اللغة العربية وعصر الانفجار المعرفي … بقلم الدكتورة شيماء سلطان بستكي
إيسايكو: اللغة العربية وعصر الانفجار المعرفي … بقلم الدكتورة شيماء سلطان بستكي
في ظل احتفاء العالم باليوم العالمي للغة العربية، والذي جعلته هيئة الأمم المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر كل عام – يحق لنا أن نتساءل: هل اللغة العربية قادرة على مواكبة عصر الانفجار المعرفي؟
ونقول بداية: إن تاريخ العربية شهد باقتدارها الكبير لتكون لغة أدب وعلم، فلم تكن فحسب لغة شعر ونثر وحكم وأمثال ومواعظ، بل كانت أيضًا لغة للعلوم المختلفة؛ فابن سينا كتب كتابه القانون في الطب بالعربية، وابن الهيثم كتب نظرياته في علم الضوء وعلم البصريات بالعربية، والخوارزمي كتب في الرياضيات باللغة العربية، وابن النفيس كتب في علوم التشريح باللغة العربية، والبيروني كتب أبحاثه الجغرافية ودراساته الفلكية بالعربية.
وكما تمتعت العربية في تاريخها العريق بهذا الاقتدار فإنها في العصر الحديث ما زالت تتمتع به، وقد أثبتت التجارب التي اختصت بحوسبة اللغة العربية مرونتها العجيبة في استيعاب الذكاء الاصطناعي الحديث.
وحوسبة اللغة العربية مجال خصب وعمل أكاديمى قائم بذاته فى مراكز البحث العالمية، وفى بعض الجامعات العربية الحكومية والخاصة، وأيضًا في بعض مراكز الأبحاث العامة والخاصة في العالم العربي. وفى المختبرات الغربية هناك الكثير من العاملين فى مجال حوسبة اللغة العربية، وقد ازدهرت هذه المختبرات بعد أحداث 11 سبتمبر، ويرتبط ذلك بالمراقبة الآلية لكل ما يكتب فى العالم العربى. ومما يجدر ذكره أن حضور اللغة العربية على الإنترنت ما زال ضعيفًا مقارنة بباقى اللغات التى يُعد تعداد الناطقين بها أقل بكثير من المتحدثين بالعربية، على الرغم من أن اللغة العربية هى الخامسة عالميًّا، ويعود هذا إلى تقصير أبناء العربية لا إلى العربية ذاتها.
وكان ثمرة هذه الجهود التي اهتمت بحوسبة العربية هذه التطبيقات والبرمجيات المتاحة باللغة العربية الآن، وهي تطبيقات كثيرة، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تضافر الفرق البحثية فى هذا المجال ليؤتي ثماره كاملة، ويحقق الهدف المنشود من حوسبة اللغة العربية، وقدرتها على التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
د. شيماء سلطان بستكي