مسلسل «ماذا لو؟» نمطا مختلفا من الدراما
[ad_1]
عبدالحميد الخطيب
يقدم مسلسل «ماذا لو؟» نمطا مختلفا من الدراما، ويضم سلسلة قصص يتم من خلالها تسليط الضوء على فكرة الاختيار والقرار بشكل مؤثر، ونتيجة تلك القرارات على كل شخصية في هذه السلسلة.
يتميز نص «ماذا لو؟» للكاتب الشاب فيصل البلوشي بأنه ثري بالخطوط الدرامية التي تتقاطع جميعها لتشكل حالة فنية مختلفة، متناولا اربع قصص رئيسية، يوجد فيها دمج واضح بين الدراما والتراجيديا والأكشن، طارحا فكرة فلسفية تتمحور حول خيارات الإنسان عندما تضعه الحياة أمام موقف ذي اتجاهين يستلزم اختيار أحدهما، فيؤثر الاختيار في حياة الشخص ومستقبله، إلى أن يطرأ ذلك السؤال على عقل الإنسان «ماذا لو اخترت الاتجاه الثاني في تلك اللحظة؟»، وهنا يختار كل بطل من ابطال القصص الاربعة خيارا ونرى تأثير هذا الخيار على حياته ومستقبله خلال الـ15 حلقة الأولى، ثم نرجع إلى الموقف ذاته في الحلقة الـ16 ليختار الخيار الثاني ونرى تأثير الخيار الثاني عليه، لندرك بأنه مهما كانت الخيارات التي يختارها الإنسان أثناء حياته فعليه أن يقتنع بها ويرضى ويكمل حياته بناء عليها.
خيارات الإنسان
تبدأ أحداث القصة الأولى مع حسن (خالد امين) الطبيب الجراح الذي يرعى ابنته المعاقة ويشهد حادث سير بين شاب وعجوز، وفي الحلقات الـ15 الأولى يختار الطبيب انقاذ العجوز، أما في الحلقات الـ15 الثانية فينقذ الشاب. كما يصور المسلسل في حلقاته الـ15 الأولى حكاية غالية (اسيل عمران) الفتاة التي تحب فيصل (علي الحسيني) الشاب الفقير الذي يهوى العزف على آلة «الكلارينت»، ولكنها تقرر ان تتزوج من شاب غني بعد أن تقدم لخطبتها، في حين نرى في الحلقات الـ15 التالية مسارا آخر للأحداث عندما اختارت أن تتزوج «فيصل» رغم فقره، وهنا لا نغفل شخصية ابو داود (عبدالله التركماني) والتي تمثل صوت العقل الذي ينصحهما.
وبالتوازي مع القصتين السابقتين تكون هناك قصة محمود (منذر رياحنة) الذي يصارع الموت بسبب اصابته بمرض عضال ويقرر في الـ15 حلقة الاولى اختيار التوقف عن العلاج وتبعات ذلك على حياته وعلاقته بزوجته هلا (روان مهدي)، وفي النصف الثاني من المسلسل يأتي خياره بتكملة علاجه.
وتدور القصة الأخيرة حول حياة جراح (عبدالله عبدالرضا) الشاب المراهق الذي يعاني من تسلط والده جمعان (حسن ابراهيم) والعنف الذي يمارسه عليه وعلى والدته فيهرب في أحد الأيام من البيت ويجد حقيبة مليئة بالنقود، فيقع أمام خيارين يسلمها للشرطة ويحاول التعامل مع والده بطريقة مختلفة، أو يحتفظ بالمال لتأسيس حياة جديدة بعيدا عن والده العنيف.
تجربة أولى
المسلسل هو التجربة الإخراجية الأولى للمخرج حسين دشتي، وقد نجح من خلالها في أن يخلق جوا من التشويق، معتمدا على تقديم القصص بشكل متوازٍ لا تداخل فيه، وابتعد عن المط والتطويل بأحداث متسارعة تناسب تقديم كل خيار في 15 حلقة، مستغلا قدرات النجوم المشاركين والذين ساعدوه بخبرتهم في اظهار رؤيته الاخراجية الجاذبة، وربما العيب الذي شاب المسلسل هو المشاهد الجريئة الزائدة عن الحد احيانا بين «هلا» وزوجها «محمود».
استغلال الحبكة
أظهر العمل القدرة العالية للممثلين المشاركين فيه في استغلال الحبكة الدرامية وتوظيف قدراتهم لإظهار الافكار الاساسية للنص، فجاءت شخصياتهم مقنعة بدرجة كبيرة.
– خالد امين يظهر بتجسيده لدور «الدكتور حسن» بأنه فنان لا تستعصي عليه اي شخصية، وجعلنا نندمج منذ اللحظة الأولى مع ادائه.
– عبدالله التركماني، يقدم ادواره التمثيلية دائما بخبرة السنين الطويلة في المجال الفني، حيث جسد «ابو داود» بإحساس كبير.
– علي الحسيني بدور «فيصل» وضع قدمه وبقوة على سلم البطولة المطلقة والتي تأخرت عنه كثيرا، وجاء اداؤه متناغما.
– أسيل عمران التي عودتنا على ادائها «السهل الممتنع»، رفعت سقف التحدي واختارت «عالية» لتقدمها بتمكن ومشاعر انسانية راقية.
– روان مهدي خرجت الى نطاق تمثيلي مختلف فيه جرأة، وتقدم مشاهدها بمصداقية كبيرة، بصرف النظر عن انطباعات المشاهدين وردود فعلهم لأدائها الجريء.
– منذر الرياحنة، ادى رغم الانتقاد لدور «محمود» بدرجة عالية من الحرفية، خصوصا لجهة انفعالاته وتقلباته النفسية.
– عبدالله عبدالرضا ومجموعة الفنانين المشاركين كل ادى دوره المطلوب على افضل وجه ممكن وكانوا نقاطا مضيئة في العمل.
في النهاية يمكن القول ان عناصر التأليف والاخراج والتمثيل ساهمت في جعل «ماذا لو؟» عملا متجانسا، لاقى أصداء جيدة، وكان لعرضه على «نتفليكس» دور في ايصاله الى اكبر شريحة من الجمهور بجانب قناة «ابو ظبي».
[ad_2]