أخبار عربية

كيف أدت عمليات جراحية مؤلمة إلى ظهور طب التخدير؟


أطباء يجرون عملية جراحية

مصدر الصورة
Getty Images

في مطلع أربعينيات القرن التاسع عشر؛ لم يكن الجراح الإنجليزي روبرت ليستون، يحتاج إلى ما هو أكثر من 25 ثانية، لبتر ساق هذا المريض أو ذاك؛ بدءا من الشروع في شق الجلد، وصولا إلى إلقاء الطرف المبتور، في صندوق يمتلئ بنشارة الخشب المخضبة بالدماء.

وكان ليستون يُعرف في مستشفى يونيفريستي كوليدج بوسط لندن، بجراحاته السريعة والمكثفة، والناجحة أيضا. فاحتمالات الوفاة جراء الخضوع لعمليات البتر، التي كان يجريها قبل نحو 180 عاما، لم تكن تزيد عن واحد إلى ستة، وهو معدل أفضل بكثير، من ذاك الذي كان سائدا بين جراحي العصر الفيكتوري بوجه عام.

وقد كان لسرعة جراحات ليستون مزاياها. فقصر مدتها، في ظل عدم وجود مُسكِنّات للألم حينذاك؛ أدى لاختصار الفترة التي كان المرضى يكابدون فيها ما يترتب على هذه العمليات، من مشاعر صدمة مروعة، قد يصعب تصور مدى قسوتها. ففي تلك الحقبة، كان من المعتاد أن يُثبت المريض إلى دِكة خشبية، من جانب “ممرضين”، كانوا يتولون أيضا تضميد الجروح، ومساعدة الجراح على ارتداء ثيابه الطبية، وتوفير الأدوات اللازمة له.

المفارقة أن هذه الجراحات السريعة، كانت تفيد كذلك في تقليص احتمالات تعرض الأنسجة للعدوى والميكروبات، رغم أن أحدا لم يكن يدرك هذه الحقيقة في ذلك الزمن البعيد.

ولم يخل الأمر من سلبيات بطبيعة الحال، فـ “السكين الجراحي” الذي كان يُستخدم آنذاك؛ كان يتحرك في بعض الأحيان أسرع من اللازم، ما يقود لوقوع حوادث غير مرغوب فيها. وفي إحدى المرات، أصاب نصل السكين أصبع أحد الممرضين بجرح قطعي بطريق الخطأ، ما أدى إلى وفاته في وقت لاحق مع المريض بسبب الإصابة بعدوى.

وشملت قائمة الضحايا أيضا – لكن من فرط الصدمة هذه المرة – شخصا كان موجودا في غرفة العمليات لمشاهدة الجراحة. وأدى هذا إلى أن تصبح تلك العملية الجراحية، الوحيدة في التاريخ على الأغلب، التي بلغت نسبة الوفيات فيها 300 في المئة!

وربما كان ذلك، هو ما حدا بالجراحين في مطلع القرن التاسع عشر – حتى أكثرهم حماسة مثل ليستون – إلى اعتبار اللجوء إلى الحل الجراحي هو الملاذ الأخير. لكن جراحات مثل البتر شكلت الخيار الوحيد تقريبا، لإنقاذ المصابين بكسور مضاعفة في الذراع أو الساق، اخترقت فيها العظام الجلد مثلا. ففي ذاك الوقت، الذي لم يكن الأطباء فيه قد عرفوا بعد أسباب حدوث الالتهابات والعدوى، كان البديل للبتر، هو إصابة المريض بالغرغرينا وتسمم الدم، ومن ثم وفاته.

وتقول سالي فرامتون، مؤرخة متخصصة في تاريخ الطب بجامعة أكسفورد: “من المهم للغاية أن نفكر في الأثر الذي كانت تُخلّفه مسألة إجراء جراحة على الجانب النفسي والشعوري للإنسان، فقد كانت تجربة مروعة بحق، لكل من الجراح والمريض”.

وفي تلك الحقبة البعيدة، وجد شاب لندني كان يدرس الجراحة، أن ممارستها ستكون أمرا شاقا للغاية على نفسه، ما حدا به لتغيير مساره المهني تماما، ليصبح شاعرا. وكان اسمه بالمناسبة جون كيتس؛ وصار – كما نعرف جميعا – أحد رموز الحركة الرومانتيكية الشعرية في إنجلترا.

ومع ظهور أنواع جديدة من التدخلات الجراحية، بدأ العلماء يتسابقون لاستنباط وسائل لتخفيف الألم، بهدف تشجيع الناس على قبول الخضوع لعمليات جراحية. فكما تقول فرامتون، كان السواد الأعظم من المرضى لا يقبلون بهذا الخيار سوى، وهم على شفا الموت أو بسبب معاناتهم من آلام لا تُطاق.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

في فترة ما قبل ابتكار عقاقير التخدير، كان يتعين تقييد حركة المرضى خلال خضوعهم للجراحة، ، نظرا لأنهم كان يشعرون جراء ذلك بآلام مبرحة

البعض حاول تنويم المرضى مغناطيسيا، كيلا يشعروا بما يدور خلال الجراحة. غير أن ذلك لم يحقق نجاحا ذا بال. وفي عام 1845، أجرى طبيب الأسنان هوراس ويلس، تجربة علنية في مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الأمريكية، استخدم فيها غاز أكسيد النيتروز خلال عملية لخلع الأسنان. لكن التجربة كانت كارثية. فكما يقول شاهد عيان عليها؛ ظل المريض يصرخ من فرط الألم “بينما انخرط المتفرجون في الضحك والصفير”.

وبعد ذلك بشهور قليلة، توصل طبيب أسنان آخر يُدعى ويليام مورتِن، إلى حل ثانٍ يتمثل في الإثِير، وهو غاز مُنوِم لاذع الرائحة، تم تحضيره من مزيج من الكحول وحمض الكبريتيك. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1846، اختار مورتِن بوسطن أيضا، مسرحا لتجربة علنية لابتكاره هذا، وذلك بعد أيام من تجربته على الأرجح لهذا الغاز، بعيدا عن الأعين لتجنب تكرار النهاية الكارثية التي واجهها زميله ويلس. وشهدت تلك التجربة، استخدام الإثِير لإفقاد مريض الوعي، قبل أن يتم خلع أحد أسنانه بنجاح.

وخلال أسابيع قليلة، تبنى الجراح ليستون الأسلوب نفسه لكن في لندن هذه المرة، وذلك على مريض كان يعمل خادما، ويُدعى فردريك تشرشل. وأشاع تشرشل أجواء من المرح الصاخب في غرفة العمليات، عندما استفاق بعد انتهاء جراحة البتر قائلا للمحيطين به: “متى عساكم ستبدؤون إذا؟”.

لكن هذا الغاز لم يخل من عيوب؛ شملت تسببه في حدوث مشكلات في التنفس، تجعل من يتعرضون له يسعلون في أغلب الأحيان بل ويتقيؤون أحيانا، بجانب كونه قابلا للانفجار بدرجة كبيرة. علاوة على ذلك، انطوى الجمع بينه وبين غاز الإضاءة، الذي كان مستخدما في العصر الفيكتوري، على مخاطر مميتة، لا سيما في ظل وجود مخاوف في بعض الدوائر، بشأن نسبة التركيز الواجب استخدامها من هذه المادة.

وسيلة من نوع آخر، أثمرتها تجارب أجراها أستاذ التوليد الإسكتلندي جيمس سمبسون، على نفسه وأصدقائه في أغلب الأحيان، وتمثلت في سائل طيب الرائحة يحمل اسم الكلوروفورم. وسرعان ما أصبح وضع بعض قطرات من هذا السائل على منديل، وسيلة تخدير مفضلة من جانب الجراحين في ذلك الوقت. واستمر الوضع على هذا الحال، إلى أن بدأ المرضى فاقدو الوعي جراء استخدام هذه الوسيلة، يموتون بسببها.

أول ضحية مُسجلة لـ “الكلوروفورم”، كانت فتاة إنجليزية تُدعى هانا غرينر (15 عاما). ففي 28 يناير/كانون الثاني، أُرِسلت هانا إلى الجراح توماس مَغيسون، لإزالة ظفر أحد أصابع قدميها. هناك، وضع مَغيسون بضع قطرات من الكلوروفورم على قطعة قماش، رفعها أمام وجه الفتاة لتغيب عن الوعي، ويبدأ هو في إزالة الظفر المُراد التخلص منه. وبعد حدوث ذلك بدقائق معدودات، توقفت هانا عن التنفس. ولم تفلح محاولات الطبيب لإنعاشها، من خلال حملها على احتساء شراب مُسكِر. فقد جاء ذلك بعد فوات الأوان؛ إذ كانت الفتاة قد فارقت الحياة بالفعل.

وتمثلت المشكلة المتعلقة بـ “الكلوروفورم”، في أن أحدا لم يكن يعرف الجرعة الصحيحة لاستخدامه. فبغض النظر عن كل شيء، تزيد الاستعانة بعقاقير التخدير، من احتمالات وفاة المرضى، كما أن اللجوء إليها، لم يكن بالأمر الذي كان يحرص عليه كل الجراحين في الماضي.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

في عام 1846، استعان الجراحون بمُرّكب تم تحضيره باستخدام مزيج قوي من الكحول وحمض الكبريتيك لإفقاد المرضى الوعي قبل خلع أسنانهم

وتقول ستيفاني سنو، مؤرخة علم الطب بجامعة مانشستر: “دار الكثير من النقاش في خمسينيات القرن التاسع عشر، بشأن فوائد التخدير ومخاطره. إذ تساءل البعض: هل من المناسب أن يستخدم جراح ما الكلوروفورم لتخدير أحد المرضى، إذا كان هذا قد ينطوي على خطر يفوق ذاك المترتب على العملية نفسها، ما يقود إلى وفاة المريض جراء ذلك؟”.

