كيف أصبحت الجرافات أداة لانتهاك العدالة في الهند؟
[ad_1]
- غيتا باندي
- بي بي سي نيوز- دلهي
لطالما استُخدمت الجرافات، التي اختُرعت قبل 100 عام، لبناء المنازل والمكاتب والطرق وغيرها من البنى التحتية في جميع أنحاء العالم.
لكن يقول كثيرون إنها أصبحت في السنوات الأخيرة سلاحا في أيدي حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي لتدمير منازل الأقلية المسلمة في الهند والقضاء على سبل عيشها.
ولا ترى هذه الجرافات في أي مكان أكثر مما تراها في ولاية أوتار براديش ذات الأهمية السياسية.
كانت آخر جولاتها يوم الأحد الماضي، عندما هدمت السلطات في مدينة براياغراج (الله أباد سابقا)، منزل الناشط السياسي جاويد محمد، زاعمة أنه بني بشكل غير قانوني – وهو ادعاء نفته عائلته.
وقال النقاد إن السبب الحقيقي وراء الهدم لا علاقة له بعدم شرعية المبنى المزعومة، بل هي عقوبة لجاويد محمد لمجاهرته بانتقاد الحكومة.
قبل يوم من عمليات الهدم، اعتقلته الشرطة واتهمته بأنه “العقل المدبر” وراء الاحتجاجات العنيفة في المدينة من قبل المسلمين، ضد التصريحات المثيرة للجدل حول النبي محمد من قبل نوبور شارما، المتحدثة السابقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا. وقد عُلقت عضوية شارما في الحزب، لكن المتظاهرين طالبوا باعتقالها.
ودافع قادة حزب بهاراتيا جاناتا عن أفعالهم قائلين “لم يكن هناك أي تصرف ضد القانون”.
لكن عمليات الهدم – التي قورنت باستخدام إسرائيل للآلات الثقيلة في الأراضي الفلسطينية – لقيت انتقادات واسعة في الهند وتصدرت عناوين الصحف على مستوى العالم، حيث قال النقاد إن ” هذا الإجراء الرسمي يكاد يفتقر للشرعية” وإن تلك الجرافات “تجرف روح القانون”.
وفي خطوة نادرة، كتب قضاة سابقون ومحامون بارزون رسالة إلى رئيس المحكمة العليا في البلاد، قالوا فيها إن استخدام الجرافات “انتهاك غير مقبول لسيادة القانون” وحثوا المحكمة على اتخاذ إجراءات ضد “العنف والقمع ضد المواطنين المسلمين”.
وقد ظهر عمود شديد اللهجة في صحيفة إنديان إكسبرس، كتبه الوزير الفيدرالي السابق كابيل سيبال، أشار فيه إلى أن “الجرافة لا علاقة لها بالمباني غير القانونية، لكنها ذات صلة بمن أنا وما أؤيده”.
وتابع قائلا: “إن الجرافة لها صلة بما أقوله في العلن، وبمعتقداتي، ومجتمعي، وكينونتي، وديني. ولها صلة بصوتي المعارض. وعندما تهدم جرافة منزلي وتسويه بالأرض، فإنها تسعى إلى هدم ما هو أبعد من الهيكل الذي بنيته، ألا وهي شجاعتي وجرأتي على الكلام والتعبير عن رأيي”.
كما تم الطعن في استخدام الجرافات في المحكمة العليا، التي قالت إن “استخدامها يجب أن يكون وفقا للقانون ولا يمكن أن يكون فعلا انتقاميا”.
لكن هذا الخطر الذي باتت تجسده الجرافات لم يظهر فجأة.
في وقت سابق من هذا العام، استقبلني مشهد غريب عندما كنت أقوم بتغطية انتخابات برلمان ولاية أوتار براديش حيث سعى رئيس وزراءالولاية يوجي أديتياناث لإعادة انتخابه. (وقد فاز بالفعل في الاقتراع ويقضي الآن فترة ولايته الثانية).
وخلال حملة ترويجية، أحضرت مجموعة من المؤيدين لعبا صغيرة على شكل جرافات صفراء.
