الدوري الإنجليزي الممتاز: لماذا تتهافت الفرق الإنجليزية لكرة القدم على القارة الآسيوية؟
[ad_1]
“ليس لي دين، وليس لدي إله. نادي ليفربول لكرة القدم هو ديني، إنه طريقة حياة بالنسبة لي”.
هكذا تحدث فيجاي المولود في سنغافورة على بعد حوالي 11000 كيلومتر (6800 ميل) من ملعب أنفيلد في ليفربول عن مدى شغفه وهو ينتظر منذ عام 2011 أن يزور فريقه مدينته الأم.
إنه ليس الوحيد ففي وقت سابق من هذا الشهر ملأ أكثر من 50 ألف مشجع استاد سنغافورة الوطني في مباراة ودية بين ليفربول وكريستال بالاس.
بعد ثلاث سنوات من حظر السفر بسبب جائحة كورونا عادت فرق الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى تتجول حول العالم هذا الصيف قبل بدء الموسم.
من الصعب المبالغة في الأهمية المالية لهذه الرحلات. عندما سجل مانشستر يونايتد خسارة في الإيرادات التجارية بنحو 56 مليون دولارفي عام 2021 عزا النادي ذلك “بشكل أساسي” للأزمة التي تسببت بها جائحة كورونا وكان من نتائجها إلغاء جولة الفريق الأولى في الهند.
لكن مع تخفيف القيود تسارع العديد من الأندية مرة أخرى إلى سوقها الخارجي الأول.
وقال بيلي هوجان، الرئيس التنفيذي لليفربول لبي بي سي: “آسيا هي أكبر منطقة من حيث عدد معجبي نادينا”.
“قال لي أحدهم ذات مرة إنه يمكنك الوقوف في أي مطار والقفز على أي طائرة ولديك سبب للذهاب إلى هناك والعثور على جماهير ليفربول. ثلث دعمنا العالمي موجود هنا ونشعر أن أمامنا فرصة هائلة في آسيا”.
جاذبية عالمية
اختار غريمه مانشستر يونايتد هذا الصيف زيارة تايلاند وأستراليا حيث لعب هناك مباراة ضد ليفربول وأخرى ضد كريستال بالاس.
في حين ذهب فريق توتنهام هوتسبير إلى كوريا الجنوبية موطن نجمه سون هيونج- مين.
من وجهة نظر رياضية هذه الرحلات لا قيمة لها. لا توفر الرحلات الطويلة إلى مناطق بعيدة تسود فيها درجات الحرارة المرتفعة والطقس الرطب فرصا مناسبة للاستعداد المثالي لموسم جديد في إنجلترا.
“هذا ليس الشيء المفضل لدي”، هكذا قال مدرب ليفربول يورغن كلوب رداً على سؤال من بي بي سي في مؤتمر صحفي.
“أولا وقبل كل شيء أنا مدرب وإذا تمكنا من اللعب لمدة أسبوعين في النمسا والتدريب مرتين في اليوم هناك فسيكون ذلك أفضل”.
“لكننا نعلم مدى ضخامة قاعدتنا الجماهيرية في آسيا ووجودنا قريبين منهم أمر رائع”.
في الواقع ، تم وضع حد للجدل في أروقة كرة القدم منذ وقت طويل. لقد انتصرت الحجة التجارية بشكل قاطع وسيشعر مدراء الأندية الممتازة هذا الصيف بأن مستويات الطلب المرتفعة التي شهدوها في المنطقة قد أكدت صواب ذلك.
تظهر الأرقام الجديدة التي تم الإبلاغ عنها هذا العام أنه لأول مرة على الإطلاق سيحصل الدوري الإنجليزي الممتاز على إيرادات من بث مباراياته في الخارج أكثر مما سيحصل عليه من القنوات المحلية في المملكة المتحدة. من المتوقع أن تبلغ حصة آسيا وحدها 1.4 مليار دولار بين الموسم المقبل وعام 2025.
في كوريا الجنوبية، بيعت تذاكر مباراة توتنهام هوتسبير الاستعراضية ضد فريق محلي في غضون 25 دقيقة. كما أصبحت المباراة الحدث الرياضي الأكثر بثا في تاريخ البلاد.
في غضون ذلك شعر مروجو المبارايات في بانكوك بالراحة عند تحديد سعر أرخص تذكرة لمباراة ودية بين مانشستر يونايتد وليفربول بسعر 136 دولارا. في سنغافورة بلغت قيمة أرخص تذكرة 107 دولارات.
هذه الأسعار أعلى بكثير مما يتوقع المشجعون دفعه في إنجلترا مقابل مباراة تنافسية، لكنها في النهاية تمثل قوة جذب للأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال متحدث باسم ليفربول لبي بي سي: “لم نحدد أسعار التذاكر هذه. نحن نتقاضى رسومًا محددة ، ولا نحصل على أي حصة من عائدات بيع التذاكر”.
أرباح آسيا
المبالغ التي تتلقاها الفرق مقابل هذه المباريات الودية البعيدة تظل في غاية السرية، لكن المحللين يقولون إن الرسوم لوحدها من غير المرجح أن تبرر هذه الرحلات، خاصةً عندما يتم أخذ نفقات السفر والموظفين في عين الاعتبار.
قال كيفين ماكولاغ ، محرر آسيا والمحيط الهادئ للنشرة التجارية سبورت بيزنس “لا تكسب الفرق في الواقع مبالغ ضخمة من المال مباشرة من هذه المبارايات الودية، ربما بضعة ملايين من الدولارات لكل مباراة لأفضل الفرق”.
