عودة ريا وسكينة كوميديا
[ad_1]
مفرح الشمري
يحسب للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دعمه للعروض المسرحية الكويتية سواء كانت من انتاج فرق المسارح الأهلية او الفرق الخاصة وذلك من خلال استقطابها في مهرجاناته الثقافية التي تقام على مدار العام وهذا الامر يصب في مصلحة الحركة المسرحية في البلاد حتى تكون متواجدة طوال العام ليتسنى للجمهور في الداخل والخارج مشاهدتها والاستمتاع بالقضايا التي تطرحها، تلك العروض التي تجد اقبالا جماهيريا للنجوم المشاركين فيها.
وفي هذا الصدد، ومن خلال انشطة مهرجان صيفي ثقافي بدورته الـ14 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والتي تستمر انشطته حتى الخامس من الشهر المقبل، عرضت المسرحية الاجتماعية الكوميدية «عودة ريا وسكينة» على مدى يومين متتاليان «الخميس والجمعة» على خشبة مسرح العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا وسط حضور جماهيري غفير تقدمته الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.تهاني العدواني ومديرة المهرجان فوزية العلي بالإضافة الى العاملين في ادارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
المسرحية تم استقطابها لتكون احد انشطة مهرجان صيفي ثقافي بعد النجاحات التي حققتها في عيد الفطر بالبلاد وعيد الأضحى في عدد من المدن السعودية لأنها تناقش العديد من القضايا الاجتماعية بأسلوب كوميدي خفيف استحقت ان تكون من المسرحيات المميزة هذا العام خصوصا وانها تجمع نجوما لهم مكانتهم الفنية عند الجمهور المحلي والخليجي والعربي مثل النجم داود حسين والنجمة الهام الفضالة والنجم خالد البريكي والنجمة هيا الشعيبي وهؤلاء وجودهم في عمل واحد مكسب للجمهور لأنهم من الفنانين الذين يبحثون عن التميز دائما.
مسرحية «عودة ريا وسكينة» التي قامت بتأليفها هيا الشعيبي وأخرجها الشاب ثامر الشعيبي، تناولت قصة «ريا وسكينة» الشقيقتين اللتين تعدان من أشهر السفاحين في تاريخ مصر والعالم، ولكن في مسرحيتنا الكويتية الموضوع مختلف ومبتكر وفيها «كوميديا سوداء» حتى لا يكون هناك اى تشابه مع مسرحيات اخرى تناولت هذه القضية، فهيا الشعيبي من خلال كتابتها لهذه المسرحية أرادت تسليط الضوء على مشاكل «السوشل ميديا» والإهمال والتفكك الأسري التي تعاني بعض الأسر في الخليج والوطن العربي والذي يكون نتائجه وخيمة على الأبناء، خصوصا ان في نهاية المسرحية تكتشف كل من ريا وسكينة أن والدهما هو السبب الرئيسي في تعاستهما، وأنه لعب دورا محوريا في تردي حالتهما المعيشية ولكن بعد أن قتلتا شقيقتهما من الأب.
تبدأ الأحداث على خشبة المسرح بظهور امرأة تحتضر وتصارع الموت قبل ولادتها لابنتها «سكينة»، حيث أوصت جارتها الشريرة والسفاحة، التي لعبت دورها الفنانة الشابة نورهان طالب «أم حنظل»
أن توفر الرعاية لابنتها «ريا» إلى جانب شقيقتها حديثة الولادة «سكينة» لتبدأ بعد ذلك الأحداث الغامضة للمسرحية سريعا وتمضي السنوات، فنرى الشقيقتين تكبران، لكنهما تضطران للسرقة والقتل كي تعيشا في البيت الذي أعطتهما إياه «ام حنظل» والتي علمتهما السرقة وخطف النساء الثريات، ومن ثم قتلهن، حتى لا ينكشف المستور وذلك بمساعدة المرشد السياحي، الذي جسد شخصيته الفنان داود حسين الذي كان يبحث عن ضحايا لريا وسكينة وذلك لعشقه لريا ومع مرور الوقت وزيادة الخطف للنساء تستنفر «الشرطة» فنجد الفنان خالد البريكي الذي جسد دور الضابط والشرطي خضر الذي جسده ثامر الشعيبي يكثفان البحث للقبض على المجرمين وسط مواقف كوميدية جميلة وكركترات اجمل استطاعا ان يجذبا الجمهور الغفير لأدائهما العفوي بالإضافة الى اداء الفنان علي الفرحان الذي جسد شخصية الشرطية «ميادة» بطريقة كوميدية محببة للقلوب الكوميدية، وبعد الكر والفر والخطط يتم القبض على ريا وسكينة بمساعدة صديقهم «متولي» داود حسين الذي كان بالأصل مخبرا سريا للوقوع بهما.
ديكور المسرحية الذي نفذه قاسم الشليان كان ملائما لقصة المسرحية على الرغم من ضخامته الا ان تحريكه كان سهلا لتغيير لوحات المسرحية ناهيك عن الاستعراضات والموسيقى والإضاءة الجميلة التي خلقت جوا جميلا عند الجمهور الغفير وهذا الأمر يحسب لمخرج العمل ثامر الشعيبي الذي استطاع تحريك شخصيات المسرحية بطريقة سلسلة وجميلة على خشبة المسرح وذلك بفضل التفاهم الكبير فيما بينهم.
الأداء التمثيلي كان مميزا لدرجة لا توصف من الممثلين وخصوصا من هيا الشعيبي والهام الفضالة وداود حسين وخالد البريكي بالإضافة الى الأداء الجميل الذي قدمه ثامر الشعيبي وعبدالله الحمادي واللذان كانا مفاجأة للجمهور لخفة حركتهما خصوصا عبدالله الحمادي الذي جسد شخصية «حنظل».
أما الفنانة الشابة نورهان طالب التي جسدت دور «ام حنظل» التي شاركت للمرة الاولى مع الفريق فعلى الرغم من ادائها الجميل الا انها بحاجة الى تدريب اكثر حتى تتقمص الشخصية اكثر لتبرز مابها من شر دفين في قلبها، بينما الطفلة ليال الفيلكاوي كانت مميزة في تجسيد دور «ريا» وهي صغيرة واستحقت التصفيق من الجميع.
[ad_2]