أخبار عربية

كيف تغيرت حياة المراهقين في عصر التقنيات الرقمية؟

[ad_1]

مصدر الصورة
Getty Images

جاء الأطفال الذين ولدوا قبيل مطلع الألفية إلى عالم رقمي سريع التطور، ويطلق على هؤلاء وصف “الجيل زد”، وهم الجيل التالي لما يعرف بجيل الألفية.

وليس هناك نقطة زمنية محددة لبدء ذلك الجيل، لكنه يشير في العموم إلى من ولدوا في الفترة من بعد منتصف إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي.

هؤلاء الأطفال، المولودون قبيل مطلع الألفية، جاءوا إلى عالم رقمي تعلموا التنقل فيه بأنفسهم.

ولكن كيف تمكنوا من ذلك؟

يتحدث خريجو المدارس عن الصداقات، والمواعدة، والرسائل – التي تمثل مراهقتهم الرقمية حقا – ومشاركة الدروس التي تعلموها من تجاربهم على طول الطريق.

“لم يكن لدينا خيار سوى تعليم أنفسنا”

معظمنا يعيش مع وسائل التواصل الاجتماعي في متناول أيدينا، لكن ليس جميعنا تشكلت حياته من خلال تلك الوسائل.

تقول سيمون: “بعض البالغين يحبون تسميتنا الجيل زد. يمكنك أن تسمينا بما تحب، لكننا نعرف ما الذي يجعلنا مختلفين عن الآخرين”.

تدرك هي وأصدقاؤها أنهم مختلفون عن غيرهم، حيث نشأوا و”تطوروا” في الوقت الذي انتقل فيه العالم من الهواتف المحمولة إلى عصر الهواتف الذكية، فلم يتمكنوا من مطالبة البالغين من حولهم بالنصيحة أو التوجيه التقني.

وتقول: “عندما أصبحنا مراهقين، كان عالم الإنترنت ينمو بسرعة كبيرة، بحيث لم يتمكن الكبار من مواكبة الأمر. لم يكن لدينا خيار سوى تعليم أنفسنا”.

“بدأ آباؤنا في التعايش مع وسائل التواصل الاجتماعي الآن، ولكن عندما بدأنا للتو في مرحلة المدرسة الثانوية، حين كنا نحاول معرفة من نحن، كان علينا أن نبحر في ذلك العالم بأنفسنا”.

كان عليهم أن يتعلموا من أخطائهم وهم يرتكبونها، لأنهم لم يكونوا يعرفون ماهية تلك الأخطاء في ذلك الوقت.

لقد شكلتهم كأشخاص وشكلت طريقة تعلمهم.

مصدر الصورة
Getty Images

الصداقة ووسائل التواصل الاجتماعي

كان النمو في الجيل زد مرتبط بتعلم كيفية تكوين صداقات عبر الإنترنت، لكن كانت هناك أيضا تحديات، عندما يتعلق الأمر بتكوين صداقات وجها لوجه في العالم الواقعي.

ويمكن أن يكون لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير على العلاقات. وخذ على سبيل المثال منصة سناب شات المفضلة لدى المراهقين.

كان لدى سناب شات الخوارزمية التي أنشأت قائمة “أفضل الأصدقاء” للشخص، بناء على من يتحدث إليه أكثر عبر التطبيق. وخلق هذا الأمر مجادلات وتوترات داخل المجموعات.

ماذا لو كان لدى رفيق إحدى الفتيات فتاة أخرى في قائمة أفضل أصدقائه؟

تقول تينا: “يمكن تكوين صداقات أو إنهاؤها، فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

لم يكن من السهل دائما تحديد كيفية قراءة رسالة من صديق. هل يجب تفسيرها بطريقة أو بأخرى؟ هل كان متضايقا حقا، أم أنه كان فقط يعبث؟

ولم يتمكنوا من الاعتماد على البالغين، لمنحهم المشورة التي يحتاجونها.

