أخبار عاجلة

د خريبط لـالأنباء انخفاض نسبة تركيز | جريدة الأنباء

[ad_1]

  • الحياة بعد «كورونا» لن تكون كما كانت قبله.. وعلى «البيئة» الاستعداد لإدارة مرحلة صعبة من تاريخ الكويت
  • التنمية الحضرية والعمرانية جعلت الإنسان قريباً من مناطق الخفافيش الناقلة للمرض
  • لوحظ تعافي طبقة الأوزون حول منطقة القطب الجنوبي خلال فترة الوباء العالمي «كوفيد – 19»
  • يجب مراجعة دور الهيئة العامة للبيئة وطريقة عملها وقانونها وبعض معاييرها الفنية ما بعد الفيروس
  • نتوقع خفض ميزانية «البيئة» بسبب التقشف بعد انخفاض أسعار النفط وبعض الشركات لن تستطيع دفع التزاماتها البيئية
  • الكائنات أخذت حيزاً أكبر في التكاثر لأن الإنسان بعيد عنها ومحجوز إما في منزله أو في المقرات الصحية

دارين العلي

 

أعلن استشاري البيئة والصحة والسلامة د.علي خريبط عن نتائج دراسة أولية قام بإجرائها حول انتشار ومستوى تراكيز الملوثات الهوائية في إحدى المناطق السكنية القريبة من الدائري السادس، وذلك أثناء فترة الحظر الجزئي وشبه الكامل في البلاد، وخرجت الدراسة بأن تراكيز الملوثات بشكل عام أقل من مستواها قبل ذلك. وقال خريبط في تقرير خاص لـ «الأنباء» إن الانخفاض العالي في حركة السيارات وانخفاض طبيعة عمل الكثير من الصناعات أدى إلى انخفاض هذه التراكيز، مضيفا أنه لوحظ أيضا وجود زيادة في حركة بعض الزواحف في بعض المناطق ووفرة أفضل في الغطاء النباتي الصحراوي، وان عدم وجود تخييم ومخيمات، كما في السنوات السابقة قد ساهم أيضا في الحفاظ على البيئة الصحراوية الطبيعية. ونستعرض فيما بعض تفاصيل هذه الدراسة:

قال استشاري البيئة والصحة والسلامة د.علي خريبط إنه من المهم بعد التعامل مع هذا الوباء العالمي والذي أصاب الكويت بضرر مجتمعي ومالي أن يتم عمل مراجعة شاملة لدور الهيئة العامة للبيئة، وطريقة عملها، وقانونها، وبعض من معاييرها الفنية بحيث تتم المواءمة والتأقلم والاستعداد للتغيير لفترة ما بعد «كوفيد-19».

وشدد الخريبط على أنه لا بد في المرحلة المقبلة من التعامل والتنسيق مع الخبرات الاستشارية الكويتية، لأنه ومع انخفاض أسعار النفط فقد يتم تقليص ميزانية الهيئة تماشيا مع التقشف والذي سيحدث مع أن هناك حاجة ماسة لوجودها ولعملها، بالإضافة إلى أن الكثير من الشركات الحكومية والخاصة لن تتمكن من تطبيق الالتزامات البيئية المطلوب منها تحقيقها وذلك بسبب الخسائر التي تلقتها أثناء توقف عملها وحدوث نقص في خبراتها الفنية.

تحديات بيئية

وتوقع خريبط أن تواجه الهيئة العامة للبيئة في المرحلة المقبلة تحديات كبيرة ومنها تتعلق بطريقة عمل موظفيها وكيفية الحفاظ على صحتهم وعدم انتقال العدوى لهم من أجل أن يقوموا بدورهم، ومنها تحديات أخرى متعلقة بالمجتمع والتعامل مع الجهات الحكومية الأخرى وبالأخص وزارة النفط، ومؤسسة البترول الكويتية، وشركات القطاع نفطي الحكومية، ووزارة الأشغال، ووزارة الكهرباء والماء، والمؤسسة العامة للموانئ، والهيئة العامة للزراعة، وبلدية الكويت، والمكاتب والشركات الاستشارية البيئية، وآخرون، مشددا على أن المرحلة المقبلة تتطلب التفاعل والتعاون والتنسيق المستدام بطريقة عملية فاعلة من الجميع لإدارة مرحلة صعبة من تاريخ الكويت.

تداعيات الغزو

واستذكر خريبط أن البيئة في الكويت قد واجهت مشكلة الغزو وحرق الآبار، وكان هناك ضرورة في تغيير نهج ودور مجلس حماية البيئة، وبالفعل ما تم توقعه حصل آنذاك، حيث تم إلغاء هذا المجلس، وتم إنشاء الهيئة العامة عوضا عنه من أجل إدارة تحديات جديدة وصعبة. وأعرب عن اعتقاده أن الهيئة العامة للبيئة باستطاعتها التعامل مع التحديات البيئية والاقتصادية والسياسية الجديدة من خلال وضع إستراتيجية جديدة تتضمن خطة عمل قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، بحيث تكون فاعلة، وعملية، وقابلة للتطبيق السريع للتعامل مع بيئة وصحة بيئة جديدة ومختلفة عما كان عليه الوضع قبل «كوفيد-19».