“ولكن هناك أمر أكثر أهمية بكثير ويتعلق ببناء العلامة التجارية والتواصل مع المعجبين في سوق من شأنها أن تحقق عائدات أكبر بكثير على المدى الطويل من صفقات حقوق البث وصفقات الرعاية مع العلامات التجارية والشركات الآسيوية، وهنا يكمن المكسب الحقيقي. “
أثناء وجوده في سنغافورة وقع فريق ليفربول عقدا جديدًا قيل إن قيمته تزيد عن 240 مليون دولار مع بنك ستاندرد تشارترد وهو بنك يتركز نشاطه على آسيا مقابل أن يحمل لاعبو الفريق اسمه على قمصانهم.
بصرف النظر عن المساعدة في تعزيز صورة الراعي على المسرح العالمي ، يمكن لأندية كرة القدم أيضا تزويد الجهة الراعية بكنز من بيانات المستهلك.
ويقدر مانشستر يونايتد على سبيل المثال أن قاعدة بيانات إدارة العلاقات مع العملاء تبلغ 50 مليونًا بينما بلغ عدد التفاعلات مع الفريق على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي 176 مليون.
لذلك في مقابل الأموال التي تنفقها الجهات الراعية على الفريق، غالبًا ما يحصل قسم التسويق التابع لها على رؤية قيمة حول السلوك الاستهلاكي لملايين المعجبين الذين سجلوا أو انخرطوا مع النادي في وقت ما في الماضي.
قال ماكولاغ : “أول ما ستطلبه الجهات الراعية الكبرى هو الاطلاع على بيانات المعجبين”.
وأضاف: “قبل أن تستثمر الجهات الراعية تريد معرفة عدد المعجبين بالنادي، والتركيبة السكانية ، والأعمار، وعدد الرجال، وعدد النساء، ودخلهم ، وأشياء من هذا القبيل”.
لسنوات عديدة نظرت البطولات الرياضية الأخرى بما في ذلك بطولات كرة القدم الأوروبية بعين الحسد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الذي كان أول من قدم إلى آسيا وأقام علاقات تجارية في التسعينيات.
وساهمت تنافسية الدوري الإنجليزي الممتاز وثقافة المشجعين المميزة وارتباطه باللغة الإنجليزية في أن يصبح الدوري الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم ، حيث استقطب عددًا إجماليًا من المشاهدين بلغ 3.2 مليار على مستوى العالم.
وتقول رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إن نصف القاعدة الجماهيرية العالمية وربع جمهور التليفزيون موجودون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ رغم انتهاء المباريات في كثير من الأحيان في منتصف الليل.
ومع ذلك يقول الخبراء إنه سيكون من الصعب الاحتفاظ بكل هؤلاء المعجبين، خاصة مع وجود مجموعة واسعة من وسائل التسلية وخيارات نمط الاستهلاك المتاحة للأجيال الشابة.
قال فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني العام الماضي: “لم يعد الشباب مهتمين بكرة القدم. لديهم منصات أخرى لتسلية أنفسهم”.
وجهة النظر هذه جنبًا إلى جنب مع التوقعات بأن عائدات التلفزيون ستنخفض في النهاية أقنعت بعض المديرين التنفيذيين في أفضل أندية كرة القدم الأوروبية بأنه يجب تنظيم مسابقة جديدة للحفاظ على تفاعل الجماهير.
وتوقع الكثيرون أن يجذب مشروع الدوري الأوروبي السوبر المشؤوم، الذي تم طرحه العام الماضي وكان سيشمل خمسة أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ملايين المشجعين في جميع أنحاء العالم وخاصة في آسيا الذين يفضلون مشاهدة أندية النخبة بدلاً من الفرق المتوسطة.
ولكن تم إلغاء المشروع في النهاية بعد رد فعل غاضب من المعجبين في كل من المملكة المتحدة وعلى الصعيد العالمي.
ويقول سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة العالمي في كلية إمليون لإدارة الأعمال في فرنسا: “لا ينبغي لأندية كرة القدم الأوروبية أن تعلق آمالها على سوق آسيا بل يجب أن تناضل من أجل كل دولار تكسبه”.
“المستهلكون الآسيويون أذكياء ومتطورون ومطلعون. يمكنك القول إنه في السنوات الأخيرة كان هناك بعض الابتعاد عن كرة القدم الأوروبية بين المشجعين الآسيويين لذلك تُنصح الأندية بألا تكون متعجرفة أو ساذجة في افتراض أن آسيا هي الأوزة التي تضع البيض الذهبي”.
كما قال تشادويك إن فرص لعب مباريات الدوري الممتاز في الخارج وهو أمر تم اقتراحه لأول مرة في عام 2008 غير وارد على المدى القصير والمتوسط رغم أن الجدل حول ذلك سيظهر مرة أخرى في نهاية المطاف.
بالعودة إلى سنغافورة يخلع فيجاي قميصه ويستعرض ظهره. إنه مغطى بوشم نادي ليفربول وسنوات كل بطولة فاز بها في تاريخ النادي، إنه متفائل بالمستقبل.
“كان والدي من مشجعي ليفربول وأول شيء فعلته مع بناتي الصغيرات هو جعلهن يرتدين قميص ليفربول. سيستمر هذا عبر الأجيال ، صدقوني”.
[ad_2]
Source link