محامي ترامب والسعي الدؤوب لتحسين العلاقات بين واشنطن وتركيا
[ad_1]
لا يختلف اثنان على أن ألد أعداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو رجل الدين التركي فتح الله غولن الذي يعيش في منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999.
ولجأت تركيا منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى حاكم نيويورك السابق ومحامي ترامب الحالي رودي جولياني بغية استمالة الإدارة الأمريكية والوصول إلى حل لعدد من الملفات المعقدة بين أنقرة وواشنطن وعلى رأسها تسليم غولن لتركيا.
صداقة قديمة
العلاقة الوثيقة التي جمعت أردوغان وغولن لسنوات عديدة انتهت نهاية درامية عام 2013 في أعقاب الفضيحة التي تورط فيها عدد من الوزراء الأتراك وأسرة أردوغان.
وقد وصف أردوغان تلك الفضيحة بأنها محاولة انقلاب ضده يقف خلفها غولن وما لبث أن بدأ إثرها بحملة تطهير واسعة طالت كل من له علاقة بغولن وأغلق التحقيق في الفضيحة وأقال وسجن كل من لعب دورا في الكشف عن الفضيحة.
ما التهمة التي وجهها القضاء الأمريكي لأكبر بنك حكومي تركي؟
وفي 15 يونيو/حزيران 2016 وقعت محاولة انقلاب فاشلة ضد أردوغان قتل فيها نحو 250 شخصا. بعدها بساعات وجه أردوغان أصبع الاتهام إلى غولن وجرت عقبها حملة مطاردة وتعقب وتطهير اعتقل فيها عشرات الآلاف ممن يشتبه بأن لهم علاقة أو صلة بغولن أو أي من جمعياته ومؤسساته.
وصدر قانون يصنف غولن والجمعيات والمؤسسات التابعة له في خانة المنظمات الإرهابية. وجرت مصادرة كل أملاك غولن ومؤسساته وكل أموال المتهمين بالعلاقة معه.
مصادرة ممتلكات رجل أعمال تركي اتهم اردوغان بالتورط في خرق العقوبات على إيران
كما تتباهى وسائل الاعلام التركية بعمليات خطف المنتمين لجماعة غولن من الخارج، وبلغ عددهم أكثر من 200 شخص وآخرهم مدرس يعمل في إحدى مدارس غولن في المكسيك حيث ألقي القبض عليه في كمبوديا وأحضر إلى تركيا من قبل المخابرات التركية في عملية سرية.
فرصة جديدة
وحاولت تركيا مراراً الضغط على الحكومة الأمريكية لترحيل غولن منذ انفجار الخلاف بين غولن وأردوغان. كان هذا الموضوع موضع نقاش بين الطرفين في كل لقاءات مسؤولي البلدين إلى أن يأس الأتراك في الوصول إلى نتيجة ملموسة في ظل إدارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما.
لكن مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017 تجددت آمال تركيا. فترامب يمتلك برجين كبيرين في مدينة اسطنبول وقد حضر أردوغان افتتاح البرجين إلى جانب ترامب وابنته ايفانكا عام 2012.
تاجر الذهب التركي ضراب من متهم إلى شاهد ضد مسؤولين أتراك
وكانت السلطات الأمريكية قد ألقت القبض على تاجر الذهب الإيراني الاصل رضا ضراب عند دخوله أراضيها في مارس/آذار 2016 وجرى اعتقال نائب رئيس بنك حكومي تركي كانت تجري عبره التحويلات المالية لضراب إلى ايران عند وصوله إلى الولايات المتحدة.
وتوسعت التحقيقات الأمريكية لتشمل مسؤولين أتراك سابقين، إذ اتهم القضاء الامريكي أحد الوزراء الذين ظهرت أسماؤهم في فضيحة الرشاوى عام 2013، وزير الاقتصاد السابق ظافر تشاغلايان، والمدير السابق لبنك “خلق” الحكومي واثنين من كبار موظفيه.
أثار الاتهام رداً غاضبا في تركيا إذ وصف أردوغان الاتهام بأنه “خطوة ضد الجمهورية التركية، هناك رائحة سيئة تنبع من هذه الخطوة”.
اشتباكات في اسطنبول وأردوغان يدين ما يصفه بـ “المؤامرة” ضد حكومته
واعتقلت تركيا القس الأمريكي أندرو برونسون في أواخر 2016 بتهمة الارتباط بغولن والتورط في محاولة الانقلاب وغيرها من التهم. وتحول القس الذي عاش في تركيا لمدة 23 عاما إلى ورقة ضغط بيد تركيا ضد واشنطن حيث صرح أردوغان أن مصير برونسون مرتبط بتسليم واشنطن لغولن لتركيا وقال موجها كلامه للحكومة الأمريكية : “لدينا إمام هنا أيضا، أعطونا الذي عندكم وسنعيد لكم إمامكم عبر القنوات القضائية”.
لكن واشنطن فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا مما اضطرها الى اطلاق سراحه وما لبث أن رفع ترامب تلك العقوبات عنها.
خلال كل هذه الفترة كان محامي ترامب الحالي وحاكم نيويورك السابق رودي جولياني يقوم دون كلل أو ملل بدور المدافع عن موقف تركيا وكان يكرر مطالب تركيا على أسماع ترامب كلما التقى به. فقد قالت صحيفة واشنطن بوست في السادس عشر من الشهر الحالي إن جولياني طلب من ترامب ترحيل غولن عام 2017.
“صديقي أردوغان”
وقالت الصحيفة إن جولياني كان يقول لترامب إن الولايات المتحدة يجب أن تطرد غولن رغم أن الأخير يتمتع بحق الاقامة الدائمة.
وحسب مسؤول سابق في البيت الأبيض كان غولياني يثير موضوع غولن مع ترامب كلما جلس معه، وتحت إلحاح جولياني طلب ترامب من مساعديه بحث وضع غولن في الولايات المتحدة.
وحسب صحيفة واشنطن بوست فإن ترامب كان يتساءل لماذا لا يمكننا تسليم غولن إلى تركيا؟ وكان يصف أردوغان بـ “صديقي”.
وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عديدة مؤخرا عن رفض وزير الخارجية الأمريكية السابق ريكس تليرسون عام 2017 طلب ترامب بالتدخل في قضية رضا ضراب ووقف الدعوى ضده والتعاون مع جولياني لهذا الغرض بهدف وقف التحقيق والوصول الى تسوية لهذه القضية، إذ كان جولياني محامي الدفاع عن ضراب لكن تليرسون رفض الطلب وشكا لدى كبير موظفي البيت الأبيض الذي نصحه بتجاهل الطلب.
وكان جولياني يقوم بزيارات متكررة إلى تركيا بهدف الوصول الى تسوية بين البلدين بخصوص ملفات ضراب وبنك خلق وغولن.
وحسب صحيفة واشنطن بوست كانت تركيا مستعدة لتقديم تنازلات للولايات المتحدة مقابل وقف التحقيق مع ضراب واغلاق القضية.
لكن جولياني يواجه مشاكل عديدة بسبب الدور الذي لعبه في ملف علاقة ترامب بأوكرانيا ومحاولة الضغط عليها لفتح تحقيق في نشاط نجل المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل.
وقد ألقي القبض مؤخرا على أثنين من أعوانه بتهمة خرق قانون تمويل الحملات الانتخابية بينما يواجه موكله ترامب محاولة عزل إذ يحقق مجلس الشيوخ في محاولة ترامب الضغط على دولة أجنبية بهدف إلحاق الضرر بسمعة منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
[ad_2]
Source link