا صباح امس بنبأ رحيل الأخ الكبير والصديق الصادق والزميل المحب جاسم التنيب «بومحمد» الذي كان مثالا لطيبة القلب وحسن الخلق والمعشر ونقاء السريرة.
إن القيمة المادية للبشر تتلاشى مع انقضاء الأجل وأمام أبعاد الكون ومسارات التاريخ ولكن بالمقاسات الإنسانية تبقى حياتهم مستمرة بيننا بذكرهم وسيرتهم وعطرهم المعنوي الذي يتجذر في أعماقنا.
سأبقى أتذكر صوته الجهوري وضحكته التي تملأ صالة التحرير والتفاف الناس حوله كأنه ملاذ. نعم كان كذلك، لم يدخر جهدا في خدمة الجميع، والبعيد قبل القريب ولم يفرق بين أحد. هكذا كانت أخلاقه وهكذا كان وسيبقى في قلوبنا «أبوالقلب الطيب». ورغم ان الموت حق على كل إنسان إلا انه الأقسى والأصعب والأفجع على النفس والفقد مرارته تفوق وجعه، لكن «من خلف ما مات» كما يقال، ولا شك ان «محمد ومبارك وعبدالله وفهد وخالد» هم من سيحملون سيرتك الطيبة ويحافظون عليها على الدوام لأن المنبت الطيب يزهر ثمارا تنوء بخير زارعه.
«بومحمد» الحقيقة الثابتة أن كلنا راحلون ونحن أموات أبناء أموات.
لكن ماذا سيبقى بعد رحيلنا.
لقد أبقيت ما لا ينتهي وهو حب الناس وخدمتهم وطاعة رب الناس.
غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته وألهمنا وأهلك ومحبيك الصبر والسلوان، إنه على ذلك قدير.
حسين الرمضان
الله يرحمك يا صاحب «الفزعات»
وفاة الزميل العزيز جاسم التنيب خسارة فادحة للصحافة الكويتية لأنه من الصحافيين الذين لا يعوضون لصدقه وإخلاصه في عمله منذ 30 عاما قضاها في بلاط صاحبة الجلالة.
الراحل (ابومحمد) الكلمات لا توفيه حقه لتعامله الطيب مع الجميع ولخدمة من يقصده فهو صاحب «فزعة» لا توصف ولم أجدها في اي شخص عرفته، يبحث عن الخير دائما ويعمله سواء بالداخل او الخارج، مبتسم دائما حتى عنما كان في المستشفى يتلقى العلاج، طيب النفس والخلق ونادر جدا تجد إنسانا في وقتنا الحالي يمتلك تلك الصفات.
الراحل الأخ والصديق والزميل جاسم التنيب يعجز اللسان عن ذكر أفعاله لأنها لا تعد ولا تحصى ويكفي انه من الزملاء في الصحافة الذين يقولون كلمة الحق مهما كلفه ذلك فهو «سيف مجرب» بالشدائد و«صريح» لأبعد الحدود ولا يحب «اللف والدوران» خصوصا في عمله..
الله يرحمك يا ابا محمد ويغفر لك ويدخلك فسيح جناته.
مفرح الشمري
«أبشر».. يا بو حُمود «رحمك الله»!
وفقدناك أيها الصديق الصدوق، رحلت في هذا الزمن ودونما وداعك بسبب هذه الجائحة التي خطفت أصدقاء لم نشارك في وداعهم رحلوا دونما وداع، فاللهم ارحمهم واغفر لهم وتقبل طاعاتهم، آمين.
أمس، فجعت بخبر رحيل الأخ والصديق العزيز والكريم، وفقدنا صاحب المبادرة والكلمة الطيبة «بو حُمود» جاسم محمد التنيب ـ رحمه الله ـ فإلى جنان الخلد يا جاسم، و«أبشر» بإذن الله بالرحمة والمغفرة والجنة، فأنت صاحب المبادرة وكلمة «أبشر» التي كانت على طرف لسانك لن ينساها إخوانك وأصدقاؤك بالوسط الصحافي وفي كل الدواوين، لأنها هي كلمة المبادرة التي تقولها لمن يطلب منك قضاء حاجته أو مساعدته في كل الأمور، نعم يا «بو حُمود».. «أبشر» يا طيب القلب والسريرة، لقد عرفتك منذ أكثر من 40 عاما ولم تغيرك الدنيا، لأنك الوفي الكريم، الدمث والعطوف والصديق الصدوق بمبادئه ومواقفه، ولن أنسى سيرتك الطيبة في مسيرتنا الصحافية بجمعية الصحافيين والتي تأصلت بعد التحرير بقوة، خاصة أننا كنا زميلين بجريدتي «الأنباء» و«الوطن»، ولنا ذكريات جميلة ومرحة ومواقف لن تغيب عنا، خاصة بعد التحرير عندما فاجأتني بأنك سوف «تهجرني» في الجوار وتذهب إلى «ضاحية السلام»، ثم لحق بك الزميلان عدنان الراشد وسالم الواوان بعد أكثر من 10 سنوات في الجوار بمنطقة «العارضية» منذ عام 1985! ولكن وبحمد الله كتب لي بعد ذلك اللحاق بكم، فكم كانت فرحتك لي بذلك والتي لن أنساها، ولن أنسى رحلاتي معك ضمن كثير من المناسبات، وخاصة رحلات «العمرة»، ولن ننسى فزعتك في كثير من المواقف خاصة أيام الانتخابات بجمعية الصحافيين وتنازلك لي عندما فاز مجلس الإدارة لأول مرة في تاريخه بـ «التزكية» بفضل إيثارك وشهامتك في ذلك الموقف الذي لن يُنسى!
«بو حُمود».. نعم «أبشر» يا أيها الصديق الوفي الصدوق، مثواك الجنة مع الصديقين بإذن الله، رحمك الله بواسع رحمته وغفر الله لك وطهرك وأضاء قبرك وبارك الله في أنجالك محمد ومبارك وعبدالله وفهد وخالد وأخواتهم، واحفظ اللهم لهم أم محمد والهمهم الصبر والسلوان، ونحن معهم وإن كنت يا جاسم إنسانا لن تُنسى.. رحمك الله!
مثلما فقدنا الأخ جاسم التنيب ـ رحمه الله وأحسن مثواه ـ فقدنا خلال هذه الفترة أصدقاء لهم معزة وذكريات كثيرة رحمهم الله، منهم: الصديق المرحوم عبدالله عبدالرحيم الملا (بوخالد) ومحمد عبدالمحسن الناصر (بوناصر) وفيصل الداود رحلوا عنا في مثل هذه الأيام وفي الشهر الفضيل، فإلى جنات الخلد يا أصدقاء الدرب والمسيرة والحياة، والله يبارك في أنجالكم يحملون مشعلكم وطيبكم، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
«كورونا» خطفت الأعزاء «حسبنا الله»!
جائحة كورونا التي فاجأت العالم ولم يسلم منها أحد خطفت الملايين الذين اصيبوا بها ومئات الآلاف الذين هلكوا بها ولا تزال تهدد العالم، فاللهم بإذنك وقدرتك أعنا وارحم كل الذين ابتلوا بها ونجهم، وارحم من خطفتهم منا، فهم شهداء بإذن الله عند ربهم ونِعمَ المصير.. فاللهم ارحمنا برحمتك.
طارق إدريس
رحمك الله.. يا طيب القلب
لا يمكن لكلمات أن تصف طيبة قلب الغالي على قلوبنا الصديق والعزيز والأخ الكبير الزميل جاسم التنيب، وكم كنت أتمنى أن أقول له هذه الكلمات في حياته لكن لم أدرك أن الموت سيمنعني من أن أقولها له.
وعلى الرغم من مشاغله الكثيرة سواء في العمل أو البيت إلا أنه كان يحرص على مساعدة الزملاء مهما كانت ظروفه ومهما كانت مشاكلهم، فهو كان يسعى دائما في الخير لحل مشكلة أي زميل بكل ما لديه ويستمع للجميع مهما طال الوقت ولا يشعرك بأنه يساعدك بل يجعلها واجبا عليه مع ابتسامة يعرفها الصغير قبل الكبير في «الأنباء» وكأنه يقول عش حياتك بتفاؤل دائما مهما كانت مشاغلك او ظروفك.
لم يكن الأخ الكبير جاسم التنيب، رحمه الله، زميلا فقط، بل كان صديقا وأخا كبيرا يوجهني كثيرا ويستمع إلي وحاول كثيرا مساعدتي في أمور استعصت عليّ.. فلم يتعود على ان يقول كلمة «لا» لأحد بل كان، رحمه الله، محبا للخير.. حتى وإن جاء يوم واختلفت معه بشيء يأتي في اليوم التالي وكأن الأمس انتهى بحلوه ومره ويفتح صفحة جديدة بيضاء كقلبه ولا يشعرك بشيء «وتمشي الأمور دون تعقيد».
رحمك الله يا من كنت أحد أعلام ورموز الصحافة.. وأسال الله أن يغفر لك.. وإن شاء الله منزلتك الجنة، كما أسأله سبحانه ان يلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وأن يلهمنا الصبر على فراقك.
أخوك عبدالعزيز جاسم
[ad_2]