لماذا تتزايد معدلات الطلاق في المنطقة العربية؟
[ad_1]
فتحت البيانات التي أعلنها مؤخرا، الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن حالات الطلاق على أساس سنوي في البلاد، خلال العام 2021، فتحت النقاش مجددا عن الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة في مصر، كما في العديد من الدول العربية، في وقت تشير فيه إحصائيات مشابهة، إلى أن الحالة في كثير من هذه الدول، لاتختلف كثيرا عن الحالة المصرية، وسط حمى طلاق تشهدها المنطقة خلال السنوات الماضية.
وترصد أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، زيادة هائلة في عدد حالات الطلاق في البلاد، خلال العام 2021، مقارنة بالعام الذي سبقه 2020، بلغت نسبتها 14.7 في المئة، ويشير الإحصاء الجديد، إلى أن حالات الطلاق خلال العام 2021 سجلت ارتفاعا وصل إلى 254 ألفا و777 حالة، مقابل عدد حالات الطلاق المسجلة في 2020 والتي بلغت 222 ألفا و39 حالة.
وأشارت تقارير إلى أن الأرقام، تعني وقوع حالة طلاق كل دقيقتين في مصر، بينما تقع 28 حالة طلاق كل ساعة، وأكتر من 20 الف حالة في الشهر، ووفقا للأرقام المعلنة فإن نسبة 12% من حالات الطلاق، وقعت في السنة الأولى من الزواج، بينما وقعت نسبة 9% منها في السنة الثانية، ووقعت نسبة 6.5% منها خلال السنة الثالثة.
ورغم التشابه فيما يتعلق بالتزايد المضطرد، لحالات الطلاق في العديد من الدول العربية، فإن المسببات تبدو مختلفة من بلد لآخر، في وقت يرى فيه مختصون، أنها تمثل دليلا، على التأثير المتزايد للأزمات على المجتمعات العربية، على مدى السنوات الماضية.
وفي الحالة المصرية، يرى مختصون أن السبب الرئيسي للزيادة في حالات الطلاق، التي رصدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، هو السبب الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة، التي يعيشها جل المصريين، ونقلت وكالة رويترز في تقرير لها عن الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بجامعة النيل المصرية، قوله إن زيادة حالات الطلاق، وتراجع عدد الزيجات، وفق ما ورد في تقرير الجهاز، تعود بشكل رئيسي إلى الضغوط الاقتصادية، التي تعرضت لها البلاد بفعل تداعيات أزمة فيروس كورونا.
وقال صادق “النتيجة كانت متوقعة.. الاقتصاد من أكبر المؤثرات على العلاقات الاجتماعية، وحالات الزواج والطلاق، وهناك قطاعات كثيرة تأثرت بسبب أزمة فيروس كورونا، وتراجع نشاط السياحة وأنشطة أخرى، وهو ما يؤثر بدوره على العاملين بهذه القطاعات بما يؤدي إلى ارتفاع حالات الطلاق وتراجع الإقبال على الزواج”.
غير أن صادق أضاف أن هذا قد يكون له تأثير إيجابي لاحق، على الصعيد الديموجرافي، يتمثل في تراجع معدلات الإنجاب، لاسيما مع تنامي الضغوط الاقتصادية في البلاد، بفعل التضخم، وتراجع قيمة العملة المحلية، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، متوقعا مزيدا من الارتفاع في حالات الطلاق، والتراجع في حالات الزواج مع استمرار تلك الضغوط.،
في الدول العربية أيضا
على مستوى الدول العربية، أشارت تقارير سابقة إلى زيادة مشابهة للزيادة المصرية، في معدلات الطلاق، وتساءلت عدة تقارير في هذا الصدد، عن أسباب ذلك وما إذا كان يشير إلى حالة من التفكك الاجتماعي، بفعل ضغوط مختلفة تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
ويشير تقرير صادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء الكويتي، في آب/ أغسطس الماضي، بشأن نسب الطلاق عربيا، إلى أنه ورغم تصدر مصر قائمة الدول العربية الأكثر طلاقا من حيث العدد، إلا أن ذلك ربما يأتي بفعل عدد سكانها الكبير، لكن التقرير يشير إلى أن الكويت هي الأولى على رأس القائمة، رغم انخفاض عدد سكانها، إذ ارتفعت نسبة الطلاق بها إلى 48% من إجمالي عدد الزيجات.
ويضع التقرير مصر في المركز الثاني، فيما يتعلق بنسبة الطلاق إلى عدد الزيجات، ويأتي بعدها في المركزين الثالث والرابع الأردن وقطر، واللتان ارتفعت بهما نسبة الطلاق إلى إلى 37.2 في المئة و37 في المئة، ووفقا للتقرير أيضا فإن كلا من لبنان والإمارات قد تساوتا في نسب الطلاق، على اختلاف الظروف بين البلدين بنسبة 34% لكل منهما، وتلتهما كل من من السودان بنسبة وصلت إلى 30 في المئة، والعراق بنسبة 22.7 في المئة، ثم السعودية بنسبة 21.5 في المئة.
ولإن كانت أسباب تزايد حالات الطلاق في مصر والدول العربية، التي تعيش نفس ظروفها الاقتصادية، تعود إلى العامل الاقتصادي بالأساس، فإنها في الدول الخليجية ذات الثراء تبدو مختلفة، وحيث يؤكد خبراء القانون والمجتمع هناك على أن غالبية حالات الطلاق تعود بالأساس إلى العنف الأسري، وغياب التكافؤ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
وفي العادة يقع على المرأة المطلقة في المجتمعات العربية جل العبء الناجم عن الطلاق وينظر إليها دوما على أنها في وضع غير سوي، كما تتعرض للوصم اجتماعيا وأخلاقيا، ولايخرج عن هذه الحالة السائدة سوى المجتمع الموريتاني حيث تزداد قيمة المرأة اجتماعيا كلما طلقت وهو أمر ذا صلة بعادات قبلية تختص بها القبائل في موريتانيا.
لماذا تتواصل الزيادة في معدلات الطلاق في الدول العربية؟
هل تلمسون زيادة في نسب الطلاق في مجتمعاتكم؟
وما هي الأسباب الأكثر شيوعا للطلاق لديكم؟
هل تتفقون مع من يرون أن تزايد حالات الطلاق في المنطقة العربية يأتي بفعل ما تتعرض له المنطقة من أزمات على مدى السنوات الماضية؟
ولماذا تتحمل المرأة المطلقة في المنطقة العربية العبء الأكبر للطلاق وتوصم اجتماعيا وأخلاقيا؟
ماهو السبيل برأيكم للتقليل من معدلات الطلاق المتزايدة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 5 أيلول/ سبتمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابطعلى موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link