تقول سيمون: “كان من الصعب التحدث مع والديك. إذا كانت هناك مشكلة في الحياة الواقعية، فأمك كانت تعرف كيفية التعامل معها. ولكن عبر الإنترنت، كان الأمر جديدا لكل منكما”.

الحب والمواعدة عبر الإنترنت

بالنسبة لجيل زد، تبدأ العلاقة مع شخص ما عبر الإنترنت، كما تقول سيمون. في الماضي، إذا كنت مهتما بشخص ما ستطلب منه رقم هاتفه، “الآن، تقول: هل يمكنني إضافتك على سناب شات؟”

في البداية، تأتي المغازلة عبر الإنترنت ويتابع كل منهما الآخر على وسائل التواصل الاجتماعي، ليتم الاستمرار في “الإعجاب المتقطع” بمنشورات قديمة. وإذا بحثت عن شيء بعيد بما فيه الكفاية، يدرك الطرف الآخر أنك تصفحت حسابه.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

وسائل التواصل تؤثر على العلاقات في العالم الحقيقي.

بعد ذلك تأتي المرحلة التي تتحدث فيها عبر الإنترنت، وهذه المرحلة قد يكون من الصعب استكشافها، وقد يسبب التأخير بين الرد والآخر حالة من الذعر وعدم الأمان.

تقول سيمون، التي بدأت في سن 15 عاما علاقة عبر الإنترنت مع فتاة في ألمانيا: “علاقة الحب عبر الإنترنت لا تنجح دائما، لكن في بعض الأحيان تنجح”.

لقد كان لديهما اهتمامات متماثلة، وكانتا تتابعان نفس الأشخاص وانتهى الأمر إلى “التقائهما” في مجتمع الإنترنت.

لقد كانتا تذهبان للنوم على مكالمة عبر تطبيق “فيس تايم”، حتى تشعران أنهما كانتا معا. بعد فترة وجيزة، أراد أصدقاء سيمون التعرف على رفيقتها أيضا، حتى يتمكنوا من إجراء محادثات بشكل جماعي.

في النهاية، أصبحت العلاقة قوية للغاية، لكنهما انفصلتا فيما بعد.

تقول سيمون إنهما انفصلتا بسبب طباعهما، ولكن أيضا لأن عنصر الإنترنت في حياتهما أصبح طاغيا أكثر من اللازم، وتضيف: “شعرت أنني لا أستطيع إغلاق هاتفي أبدا”.

الآن، لا تتحدث سيمون مع أشخاص عبر الإنترنت كما كانت تفعل. إنها لا تريد الانجراف إليه أو إليها مرة أخرى، وتحاول أن تعيش أكثر في الواقع.

لكنها على يقين من شيء واحد: “الحب هو الحب وهذا ينطبق على الإنترنت كذلك”.

التنمر عبر الإنترنت

التنمر عبر الإنترنت أمر شائع، حيث يلتقط بعض الناس مقاطع فيديو لبعضهم البعض، وينشرونها عبر الإنترنت.

تتذكر أليس مجموعة من الفتيات ينظرن إلى صورة لها ولأصدقائها على انستغرام، ثم يضحكن.

إنه شعور مروع بأن تكون ضحية للتنمر، لكن الاتهام بشكل جزافي قد يمثل مشكلة أيضا.

في سن الثالثة عشرة، استدعيت تينا إلى مكتب المعلم المسؤول عن فصلها الدراسي، واتهمت بإرسال رسائل سيئة إلى أحد أصدقائها، عبر تطبيق رسائل هاتف بلاكبيري BBM.

لم تكن تينا حينها قد دخلت إلى تطبيق BBM منذ أسابيع. وتقول: “أردت حقا أن أثبت أنه ليس أنا، لكن كل الأدلة أظهرت أنه أنا. لقد قام شخص ما بنسخ ملفي الشخصي على BBM”.

في نهاية المطاف، استطاعت أمها إثبات أنها بريئة، لكن على الرغم من ذلك، تعثرت الصداقة المعنية وانفصلت تينا عن صديقها.

