وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي: ما الإرث الذي تركه لتونس؟
[ad_1]
في الذكرى الـ 62 لعيد الجمهورية وقبل شهور من الانتخابات، توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 93 عاما.
وكان السبسي قد نقل في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء/الخميس إلى المستشفى “بعد وعكة صحية طارئة ناتجة عن مخلفات التسمم الغذائي الذي تعرض له خلال الفترة الماضية”، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
التونسيون يرثون “البجبوج”
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وتدوينات تنعى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. وحرص مؤيدو ومعارضو الرئيس الراحل على نشر صور للرئيس السبسي مرفقة بعبارات الرثاء.
كما ودع رواد مواقع التواصل الاجتماعي السبسي بنشر صور له في مراحل مختلفة من مسيرته السياسية وعددوا مناقبه.
واعتبر مغردون تزامن وفاة البجبوج (اسم يحلو للتونسيين إطلاقه على الباجي)، مع عيد الجمهورية إنصافا للرجل.
ونشرت الفنانة هند صبري صورة جمعتها بالرئيس التونسي الراحل، وأرفقتها بالتعليق التالي: ” شاءت الأقدار أن تقترن وفاته بالاحتفال بالذكرى 62 لانبعاث أول جمهورية تونسية ذات سيادة، وكذلك الذكرى السادسة لاغتيال المناضل محمد البراهمي على يد أعداء الوطن، وإن وجب الاعتبار من هذه المصادفة، فللتأكيد على أن تونس جمهورية تحكمها نصوص و مؤسسات، سوف يحميانها من كل مكروه”.
عكست التعليقات حالة الترقب والتوجس التي يعيشها التونسيين مما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد بعد وفاة السبسي.
ودعا مدنون ومغردون الأحزاب السياسية كافة إلى تحمل مسؤولياتها في هذه الفترة التي تمر بها البلاد، و إلى درء الخلافات.
وكان زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، في مقدمة المعزين في الرئيس التونسي الراحل، إذ كتب عبر صفحته على فيسبوك “رحل الرئيس الباجي في ذكرى عيد الجمهورية التي قدم لها الكثير وكانت له مساهمات مقدرة في بناء الجمهورية الثانية”.
كما نعى الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي السبسي في تدوينة دعا فيها الشعب التونسي إلى ضبط النفس والتمسك بالدستور وبمؤسسات الدولة.
إرث محل خلاف
للسبسي تاريخ عتيد في الحياة السياسية التونسية، فقد تقلد مناصب عديدة منذ استقلال البلاد عام 1956 ولكن نجمه لمع منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011
ويتفق معارضوه وأنصاره على اعتباره رجلا صاحب “ذكاء سياسي حاد”، لكن تاريخه السياسي لطالما كان محل جدل وخلاف.
يثمن مؤيدوه الدور الفعال الذي لعبه في ضمان الاستقرار السياسي وترجيح الكفة أمام حركة النهضة ولكن منتقديه يصفونه بـ “قائد الثورة المضادة و”رجل الدولة العميقة”.
وكانت هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة بالتحقيق في جرائم تخص تجاوزات حقوق الانسان وجهت له تهمة بكونه كان على علم بممارسات تعذيب طالت معارضين عندما كان رئيسا للبرلمان في عهد بن علي.
في حين ينظر كثيرون للسبسي على أنه رجل توافقي حكيم رفض إغواء الثورات المضادة بدخوله في تحالف سياسي مع النهضة على الحكم.
في 2014، خاض الباجي السباق الانتخابي مدعوما بحزبه “نداء تونس” كجبهة لمناهضة الإسلاميين وفاز آنذاك بغالبية في البرلمان لكنه تحالف بعدها مع حركة النهضة ما أحدث انقسامات واسعة في حزبه.
ولذا يعتبر تونسيون السبسي أحد دعائم الاستقرار الديمقراطي، كحال هذا المغرد الذي كتب:”رحم الله الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، استطاع الحفاظ على تونس في وقت حاولت فيه قوى الثورة المضادة الإنهاء على كل تجربة ديموقراطية في العالم العربي.”
وعلق آخر: ” نتفق معه أو نختلف .. يجب على الموت أن ينهي كل خصومة سياسية. هكذا تعلمنا وعلى ذلك نشأنا …#فبحيث رحم الله الباجي رحمة واسعة و غفر له”.
في المقابل، تصف المغردة ميرال الرواي السبسي بالسياسي السلطوي وتضيف “دخلت تونس في مرحلة استقطاب ثنائي خطيرة بين الإسلاميين والعلمانيين منذ أسس السبسي حركة “نداء تونس” ما أرجع ثورتنا للوراء. نترحم على السبسي لكن أتمنى أن تطوي تونس صفحة التموضع وصراع الأجنحة”.
وانتقدت أمل خليف التضخيم الذي صاحب وفاة الباجي. فكتبت:” مات الباجي و لا حسرة على مزاياه أو انجازاته و لا احتفاء بهذه الديمقراطية الفلكلورية التى تخفى كواليس العنف و المقايضات المافيوزية و الفوضى القاتلة و الظلم فى حالاته الخام مزينة بكثير من الضجة و الإعلام و الهتافات.”
ويعرف السبسي الذي يلقبه مناصروه بشيخ الليبرالية التونسية، بدفاعه عن حقوق المرأة، فلطالما تباهى بأنه وصل إلى قصر قرطاج عبر أصوات المرأة.
كما ألغى منشورا يمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم وأعلن دعمه لمشروع قانون المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة.
تلك الخطوات الجريئة التي اتخذها السبسي، لم ترق لآخرين لما رأوا فيها تطاولا على تعاليم الإسلام.
وفي هذا الإطار غردت إحداهن:” من وجهة نظري الثورة التونسية فشلت في تحقيق أهدافها، سياسة السبسي تشبه تقريبا سياسة الرؤساء التونسيين السابقين، السبسي قدر يلفلف الثورة عن أهدافها الرئيسية والمهمة لا ينضحك عليكم بموضوع حقوق المرأة لأن هذا الملف أعطى شرعية لرؤساء تونس.”
في حين علقت جميلة الدريدي:” السبسي رغم الاختلافي الإيديولوجي معه إلا أنه دخل التاريخ من بابه الكبير. يكفي أنه تراجع عن الترشح ووقف شوكة في حلق عرابي الانقلابات”.
قبل وفاة السبسي ظهرت خلافات وانقسامات بعدما فاجأ الجميع بعدم توقيعه على التعديلات التي أدخلها البرلمان على القانون الانتخابي الشهر الماضي.
لكن بعد وفاته تحول الجدل إلى نقاش حول ضمان الانتقال الدستوري السلسل خاصة أن رحيل السبسي جاء في وقت تستعد فيه تونس لانتخابات تشريعية ورئاسية.
وقال وليد بورويس على صفحته “لا بيان رقم واحد، لا فوضى، لا إنقلاب، لا حظر تجول!!! رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر سيؤدي اليمين الدستورية ويتولى منصب رئيس الجمهورية مؤقتا وفق الفصل 84 من الدستور…انتقال دستوري وسلس للسلطة، تونس جمهورية بأتم معنى الكلمة”.
[ad_2]
Source link