سهد مسرح الشباب حير العقول وكوميديا | جريدة الأنباء
[ad_1]
[email protected]
يحسب لفرقة مسرح الشباب أنها في كل مشاركة لها بمهرجان الكويت المسرحي تقدم عروضا مسرحية تترك وراءها تساؤلات كثيرة و«تحيّر» الجميع، لأنها تحمل بين طياتها قضايا وأفكارا نادرا ما نتلمسها في فرق مسرحية أخرى، وهذا ما وجدناه في عرض «سهد» الذي قدمته فرقة مسرح الشباب الخميس الماضي على خشبة مسرح الدسمة ضمن العروض الرسمية لمهرجان الكويت المسرحية في دورته العشرين.
المسرحية من تأليف د.محمد الرباح وإخراج د.عبدالله العابر وتمثيل يوسف البغلي وحنان المهدي وعبدالعزيز بهبهاني وخالد الثويني، والفريق الفني يتكون من مساعد مخرج فهد الأحمد ومصمم الإضاءة عبدالله النصار، بينما تصميم الديكور والأزياء والمكياج تصدى له د.فهد المذن، والتأليف الموسيقي لمحمد الزنكوي وم.الصوت محمد ملك.
النص المسرحي الذي كتبه د.محمد الرباح نص ذهني ويحتاج من المتلقي الى تفكيك خطوطه التي تمثلت في أربع حكايات الرابط بينها هو الإرهاق النفسي من تجاربهم في الحياة، فنجد في العرض المسرحي شخصا فقد عقله بعد ما كان في السلطة (الفنان خالد الثويني)، وآخر فقد ما تبقى من قلبه لكثرة شكوكه في زوجته (الفنان عبدالعزيز بهبهاني)، وهناك من فقد الأمان وتحول الى إرهابي (الفنان يوسف البغلي)، وامرأة فقدت الحب بسبب تصرفات زوجها معها (الفنانة حنان المهدي)، كل هذه الشخصيات كانت تعاني «سهد» أي الإرهاق لعدم النوم منذ زمن طويل وهذا ما عبر عنه ذلك «الوسيط» من خلال الميكروفون مع بداية العرض، حيث شبه النوم بسلطان وسعيد من يصل الى هذا العرش الذي يعلو عرش السلطان!
تعامل مخرج المسرحية د.عبدالله العابر بأسلوب جميل مع هذا النص الذهني من خلال رؤيته الإخراجية بعد أن وضع الشخصيات الأربع على مستويين وبشكل تقاطعي يعكس آلامهم وعذاباتهم النفسية التي حرمتهم لذة النوم، وساعده في ذلك فريقه الفني من الديكور والأزياء والموسيقى والمكياج والإضاءة ليقدم لنا حالة مسرحية جديرة بالاحترام والتقدير بعيدا عن الشكل التقليدي للعرض المسرحي الذي يتضمن مقدمة ووسطا ونهاية، وربما هذا الأمر دفع الكثير لعدم استيعاب العمل لأنه أسلوب إخراجي لم يعتادوا عليه إلا ما ندر.
كان الأداء التمثيلي بمنزلة مباراة فنية بين الممثلين يوسف البغلي وحنان المهدي وعبدالعزيز بهبهاني وخالد الثويني، وذلك لخبرتهم في المشاركة بالمهرجانات المسرحية واستحقوا التصفيق من الجميع لأدائهم الجميل.
«كوميديا بلا ألوان»
استطاع فريق عمل مسرحية «كوميديا بلا ألوان» التي قدمتها فرقة المسرح العربي ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي 20، أن يلامس قضايا الواقع الاجتماعي التي نعيشها مثل قضية «المتقاعدين» وماذا بعد التقاعد الوظيفي.
نص المسرحية كتبه د.سامي بلال، وتتميز نصوص بلال بعناوين تناقضية ومركبة وذلك لإيصال أفكاره للمتلقي، حيث يتناول العرض قصة «الدكتور فلان» الذي جسده الفنان القدير نادر الحساوي وهو الشخصية المحورية في العمل الذي تدور حوله الأحداث سواء في بيته مع زوجته (سارة رشاد) او حتى مع خادمه (أمير مطر) وذلك بعد تقاعده وجلوسه في المنزل ينتظر مكالمة لعل وعسى أن يجد عملا ولكن تذهب أحلامه أدراج الرياح، خصوصا أن أحواله أصبحت كوميدية بلا لون، سوداء بمعنى الكلمة مع الجميع، فينتهي به الحال في النهاية الى محاولة الانتحار بلف سلك الهاتف على عنقه لأنه «زهق» من الانتظار وإيجاد فرصة عمل بعد تقاعده!
الرؤية الإخراجية رسمها المخرج المميز أحمد الحليل وجاءت متناسقة مع الواقع الذي يعيشه أي متقاعد، خصوصا في حالة الانتظار والتصرفات و«الحنة»، وذلك في شكل تصاعدي حتى وصل الى مرحلة الانتحار، واستطاع الحليل أن يسيطر على الحضور في المسرح وفاجأهم بأحداث معاكسة لتوقعاتهم منذ أول مشهد عندما جعل الديكور مائلا بعد أن كان معتدلا برمشة عين، في حركة غير متوقعة نهائيا ليكون الديكور الذي صممه احمد البناي نجم العرض مثل الاضاءة التي صممها يوسف الحشاش، بالإضافة الى المؤثرات الموسيقية التي تصدى لها عبدالله العماني والأزياء التي صممتها د.خلود الرشيدي.
يتكون طاقم المسرحية من الفنان نادر الحساوي وسارة رشاد وعبدالله الزيد وأمير مطر وحسن عبدال وسليمان المرزوق وأسامة حمد ناصر، وقد برز منهم الفنان نادر الحساوي الذي أمتع الحضور بأسلوبه الجميل وأمير مطر الذي يمتلك طاقة كوميدية جميلة، بالإضافة الى سارة رشاد التي لديها قدرات فنية لتجسيد أي دور يسند لها.
[ad_2]
Source link