لكن هذه التجربة ظلت تلازمها، وتقول: “حتى يومنا هذا، لا زلت لا أعرف من فعل ذلك. لا زلت لا أعرف الأسباب أو الدوافع”.

ابحث عن مجتمعك “العالمي”

من ناحية أخرى إيجابية، يمكن للحياة على الإنترنت أن تسهل العثور على أشخاص يشبهونك في طريقة التفكير، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم.

تقول سيمون إنها عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، اكتشفت الممثلة “هيلينا بونهام كارتر” من خلال أفلام هاري بوتر، وانجذبت إلي شخصيتها على الفور.

وتقول: “عندما أعجبت بها لأول مرة، انضممت إلى انستغرام”.

حدث ذلك عندما عثرت على حسابات أشخاص آخرين أعجبوا بالممثلة أيضا. إنها تجربة جديدة تماما عبر الإنترنت.

وتضيف سيمون: “يبدو الأمر كما لو أنه يمكنك العثور على أشخاص يفكرون بنفس طريقتك تماما. الانضمام إلى انستغرام يشبه الانضمام إلى عالم من المهووسين. إنه مثل السقوط في عالم المجهول”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

“الحب هو الحب وينطبق ذلك على الإنترنت”

بالنسبة إلى جيل زد، توفر مجتمعات الإنترنت ملاذا آمنا، ومكانا لثقافة فرعية، حيث يمكن للمعجبين الاجتماع وتبادل اهتماماتهم المشتركة، وإيجاد وتقديم التعاطف، ويشعرون عموما كما لو أنهم قد عثروا على قبيلتهم.

بعد العثور على هذا المجتمع، أنشأت سيمون حسابها الخاص وتلى ذلك العديد من الصداقات عبر الإنترنت.

على الرغم من أن هذه العلاقات عبر الإنترنت كانت متفردة في بعض النواحي، إلا أنها كانت مثلها مثل أي صداقة أخرى.

تقول سيمون: “من الواضح أنك لا تستطيع قضاء بعض الوقت معهم في الواقع، لكن لديك شخص تثق به، يمكنك أن تتحدث معه بشأن أسرارك، وأعتقد أنه يمكنك التواصل معه عقليا بنفس الطريقة، وأن تزدهر صداقكتما”.

وسيلة لتكون الشخص الذي تريد

كانت الجماهير، الذين قابلتهم سيمون عبر الإنترنت، تترواح أعمارهم في الغالب بين 14 و 16 عاما: ربما يبحث هؤلاء الشباب عن مجتمع لأنهم، في حياتهم الحقيقية لم يجدوا من يشعر بهم بالقدر الكافي.

وتقول إن وسائل التواصل الاجتماعي منحتها والأشخاص الذين قابلتهم نوعا جديدا من الحرية، حيث “ليس هناك من عرفك بغير الطريقة التي تريد أن تظهر بها”.

تقول سيمون، وهي مختلطة الأعراق، إنها وجدت في بعض الأحيان نفسها تكبر محاطة بأشخاص لا يحبون التحدي الذي تتصف به.

في رأيها، لم تكن هناك عنصرية، لكن ربما يكون هناك نقص في الفهم: على سبيل المثال، كان الجميع مفتونا بشعرها الأفريقي.

ولكن على الإنترنت، اختفت الجنسية والطائفة والعرق: “لا أحد يستطيع أن يرى شعري. لا أحد يستطيع أن يصل إلي ويسألني لماذا شعرك دهني مثلا؟”

الشيء الآخر الذي تعلمه هذا الجيل هو طريقة جديدة للتواصل مع بعضهم البعض، بغض النظر عن المكان الذي يوجدون فيه على أرض الواقع.

تقول سيمون: “لأننا نشأنا في ظل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، قمنا بتطوير طرقنا الخاصة لإطلاق النكات، وطرق لنقل أنواع مختلفة من المعلومات”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى