أخبار عربية

كيف تكافح الدول الديمقراطية فيروس كورونا مستفيدة من الصين السلطوية؟

[ad_1]

اتخذت السلطات الإيطالية إجراءات صارمة لمحاربة الفيروس

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

اتخذت السلطات الإيطالية إجراءات صارمة لمحاربة الفيروس

عندما أعلنت الصين إجراءات غير مسبوقة لمكافة فيروس كورونا الجديد في يناير/كانون الثاني، أشار الكثير من المعلقين إلى أنه سيكون من الصعب اتخاذ إجراءات مماثلة في دول العالم الديمقراطية.

وتشمل الإجراءات وضع إقليم هوبي بأكمله، بسكانه الذين يبلغ عددهم 56 مليون شخص، تحت الحجر الصحي، وبناء مستشفى ميداني في عشرة أيام لعلاج المرضى.

ولكن منذ ذلك الحين، يبدو أن الصين سيطرت على المرض، بينما ازدادت أعداد المصابين في سائر أرجاء العالم بنحو 13 ضعفا في غضون أسبوعين.

وعندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كورونا أصبح وباء عالميا، دعا رئيس المنظمة تيدروس غيبريسوس “الدول لاتخاذ إجرءات عاجلة وحاسمة”.

الصين: هل انقضت أسوأ أيام الفيروس؟

مصدر الصورة
AFP

Image caption

أحد المتعافين من كورونا لدى مغادرته المستشفى في ووهان

كانت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مركز انتشار الفيروس في العاشر من مارس/آذار محاولة لإعلان أن ذروة الأزمة قد انحسرت.

ووفقا للبيانات الرسيمة فإن عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في اليوم الواحد قد انخفض.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

شمال إيطاليا أشد مناطق البلاد تأثرا بالفيروس

ولكن يانزهونغ هوانغ، الحاصل على زمالة الصحة الدولية في مركز العلاقات العامة في نيويورك، قال لبي بي سي إنه من غير المرجح تكرار التجربة الصينية في مناطق أخرى من العالم.

وقال يانزهونغ “القليل من الدول في العالم الآن، سواء كانت ديمقراطية أو غير ذلك، يمكنها التغلغل في المجتمع بمثل هذه الكفاءة والصورة الشاملة. لا يمكن اعتبار ذلك مجاملة بأي حال من الأحوال، لأن التكلفة البشرية والاجتماعية لمدى تغلغل الدولة في المجتمع قد تكون باهظة للغاية”.

وأضاف “على الرغم من أن زعماء الدول الديمقراطية قد يكونون راغبين في تكرار التجربة الصينية، فإنهم لا يملكون السلطة والنفوذ للقيام بذلك”.

“الأمر لا يتطلب ديكتاتورية”

ولكن روبرتو بورياني، أستاذ الميكروبولجي وعلم الأوبئة في جامعة فيتا سالوتي سان رافييلو في ميلانو، قال إن الأمر لا يتطلب ديكتاتورية لمكافحة فيروس كورونا”.

في أوروبا كانت إيطاليا هي الدولة التي اتخذت أشد الإجراءات ضد كورونا، حيث وضعت السلطات البلد بأسره رهن الحجر الصحي، وأغلقت جميع المتاجر، ما عدا متاجر الأغذية والصيدليات.

وحظرت إيطاليا أيضا التجمعات العامة، وأُصدرت تعليمات للسكان بالبقاء في منازلهم. وعلى الراغبين في السفر أن يكون في حوزتهم وثائق تثبت أسباب سفرهم. كما أن المدراس والجامعات لا تزال مغلقة.

وقال بورياني على تويتر “في الواقع، الديكتاتورية هنا بالفعل، هو الفيروس الذي حرمنا من الأحضان والقبلات، من تناول العشاء مع الأصدقاء، من احتساء الشراب مع الأصدقاء، من الحفلات الموسيقية. يجب على كل منا أن يشارك، يوم النصر سيكون جميلا”.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

زيارة الرئيس الصيني لمركز انتشار الفيروس

“الأمر الرئيسي هو السرعة”

وقال بروس أيلوارد، كبير مستشاري رئيس منظمة الصحة العالمية، إن ردود فعل الدول لا يتم قياسها فقط بما إذا كانت ردودا ديمقراطية أو سلطوية”.

وقال أيلوارد، الذي ترأس مهمة تقصي الحقائق في إقليم هووبي، إن العالم لم يعي حتى الآن دروس التجربة الصينية.

وقال أيلوارد لبي بي سي “ما نتعلمه من الصين هو أن الأمر الرئيسي هو السرعة. يمكنك السيطرة على أمراض الجهاز التنفسي، إذا تحركت بسرعة بالغة لاكتشاف الحالات وعزلها واكتشاف من تعاملوا معها عن قرب وعزلهم”.