البيئة العالمية

وعالميا وحول ما إذا أثر الفيروس بشكل إيجابي على البيئة العالمية بسبب إجراءات الحظر، قال خريبط إن الوضع وبشكل عام أفضل عالميا فلا حروب، ولا قلاقل داخلية، ولا إرهاب كبيرا، ولا تلوث في الهواء كالفترات السابقة، والكائنات أخذت حيزا أكبر في التكاثر لأن الإنسان بعيد عنها ومحجوز أو متواجد في البيوت أو مناطق الحظر أو في المراكز الصحية، وهناك حركة طائرات وشاحنات وسيارات وقطارات وباصات أقل في الكثير من دول العالم، أيضا وفي الكويت.

ولفت إلى أن المؤشرات العالمية بالرغم من التوقعات بالتحسن نحو الأفضل أتت بقراءات أخرى فبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يشير إلى تقرير هيئة NOAA الأميركية والذي يوضح زيادة في مستويات ثاني أكسيد الكربون عالميا ففي 20 أبريل 2020 كان مستوى متوسط التركيز هو 416.21 جزءا من المليون منذ بدأت القراءات في عام 1958. وأوضحت قراءات من أعماق الثلوج أن هذا المستوى لم يكن موجودا منذ 80 ألف سنة سابقة، ولا نعلم سبب هذه الزيادة في هذا الوقت، فقد يكون له علاقة بطريقة الانتشار والتراكم لهذا الغاز في هذا الفصل المناخي وفي فترة وصوله لهذه المحطة والتي أخذت منها القراءات والموجودة في جزيرة هاواي في أميركا، فمن مارس 1958 إلى الآن لوحظ وجود زيادة في متوسط تركيز ثاني أكسد الكربون زاد على 100 جزء من المليون.

من جانب آخر، لفت خريبط إلى انه ومنذ توقيع 197 دولة (ومنها الكويت) على بروتوكول مونتريال في عام 1987 من أجل التعامل مع مواد الكلوروفلوروكاربونز CFCs المسببة لتآكل طبقة الأوزون، فقد لوحظ خلال فترة الوباء العالمي لكوفيد-19 أن طبقة الأوزون حول القطب الجنوبي (والتي تقع تقريبا 10 كم في السماء بعيدة عن الأرض) أنها تعافت، وهذه الطبقة تحتوي على الأوزون والذي يتعامل بفاعلية مع نوع من أشعة الشمس الضارة والمعروف بالأشعة فوق البنفسجية، ولكن هذا التعافي متعلق بالدرجة الأولى بجهود الدول الموقعة على بروتوكول مونتريال.

فيروس استثنائي

ان الإنسان الحديث «الهومو سيبيان» وجد على الأرض تقريبا قبل نحو 270-330 ألف سنة سابقة، ولم يشهد التاريخ الحديث لهذا الإنسان كارثة وباء عالمية شاملة أصابت كل دول العالم وبفترة وجيزة جدا وكالتي تحدث الآن بسبب فيروس كوفيد-19، بالرغم من وباء الانفلونزا الإسبانية والذي حدث عام 1918 واستمر لمدة سنة تقريبا، وأصاب تقريبا 50 مليون إنسان إلا أنه كان محدودا وبشكل عام في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية. ولفت إلى أنه عند تفشي الانفلونزا الإسبانية لم يكن الوضع البيئي العالمي متضررا كما هو اليوم بعد استخدام الأسلحة الإشعاعية والكيماوية مثلما حدث تجاه اليابان وفيتنام ودول أخرى ولا صناعات البتروكيماويات وكالتي نعرفها الآن وآثارها السلبية ولم تتضرر طبقة الأوزون، ولا الغابات المطيرة، ولا السواحل الطبيعية المتوازنــة، ولا المناطـــق الطبيعيــة، ولا مصـائــد الأسماك، ولا مكامن الماء، ولا الكائنات الطبيعية من حيوانات ونباتات وكالذي حدث من أواخر الأربعينيات من القرن العشرين إلى الآن.

اقتراب الإنسان من الخفافيش

وأكد أنه لا يمكن فصل البيئة عن الصحة ولا الصحة عن البيئة فكلاهما يتأثر ويتفاعل مع الآخر، فالفرضيــــات المتعلـقـــة عن كيفية حدوث وباء «كوفيد-19» وحتى الآن يربط انتقال هذا الفيروس من الخفافيش إلى الإنسان بعد أن أصبحت مناطق تواجدها قريبة من المدن وقريبة من الإنسان الذي يعيش فيها بسبب التنمية الحضرية والعمرانية، والتي أكلت البيئة الطبيعية السابقة لهذه الخفافيش ولكائنات أخرى. ولفت إلى أن هذه الأزمة أثبتت أيضا أن الدول والمنظمات الدولية ذات العلاقة أضاعت مليارات الدولارات على أهداف غير واقعية وتم التركيز بشكل غير متوازن على الحفاظ على الحيوان والنبات أكثر من الإنسان، لأنه يبقى في النهاية ان الإنسان هو محور التنمية المستدامة التي تهدف إلى رفع جودة الحياة للإنسان.

وأوضح أن هذا الخلل في التوازن وإشكالياته سيأخذ منهجية وأشكالا أخرى مع اضمحلال فيروس كوفيد-19، فالحياة بعد الفيروس لن تعود كما كانت قبله، ومن يعتقد من دول ومنظمات ومسؤولين وأفراد أن الوضع السابق سيستمر كما كان قبل «كوفيد -19» فعليهم إعادة حساباتهم لأن الواقع القادم لن يتيح لهم المجال إن لم يستعدوا ويتغيروا من خلال التأقلم مع الوضع الجديد.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى