جو بايدن: هل تنجح فكرة “ناتو شرق أوسطي” في المنطقة بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علقت صحف عربية على تزايد الحديث عن فكرة تدشين “ناتو عربي” أو “ناتو شرق أوسطي” قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية منتصف الشهر المقبل، وهي القمة التي سيحضرها عدد من قادة دول المنطقة.
ويؤكد عدد من الكُتاب أن فكرة تدشين تحالفات عسكرية في المنطقة باءت كلها بالفشل، ويشير هؤلاء إلى عدد من الأحلاف التي تشكلت على مدار العقود الماضية، بداية من “حلف بغداد” في خمسينيات القرن الماضي.
ويرى آخرون أن فكرة تدشين حلف كهذا سيكون موجها ضد إيران، وذلك عبر “إدماج إسرائيل كقوة عسكرية” في المنطقة، محذرين من أن هذا سيضعف القضية الفلسطينية من ناحية ويزيد الاستقطاب الطائفي في المنطقة من ناحية أخرى.
ويرى فريق ثالث أن تدشين “ناتو عربي إسرائيلي” ضد إيران غير وارد حاليا، مستشهدين بالدور الذي يلعبه العراق في التقريب بين السعودية وإيران في ظل تقارير تتحدث عن قُرب عودة العلاقات بين الرياض وطهران.
“انتهت جميعها بالفشل”
يتحدث حسن أبو هنية في موقع “عربي 21” عن تزايد النقاش حول “قضية إنشاء تحالف عسكري في منطقة الشرق الأوسط (تكون إسرائيل جزءا منه)” في سياق الحديث عن دور حلف الناتو مع الأزمة الروسية-الأوكرانية.
ويقول أبو هنية: “أعادت الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل، الحياة لفكرة إنشاء تحالف عسكري في المنطقة، وزاد من احتمالية بعث هذا التحالف، حديث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مؤخرا، لقناة سي إن بي سي الأمريكية، بأنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي. وكشف أن ذلك يمكن أن يتم مع الدول التي تشاطره الرأي”.
ويخلص الكاتب إلى أن “فكرة تشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي بمشاركة إسرائيلية هي نتاج خوف الأنظمة التسلطية العربية من تنامي القدرات الإيرانية وعودة الحركات الإسلامية السياسية، والخشية من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية بعودة موجة ثانية من الانتفاضات الشعبية”.
ويستدرك أبو هنية قائلا: “لكن تاريخ المنطقة يشير إلى فشل كل محاولات تشكيل تحالف عسكري عربي في السابق، بدءا من فشل محاولات الولايات المتحدة بتشكيل ‘حلف بغداد’ في خمسينيات القرن المنصرم، وفشل محاولات إدارة الرئيس أوباما والرئيس ترامب، وهو ما سيفشل فيه الرئيس بايدن”.
ويشاطره الرأي في ذلك عبد الله الشايجي في صحيفة القدس العربي اللندنية، والذي يؤكد أن كل “مبادرات التحالفات الأمنية والدفاعية في الشرق الأوسط انتهت جميعها بالفشل وهذا دون وجود إسرائيل من ضمن الأعضاء… أما بإضافة إسرائيل فالأمور تزداد تعقيدا”.
ويقول الشايجي: “إذا كانت إدارة بايدن تسعى لترتيبات تعوم فيها إسرائيل في تحالف شرق أوسطي-سياسي واقتصادي وأمني ودفاعي – تحضر الأرضية اليوم لذلك عشية زيارة بايدن للمنطقة – فهذه مبادرة لن تبصر النور. خاصة وأن إسرائيل لن تغامر بتعريض أمنها وجنودها للخطر لحماية حلفاء معدودين ونصب شبكات دفاعها وكشف أسراراها”.
ويضيف الكاتب: “كما أنه لا يوجد إجماع خليجي وعربي حول التعاون الأمني والعسكري مع إسرائيل أو مواجهة واستهداف إيران”.
ويقول محمد أبو رمان في صحيفة العربي الجديد اللندنية إنه “لا يخفى على السياسيين أنّ الفكرة وراء هذا المشروع هي مواجهة إيران من خلال إدماج إسرائيل كقوة عسكرية مع دول عربية أخرى”.
ويضيف الكاتب بأن هذا الأمر “له نتيجتان رئيسيتان: الأولى، تكريس المشروع الإسرائيلي بإضعاف أهمية القضية الفلسطينية ومركزيتها في المنطقة… والثانية، تعزيز حالة الاستقطاب والانقسام في المنطقة على أسس طائفية، وهذا أمرٌ خطير، يضع كل الشيعة العرب مع العراق وسوريا (تقعان تحت النفوذ الإيراني) على حدود مواجهة خطيرة مع الناتو المفترض، ما يعقّد المشهد الإقليمي، ويدفعه نحو حافّة الهاوية”.
“لا يوجد توافق عربي حقيقي”
وينفي كمال خلف في صحيفة رأي اليوم اللندنية أن يكون هذا “الناتو العربي” موجها ضد إيران، مستشهدا بزيارة رئيس الوزراء العراقي الأخيرة لكل من السعودية وإيران، وهي الزيارة التي رأت تقارير إعلامية أنها تهدف إلى عودة العلاقات بين البلدين.
يقول خلف: “على الأرجح يحمل الكاظمي جديدا في جعبته لإحداث خرق حقيقي في الحوار. وإذا نجحت مهمة الكاظمي فأول خطوة لهذا النجاح هي عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
ويرى الكاتب أن “هذا يقود إلى أن الكلام عن ناتو ‘عربي إسرائيلي’ ضد ايران غير وارد حاليا، ولا يمكن تصديق مثلا أن مصر تدخل حلفا عسكريا مع إسرائيل ضد إيران. مع تكرارنا أن هدف تقريب العرب من إسرائيل ودمجها بالمنطقة يظل هدفا أمريكيا معلنا”.
ويضيف خلف: “الأهم أن التفاهمات الإيرانية السعودية سيكون لها انعكاسات إيجابية في مجمل الإقليم”.
ويقول عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية، إن المطلب الرئيسي لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة المرتقبة “سيكون مطالبة جو بايدن بألا تكون النتيجة النهائية للاتفاق النووي الجديد بين إيران والغرب هو تسليم المنطقة من جديد لإيران”.
ويضيف: “عرب الخليج سوف يقولون لبايدن إنهم لن يقبلوا أي اتفاق لا ينص ليس فقط على تجميد البرنامج النووي الإيراني، بل البرنامج الصاروخي، والأهم وقف النفوذ الإيراني في المنطقة”.
ويرى حسين أن “الدول العربية تحتاج من الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية أو حتى شبه عادل”.
ويتابع الكاتب: “وإذا كانت الولايات المتحدة ضغطت كثيرا على العديد من الدول العربية من أجل التطبيع مع إسرائيل، فعليها في المقابل أن تضغط ولو قليلا على إسرائيل من أجل وقف استيطانها المتمدد وحصارها القاسي على الفلسطينيين في الضفة وغزة”.
لكن حسين يستدرك قائلا: “للأسف فإنه لا يوجد توافق عربي حقيقي على هذا المطلب، بعد أن تراجعت أهمية القضية الفلسطينية لدى العديد من البلدان العربية”.
[ad_2]
Source link