ورقصوا أمام كاميرات التلفزيون ملوحين بالحفارات البلاستيكية في الهواء، وهم يغنون “ووه بولدوزروالا بابا فير سي أيايغا (ستعود جرافة بابا)”.
“البلدوزر بابا” هو الاسم الذي أعطته الصحافة المحلية لأديتياناث، لكنه التصق به بعد أن استخدمه منافسه الرئيسي أخيليش ياداف في تجمع حاشد.
لقد استخدمه ياداف بطريقة ساخرة، لكن الصحفي الكبير شارات برادان يقول: “لقد حوله حزب بهاراتيا جاناتا لمصلحتهم لأنه يعزز صورة الحزب القوي”.
وقال إنه في العديد من المدن، تم إيقاف الجرافات في التجمعات الانتخابية للسيد أديتياناث، وبعد فوزه عُرضت الجرافات أمام مبنى مجلس الولاية احتفالا بذلك الفوز.
ويقول الصحفي الكبير ألوك جوشي إن السيد أديتياناث أمر لأول مرة باستخدام الجرافات قبل عامين كإجراء عقابي ضد المجرم سيئ السمعة فيكاس دوبي، الذي اتهم بقتل ثمانية من رجال الشرطة، والسياسي رجل العصابات مختار أنصاري.
وأعيد بث مقاطع فيديو لهدم ممتلكاتهما على التلفزيون الوطني، وقد حظيت تلك المقاطع ببعض الإعجاب من جانب المواطنين “لاتخاذها موقفا حازما ضد المجرمين”.
يقول جوشي: “لكن الآن باتت الجرافات تستخدم بشكل متزايد كتكتيك لتخويف المعارضة ومنتقدي الحكومة، وخاصة المسلمين”.
قبل عمليات الهدم في ساهرنبور وبراياغراج، ترأس السيد أديتياناث اجتماعا قال فيه إن الجرافات ستستمر في سحق “المجرمين والمافيا”.
لكن الصحفي البارز شارات برادان يقول إنه انطلاقاً من “رمز الإدارة الحازمة”، حولت الحكومة الجرافات الآن إلى “سلاح قوي يتجاوز قانون الأرض، ويستخدم لترسيخ سياسات الكراهية ضد المسلمين”.
ويضيف: “هذه هي الطريقة التي يتصرف بها المواطن المحلي القاسي، إنها بمثابة القول: ارمني بحجر وسأهدم منزلك، وسأقوم بتلقين عائلتك بأكملها درسا لا ينسى”.
ويمضي للقول: “لكن قانون الأرض لا يسمح لك باستخدام الجرافة للاعتداء على ممتلكات أي شخص. إذا ارتكب أحد أفراد الأسرة جريمة قتل، فهل يمكنك شنق أسرة بأكملها جراء فعلته؟ لكن هذه حكومة تعمل كالحكم والجلاد معا”.
ربما أدى استخدام الجرافات إلى احتجاجات عالمية، لكن كما يقول جوشي، قد حقق الكثير من المكاسب السياسية لأديتياناث، حتى أنه حصل على تأييد رئيس الوزراء ناريندرا مودي نفسه.
خلال زيارة إلى الولاية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال السيد مودي: “عندما تواجه الجرافة المافيا … فإنها تهدم المبنى غير القانوني، لكن الشخص الذي يرعى المافيا ويدعمها يشعر بالألم أيضا”.
بعد تصريحات رئيس الوزراء، تم استخدام الجرافات في أعقاب أعمال العنف الديني في وقت سابق من العام في ولاية ماديا براديش وفي العاصمة دلهي، واستهدفت تلك الجرافات المسلمين بشكل خاص من خلال تدمير منازلهم ومتاجرهم وأعمالهم التجارية الصغيرة.
ويخلص الصحفي البارز ألوك جوشي للقول: “لا يوجد أمر من المحكمة ينص على هدم منزل شخص ما، حتى لو ارتكب جريمة وحتى بعد إدانته. لذلك عندما ترسل السلطات جرافة، فإنها تحمل في الأساس رسالة سياسية مفادها: أي شخص يحتج ضدنا سيجد نفسه في مواجهة الجرافة”.
[ad_2]
Source link