مقتل إسراء غريب جريمة تنطوي على “ظلم وعذاب”
[ad_1]
تناولت صحف عربية قضية وفاة الشابة الفلسطينية إسراء غريب بعد أن أعلن النائب العام الفلسطيني، أكرم الخطيب، الخميس 12 من سبتمبر/أيلول، نتائج التحقيقات الرسمية في مقتلها.
وقال النائب العام في مؤتمر صحفي إنه “ثبت من خلال التحقيقات والأدلة التي جمعتها النيابة عدم صحة ادعاء سقوط المرحومة من شرفة المنزل وأن هذا الادعاء تم اختلاقه وتعميمه من خلال أحد المتهمين لتضليل التحقيق وحرفه عن مساره والهدف منه إخفاء ظروف الجريمة”.
وأدان كُتّاب ما وصفوه بـ”الظلم والعذاب” الذى تعرضت له غريب.
‘ظلم وعذاب’
في ‘رأي اليوم ‘ اللندنية، تقول نادية عصام حرحش: “لا يزال الارتجاف يملأ أصابعي التي تعاني من أثر الرعشة التي أصابتني بعد الانتهاء من قراءة تقرير الطب الشرعي لوفاة الشابة إسراء غريب. ذلك العذاب الذي لم يتخلص منه جسدها حتى بعد صعود روح المسكينة إلى بارئها. أي ظلم وعذاب عاشته تلك الشابة على مرأى ومسمع عالمها المحيط، بدءا من عائلة شاركت في ظلمها وضربها وموتها، وصولا إلى مستشفى مهما حاولنا التبرير للعاملين به، هناك جريمة يجب الوقوف أمامها والمحاسبة الفورية عليها”.
وترى الكاتبة أن “قضية إسراء أوصلتنا إلى حضيض هذا الهدر. وضعتنا أمام مرآة حقيقتنا … كم سهل هدر حياة إنسان، وكم هو أسهل أن يتنصّل المجرم من فعل. كم من إسراء هدر دمها واستبيحت قضيتها ويجول قاتلها بلا حساب. كم من طفل هتك وقتل ولفقت الجرائم لتقيد ضد مجهول أو للطبيعة؟ كم من فادي المحتسب؟ كم من أب وأم وزوج وأخ وأخت وصديق وصديقة ينتظرون ساعة عدل وقولة حق؟ كم من دموع جفت حرقة على ظلم وقع لضحايا وظلمات يعيشونها في غياب الحساب وتدهور الأمن والأمان”.
- إسراء غريب: كيف يمكن منع تكرار ماحدث لها مع فتيات أخريات؟
- وفاة إسراء غريب : هل تبرر مجتمعاتنا العنف بدعوى حماية الشرف؟
ويقول موقع ‘رصيف 22 ‘ المصري إن قضية إسراء غريب “هزت المجتمع العربي الأسابيع الأخيرة، وسط صمت مريب في البداية شاب تفاصيل مقتلها، ثم محاولات طمس الحقيقة، لكن النائب العام أماط اللثام عن تفاصيل الجريمة معلناً توجيه تهمة القتل بجريمة الضرب المفضي للموت لثلاثة أشخاص”.
وأبرزت الصحيفة تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم الناشط الفلسطيني عمر غريب، الذي قال: “الحمدالله، مع أنه لازم بنت عمها ريهام غريب (التي يُقال إنها المحرضة على قتل إسراء) كمان تتحاكم. المشكلة فيه ألف إسراء ماتت و راح حقها قبل و بتمنى اللي صار يحط حد للعنف ضد المرأة و يصير في قوانين صارمة”.
أما فيحاء حنفر فتقول في ‘شبكة أخبار فلسطين ‘ إن “تجاوُز القضية فلسطين والاهتمام بها عربياً يضع على عاتق المؤسسة الأمنية الفلسطينية مسؤولية أكبر في التعامل مع القضية”.
وترى حنفر أن القضية “دارت حولها الإشاعات، فقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الروايات حول القصة، وربما تضارب رواية العائلة على لسان صهرهم عزّز ذلك وزاد الشكوك، ولكن ذلك لا يلغي أيضا أن الكثيرين تداولوا القضية بشكل غير مسؤول بتوجيههم أصابع الاتهام ونشر تفاصيل متسرعة، وتداولها بشكل هجومي دون تحري الدقة في أي منها”.
‘هشاشة الروح الذكورية’
في ‘القدس العربي ‘ تقول ابتهال الخطيب: “قُتلت إسراء، ومئات الآلاف من الإسراءات تُعنف وتعذّب وتحبس وتقتل كل يوم، لماذا؟ لأن الرجل الشرقي المهزوم لا يصبح فحلاً إلا على أنثاه، لأن الشرف والعزة والسمعة ضائعة منذ زمن في هذا المكان من الأرض، فحاكها الرجل مبادئ لا ترتسم سوى على جسد المرأة، أقصى ما يستطيع أن يتحكم به ويمارس عنفه عليه، مثلما حاك كل الأكاذيب الأخرى التي أصبحت اليوم وقائع حقيقية مقدسة”.
وتضيف الكاتبة أن “قصص قتل النساء ليست قصص عنف ضد المرأة فقط، بل هي قصص تشير إلى هشاشة الروح الذكورية بالدرجة الأولى. ومَن أذلُّ ممن يعتقد أن شرفه هو قطرة دم، وأن سمعته هي جسد إنسان آخر؟ لربما الرجل ضحية ظروفه، ومجتمعه، وعاداته وتقاليده الراسخة، وبعض من قراءاته الدينية التي صنعته ولياً دائماً على إناثه وحملته الذنب الأخروي لهن، لا أدري ولا يهم، يبقى أن المرأة هي الضحية النهائية، هي التي تدفع ثمن الضعف النفسي واهتزاز الشخصية وانحراف التوجيه المجتمعي وذكورية القراءات الدينية، لتصبح هي في النهاية هدف التنفيس ومحمل الآلام والنواقص”.
[ad_2]
Source link