ويُنظر إلى ستيفاني، التي ألفت عددا من الكتب في مجال طب التخدير، على أنها حُجة في الحديث عما فعله في هذا المضمار الطبيب جون سنو، رائد الصحة العامة في العصر الفيكتوري، خاصة بعدما اكتشفت أنه كان يُمت بصلة قرابة بعيدة لوالد زوجها. فمن خلال تجارب أجراها هذا الرجل على الحيوانات، كشف جون سنو النقاب عن الكيفية التي يمكن من خلالها استخدام الكلوروفورم في التخدير، بحيث لا يتجاوز المرء الخط الرفيع الفاصل بين إفقاد المريض الوعي، وإرساله إلى حتفه. كما حوّل مسألة التخدير، من فن إلى علم مكتمل الأركان.

رغم ذلك، ظلت بعض التساؤلات قائمة، حول ما إذا كان من الضروري، أن يشعر المريض بقدر ما من الألم، لضمان نجاح الجراحة، من عدمه. وخلال حرب القِرم (1853 – 1856)، حظر المسؤول عن سلاح الخدمات الطبية في الجيش البريطاني، استخدام الكلوروفورم في العمليات الجراحية، التي تُجرى في ميدان المعركة. وقال أحد جراحي الجيش وقتذاك في هذا الصدد، إنه يُفضل سماع الجنود وهم يصرخون بقوة، خلال خضوعهم لتلك الجراحات، باعتبار أن ذلك يمثل مؤشرا على أنهم “يقاتلون من أجل البقاء على قيد الحياة”.

وتقول ستيفاني سنو في هذا السياق: “كان للألم وظيفة حيوية في حد ذاته، فإن كنت جراحا يُجري جراحة ما لأحد المرضى، سيصبح الألم في هذه الحالة، محفزا لجسم المريض، لتحمل الإجهاد والضغوط والتوترات الناجمة عن العملية”. لكن ذلك لم يمنع – كما أشارت ستيفاني – من أن يتبنى جون سنو وبقوة موقفا مفاده بأن “الألم المبرح ينطوي على مخاطر؛ يحمي التخدير المريض منها”.

وبلغت ثقة ذلك الرجل في الأدلة العلمية التي تعضد موقفه، حد استخدامه لـ “الكلوروفورم” في تخدير الملكة فيكتوريا، خلال ولادتها لطفلها الثامن في عام 1853. لكن دورية “لانسيت” الطبية وبخته بشدة في إحدى افتتاحيتها، لتعريضه حياة الملكة للخطر، من خلال استخدامه لتخديرها مادة ذات تأثير “سام”. وأشارت ستيفاني سنو إلى ما قاله ذلك الطبيب ردا على هذه الانتقادات من أن “ألم الولادة يساوي في مقداره حجم الآلام الناجمة عن الجراحة. ولذا ينبغي أن تُمنح الفرصة للنساء الحوامل، للاختيار ما إذا كُنّ يرغبن في تناول مُسكِن للألم أم لا”.

وبحلول ستينيات القرن التاسع عشر، أصبح اللجوء إلى أساليب التخدير شائعا. فقد صار المرضى أكثر تقبلا لفكرة الخضوع لعمليات جراحية. لكن مع استمرار الجهل بالعوامل المُسببة للأمراض، ظلت الجروح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ما كان يؤدي لمفارقة المرضى الحياة. ولم تصبح العمليات الجراحية أكثر أمانا، سوى مع ظهور أساليب التعقيم والتطهير، في منتصف ستينيات القرن التاسع عشر.

وبحلول القرن العشرين، بدأ استخدام أول مخدر موضعي؛ كان وقتذاك يعتمد على مادة الكوكايين. كما بدأ العمل في طب التخدير، يشكل مجالا مهنيا مستقلا. لكن الإثِير والكلوروفورم، اللذيْن كانا يُستخدمان أحيانا معا في الوقت نفسه، ظلا يشكلان عقاريْ التخدير العام الوحيديْن.