وأضاف “يجب على الناس فهم ما نحن بصدد التعامل معه. يجب أن يدركوا مدى خطورة الأمر وأن يتمكنوا من العمل مع الحكومة لتنفيذ الإجراءات التي يتطلبها الأمر”.

وقال أيلوارد إنه يثمن جهود المواطنيين الصينيين لمواجهة الفيروس واحتوائه.

وقال أيلوارد “الناس لم يخشوا الحكومة. الناس يخشون الفيروس ويخشون الإخفاق في مكافحته. لعبت الحكومة دورا رئيسا في تحديد الاتجاه، ولكنه بالتأكيد كان تحركا جمعيا من الصينيين”.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

تجري الحكومة في كوريا الجنوبية فحوصا لمئات الآلاف في الطرقات والشوارع وللسائقين في سياراتهم

“شن حرب”

تقاوم السلطات في كوريا الجنوبية، التي يوجد بها ثالت أكبر عدد حالات إصابة بالفيروس في العالم بعد الصين وإيطاليا، بنجاح، دون إغلاق البلاد أو تطبيق الحجر الصحي للبلد بأسره.

وتجري الحكومة فحوصا لمئات الآلاف في الطرقات والشوارع وللسائقين في سياراتهم، كما تتابع الحاملين المحتملين للفيروس باستخدام الهواتف المحمولة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية. ووصف الرئيس الكوري الجنوبي موون جيي الجهود التي تبذلها الحكومة بأنها “شن حرب” ضد الخطر الذي يتهدد الجميع.

وييلغ تعداد كوريا الجنوبية نحو 50 مليون شخص، وهو ما يقارب عدد سكان إيطاليا، ولكن عدد الأشخاص في الحجر الصحي في كوريا الجنوبية يقل عن 30 ألف شخص.

وتسجل كوريا الجنوبية انخفاضا في عدد الحالات بصورة يومية، وبلغ عدد الحالات الجديدة يوم الجمعة 110 حالات، وهو أقل عدد يومي للحالات في أكثر من أسبوعين. ويبلغ عدد المرضى الذين يسمح لهم بمغادرة المستشفيات رقما أكبر من حالات الإصابة الجديدة.

ويشير هوانغ إلى أن الإجراءات المتبعة ليس الهدف منها فقط احتواء الفيروس، لأن الحكومة تحاول احتواء التأثير السلبي لتفشي الفيروس على الاقتصاد.

وتعي السلطات في كوريا الجنوبية أن الإجراءات المتشددة التي تتخذها الصين تخلق مشاكل ثانوية، مثل الضغط بصورة بالغة على النظام الصحي في ووهان، مما ساهم في زيادة معدلات الوفيات في المدينة.

وقال هوانغ إن سول “تعي تماما ضرورة موازنة المساعي الصارمة لاحتواء الفيروس مع أثر تلك المساعي على تعطيل الاقتصاد والمجتمع”.

ماذا عن الدول الأخرى؟

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

وضعت السلطات السعودية القطيف رهن الحجر الصحي

وجهت انتقادات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعدم اتخاذ إجراء حاسم ضد الفيروس.

وأثار قراره إلغاء الرحلات الجوية من أغلب دول الاتحاد الأوروبي، مع عدم إلغاء الرحلات الجوية من بريطانيا، الدهشة وأدى إلى هبوط الأسواق إلى أقل معدلاتها منذ عقود.

ووجهت انتقادات لإيران لأنها لم تضع إقليم قم في الحجر الصحين رغم أنه مركز انتشار الفيروس في إيران. فقد اكتفت السلطات بإقامة نقاط طبية وطلبت من الناس عدم التنقل والسفر.

ووضعت السعودية القطيف، التي تم الإبلاغ فيها عن أكبر عدد من حالات المرض، تحت الحجر الصحي.

وأصدرت السلطات اليابانية أمرا بإغلاق المدارس حتى إبريل/نيسان المقبل، واتُخذت إجراءات مماثلة في مناطق متعددة في الشرق الأوسط وآسيا.

ووفقا لمنظمة اليونسكو، فإن نحو 330 مليون طفل تاثروا بإغلاق المدارس في 29 دولة، إضافة إلى 60 مليون طالب جامعي.

وطلبت بريطانيا ممن سافروا مؤخرا عزل أنفسهم مدة 14 يوما ومررت تشريعا يسمح بالعزل الإجباري، ولكن مسؤولين قالوا إن الوقت لم يحن بعد لإغلاق المدارس.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى