“صفقة القرن”: هل تأتي التصريحات الأمريكية حول المستوطنات الإسرائيلية في إطار الخطة الأمريكية للسلام؟
[ad_1]
شنت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، هجوما حادا على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب التصريحات التي أدلى بها وزير خارجيته مايك بومبيو بشأن المستوطنات الإسرائيلية.
وأكد بومبيو أن واشنطن لم تعد ترى وجود المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخالفا للقانون الدولي.
“إعادة تفعيل المقاومة المسلحة”
سيطرت تصريحات بومبيو على حيز كبير من مقالات الرأي والافتتاحيات في غالبية الصحف والمواقع الإخبارية الفلسطينية.
وتحت عنوان “ترامب يوجه ضربة قاضية لاحتمالات السلام”، تقول القدس الفلسطينية في افتتاحيتها “لا بد من التأكيد على أن هذه السياسات ستؤدي، طال الزمان أو قصر، إلى إدخال منطقة الشرق الاوسط كلها في أتون من التوتر وإراقة الدماء وليس ترامب أو نتنياهو هما من يقرر مصير المنطقة ونهب الحقوق والأرض والوطن بكل هذا الاستهتار والتجاهل والعمى السياسي”.
- واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية
- مايك بومبيو: وزير الخارجية الأمريكي يقول إن بلاده ترى أن الخلاف الخليجي يخدم مصلحة الأعداء
كما ترى الحياة الجديدة أن الإدارة الأمريكية “توغل في تنمرها وإرهابها الصهيوني، ضد شعبنا الفلسطيني، وقضيته العادلة، وضد قضية السلام بحد ذاتها، وضد المجتمع الدولي المناصر لهذه القضية، بحكم أنها بمثل هكذا إعلانات، إنما تحرض على العنف والإرهاب، وجعل ساحات هذا المجتمع، ساحات صراع وخراب، بما يقوض الأمن والسلم الدوليين”.
كما يقول يوسف رزقة في موقع فلسطين أون لاين: “الفلسطينيون أمام خيار وحيد يجمعهم، وهو خيار المقاومة، وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاستيطان عمليًّا بالمقاومة، ومواجهة أمريكا وإسرائيل سياسيًّا في المحافل الدولية”.
ويختتم الكاتب بالقول: “أطلقوا يد الفلسطينيين لمقاومة الاستيطان، وإلا لن يستمع أحد لكم، حتى وإن جمعت السلطة كل أصوات المجتمع الدولي خلف الموقف الفلسطيني. إن إعادة تفعيل المقاومة المسلحة للاستيطان هو الرد الوحيد المتبقي، لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد؟”
“هدية لنتنياهو”
تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها “منذ متى كانت الولايات المتحدة تلتزم بالقانون الدولي في أي أمر يُلحق الأذى بمصالحها، أو يمس أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي؟ أليس من الواضح أن هذه الخطوة الجديدة هي الهدية الثالثة التي يقدمها ترامب إلى حليفه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل؟”
وتضيف الصحيفة: “ألا يبدو التفسير الوحيد لتوقيت تغيير السياسة الأمريكية بشأن المستوطنات هو توفير خدمة مباشرة يمكن أن تعزز حظوظ نتنياهو في حال فشل بيني غانتس بتشكيل حكومة جديدة وعودة الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة؟”
وفي العربي الجديد اللندنية، يقول وائل قنديل “هذا الإعلان الصريح عن الانحياز للبلطجة هو تقنين لجريمة سياسية مجرّمة بحسب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بصرف النظر عن أن كل فلسطين من النهر إلى البحر يحتلها عدو لقيط أسس دولة على أنقاض دولة أخرى”.
وفي الدستور الأردنية، يقول عبدالرحيم جاموس “هذا الموقف العنصري الاستعماري والمخالف للقانون الدولي من الإدارة الأمريكية لن يضفي أية مشروعية على الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ولكنه يهدد السلام والأمن الدولي في الشرق الأوسط، ويغذي التطرف والعنصرية والكراهية ويدمر كل فرص التعايش والسلام في فلسطين والمنطقة”.
مقدمة لصفقة القرن “المشؤومة”
ويرى يحيي دبوق في الأخبار اللبنانية “أن خطوة ترامب واحدة من الخطوات التمهيدية لإعلان ‘صفقة القرن’، على اعتبار أن الأخيرة تقوم على مبدأ التطبيع والتحالف بين الدول العربية وإسرائيل، وإلغاء فكرة استرجاع الأراضي المحتلة التي يستعاض عنها بعطاءات مالية عربية للفلسطينيين، مقابل احتفاظ إسرائيل باحتلالها، بما يشمل بطبيعة الحال مستوطنات الضفة”.
ويؤكد حسن مدن في الخليج الإماراتية أن القرار الأمريكي الخاص “بشرعنة الاستيطان يأتي تمهيدا ليس فقط لإعلان ضمّ المستوطنات إلى إسرائيل، وإنما ضمّ الضفة الغربية كاملةً”.
ويشدد الكاتب على أن “إعلان بومبيو شديد الارتباط بصفقة القرن المشؤومة”.
“خيار الدولة الواحدة”
وتحت عنوان “واشنطن تفتح الطريق لحل الدولة الواحدة”، يقول سلام سرحان في العرب اللندنية: “قد نكتشف بعد حين أن هذا القرار الصاعق هو أفضل ما حدث للقضية الفلسطينية من أجل إخراجها من رحلة الموت البطيء، التي لم تتمكن الحروب والمفاوضات والانتفاضات واتفاقات السلام من إيقافها وأن القضية ما كانت لتحسم لولا هذا الزلزال.”
ويضيف سرحان “لا أستبعد أن نقول في وقت ليس ببعيد إنه لولا قرارات الإدارة الأمريكية الوقحة، لما تمكنا من رؤية ضوء في نهاية نفق الصراع العربي الإسرائيلي المزمن”.
وبالمثل، تؤكد رأي اليوم اللندية في افتتاحيتها أن “هذا القرار الذي نسف حلّ الدّولتين مجددا، وضع الفلسطينيين أمام خيار واحد، وهو العيش في دولة واحدة ولكنْ عنصرية للأسف على غرار نظيرتها السّابقة في جنوب إفريقيا، ومثلما انهار النّظام العنصري في بريتوريا سينهار في تل أبيب، ودروس التاريخ تؤكد هذه الحقيقة، طال الزّمن أو قَصُر”.
وتضيف الصحيفة “ليس أمام الشّعب الفلسطيني من خيار غير المقاومة بأشكالها كافة لكل هذه القرارات الظّالمة وأصحابها، ومُراجعة كُل أدبيّاته حول التّعايش مع نظام عنصريّ يرفض هذا التّعايش ويتغوّل في اضّطهادِه ومُصادرة الحد الأدنى من حُقوقه”.
[ad_2]
Source link