وفي ثلاثينيات القرن نفسه، حُذِفَ الكلوروفورم من القائمة، بعدما أظهرت دراسات متعاقبة، أنه – وبخلاف الإثيِر – ليس آمنا في الاستخدام. واستلزم الأمر اندلاع حرب عالمية، كي يتسنى تطوير ما بات يُستخدم في غرف العمليات اليوم؛ من عقاقير وغازات للتخدير، وهي تلك التي تدين بالفضل في وجودها – للمفارقة – لجهود تطوير الأسلحة النووية.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

فتح تطوير عقاقير التخدير الباب أمام إجراء الجراحات بشكل أكثر تمهلا، وأتاح الفرصة للجوء إلى تدخلات جراحية أكثر تعقيدا خلالها

وفي سياق توضيحه لهذا الأمر، يقول وليام هاروب-غريفيث، المسؤول عن قسم الأبحاث والجودة السريرية في الكلية الملكية لأطباء التخدير في بريطانيا، إن عقار التخدير الذي يستخدمه اليوم يشكل في نهاية المطاف “نوعا من أنواع الأثِير”. لكن الاختلاف يتمثل في إضافة مادة الفلوريد بطريقة كيمياوية إلى “النسخ المُعاصرة” من هذه المادة، وذلك للإبقاء “على فاعليتها كمخدر، دون أن تظل قابلة للاشتعال أو الانفجار”.

ويضيف الرجل بالقول: “احتاجت القنابل النووية، إلى غاز سداسي فلوريد اليورانيوم. كما سمح التطور المفاجئ، الذي شهدته الحرب العالمية الثانية على صعيد كيمياء الفلورة، بأن يتم تطوير عقاقير تخدير شديدة الفعالية وأكثر أمانا في الاستخدام وغير قابلة للاشتعال أيضا. وهكذا، وُلِدَت عقاقير أنقذت حياة مئات الآلاف من الأشخاص، من رحم شيء أزهق أرواح عشرات الآلاف منهم”.

وعندما تحدثنا إلى هاروب-غريفيث في وقت مبكر من عصر أحد الأيام، من أجل إعداد هذا الموضوع، كان قد أنهى عملية تخدير مريضيْن؛ أحدهما طفل استخدم معه مخدرا عاما تمهيدا لإجراء جراحة في أنفه، أما الآخر فسيدة، أُعطيت مخدرا موضعيا لتحضيرها لولادة قيصرية.

ولم تكن التطورات التي شهدها عالم عقاقير التخدير – التي تشتمل على مواد كيمياوية – هي العامل الوحيد الذي أدى لتحسين مستوى أمن وسلامة مسألة إفقاد المرضى الوعي بأساليب طبية خلال العمليات الجراحية. فقد أسهم في ذلك أيضا، ابتكار طرق جديدة للحفاظ على تنفس المريض طبيعيا وسليما خلال الجراحة، عبر توصيل أنابيب إلى رئتيْه بشكل مباشر، واستحداث أجهزة لمتابعة تطور حالته خلال الجراحة، لرصد أي تطورات سلبية محتملة، ما يفسح المجال للتعامل معها بشكل فوري.

ويُعقّب هاروب-غريفيث على ذلك بالقول: “إذا كنت بصدد اختيار عامل واحد، يجعل العمليات الجراحية الآن أكثر أمانا من ذي قبل، فسأقول إنه يتمثل في قدرتنا على مراقبة الحالة الفسيولوجية للمريض”.

فباستخدام الأجهزة المتوافرة اليوم في غرف العمليات، بات بمقدور أطباء التخدير متابعة النبض ومعدلات ضغط الدم والأوكسجين الواصل للمريض، بجانب مستوى ثاني أكسيد الكربون الخارج من رئتيْه، والذي صار من الممكن متابعته، اعتبارا من سبعينيات القرن الماضي.

ويوضح هاروب-غريفيث أهمية ذلك قائلا إن التعرف على كمية هذا الغاز “مهم للغاية، لمعرفة ما إذا كنا نوفر التهوية اللازمة، للرئتيْن من عدمه” خلال الجراحة.

لكن مسألة التخدير لا تزال حتى الآن تنطوي على مخاطر. فالمرضى يستفيقون بين الحين والآخر وهم على طاولة العمليات، كما أن استخدام عقاقير التخدير العام، قد يجعلك تشعر بالنعاس، لعدة أيام بعد الجراحة. أما عقاقير التخدير الموضعي، فتتضمن عمليات حقن مؤلمة.

غير أن ذلك لا ينفي أن احتمالات الوفاة خلال جراحة مُخطط لها في المملكة المتحدة، تبلغ حاليا واحدا من كل مئة ألف حالة، وهي نسبة أفضل بكثير من تلك التي كان سائدة في عصر روبرت ليستون، ما يعني أنك الآن أكثر حظا بقدر كبير، من أولئك المرضى الذين كانت أسماؤهم مُدرجة على قائمة العمليات المقبلة، لهذا الجراح الإنجليزي الذي عاش في القرن التاسع عشر.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على BBC Future



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى