وداعًا يا جبل الصبر يا طيبة القلب جدتي الغالية
[ad_1]
جدتي.. لا أعرف كيف أقدر على كتابة هذه الكلمات ولكنّني أجد لزامًا عليّ أن أكتبها.. وأعيد كتابتي لأول مقال بعد انقطاع لأن شخصيتك الفريدة لن تتكرر ولن أرى امرأة بقوتك وصلابتك.. فقد كنتِ جبلًا للصبر.. تعاملتِ مع أزمات وتلقيتِ أنباء تهزّ دولًا بأسرها ورأيتك دائمًا قوية متحملة صابرة محتسبة أمام هموم ثقال تحملينها عنا جميعًا..
7 سنوات قضيتها في صغري معكِ في بيت واحد وعند كبري عرفت أنّي تعلمت الكثير من تلك الفترة، شاهدت التنافس الكبير بينكِ وبين جدي المرحوم الحاج أحمد عاشور في أعمال الخير وكنتما تواليانها اهتمامًا بالغًا كان يدهشنا.. ولكننا تعلمنا منه الكثير ونحاول أن نطبق منه ولو القليل..
شكرًا لأنك منحتيني أجر تعليم القرآن الكريم.. كنتِ كأمهات البيوت الكبار في الكويت ممن لا يُجدنْ القراءة والكتابة ومنذ صغري وبتواجدي معكِ في البيت نفسه أعطيتيني هذا الشرف ومنحتيني فرصة تعليمك القرآن الكريم أنا وأخويّ وبعضًا من أبناء عمي وكنتِ متعلقة بالقرآن حتى أجدتِ تعليمه وقراءته ورأيناك تختمين القرآن الكريم أسرع وأكثر منا.. وبعد مرور هذه السنين استطعتِ بناء دار لتعليم القرآن الكريم يتعلم فيها الآلاف وهي الصدقة الجارية لك إلى قيام يوم الدين.. فسبحان الله هكذا هم الطيبون.
في كلّ عيد ومنذ صغري أحرص على أن أكون أول من يعايدك.. وكنتِ تمتازين عن البقية فلا تكسري بخاطر أحد.. كنتِ أكثر عطاءً ولا أنسى أنك أوّل من أعطاني أكبر عيدية ولا أنسى بعض أبناء عمومتي فقد كانوا يأتون لك مرتين لأخذ العيدية وأكثر من مرة وكنتِ تعلمين وتعطينهم حتى تزيدي لنا فرحة العيد.
قبلةً على يديك اعتدتها في كل عيد أقبلك إياها واليوم قبلت يداكِ وأنتِ مفارقة الحياة وهي القبلة الأخيرة التي ودعتك فيها إلى جنان الباري – عزّ وجل – فنامي قريرة العين يا حبيبتي.. فموعدنا الجنة – بإذن الله تعالى- يا طيبة القلب.. بل يا أطيب امرأة في عائلتي.
حسين علي عاشور
@Husainashour
[ad_2]
Source link