لبنان: هل باتت الهجرة الخيار الوحيد للبنانيين رغم المخاطر؟
[ad_1]
أعادت مأساة غرق مركب، كان يحمل على متنه 60 مهاجرا لبنانيا، كانوا في رحلة هجرة غير شرعية، قبالة ساحل مدينة طرابلس، أعادت من جديد فتح النقاش، بشأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها اللبنانيون، والتي جعلت من الهجرة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، مخرجا وحيدا لهم، من الأزمة المعيشية الطاحنة، كي يعيشوا حياة كريمة، ويصنعوا مستقبلا أفضل للأبناء، وفقا لما يقوله كثير من اللبنانيين، الراغبين في مغادرة البلاد.
وكان الجيش اللبناني قد تمكن من إنقاذ 48 شخصا، ممن كانوا على متن المركب الغارق، كما انتشل ثماني جثث غارقة، إحداهن لطفلة خلال عملية البحث، التي باشرها بعد غرق المركب، وفق ما قالته وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر لبنانية، قولها إن المركب غادر شمال لبنان، بشكل غير قانوني بهدف الهجرة، في حين قال الجيش اللبناني، في بيان رسمي، إنه قام بتوقيف أحد المواطنين، للاشتباه بضلوعه في عملية التهريب، مشيرأ إلى أن المركب تعرض للغرق، أثناء محاولة تهريب من كانوا على متنه، بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون – الشمال، نتيجة تسرب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب الزائدة.
من جانبه أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، يوم الإثنين 25 نيسان/إبريل، يوم حداد رسمي على ضحايا المركب. وسوف تُنكس الأعلام المرفوعة، على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، كما سُتعدل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون.
المأساة الأكبر
ولإن كانت مأساة غرق هذا المركب، وسقوط بعض ركابه ضحايا، محزنة فإن ماوراءها يبدو أكثر إيلاما، إذ هي تعكس وفقا لكثير من المراقبين للشأن اللبناني، المأساة الأكبر التي يعيشها اللبنانيون في هذه المرحلة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، يجهد فيها معظم اللبنانيين لتدبير معيشتهم، في ظل نسب تضخم عالية وارتفاعات هائلة في الأسعار، وتضييق على سحب الأموال من المصارف.
ويشير تقرير للبي بي سي من بيروت، إلى أن الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، دفع شرائح كثيرة الى التقشف في طعامها، والتخلي عن اللحم بعد أن زاد سعره بمثابة الأربعة أضعاف عما كان عليه، في وقت يعتقد فيه اللبنانيون، أن ارتفاع الأسعار في بلادهم قد لايعرف سقفا.
ومنذ دخول لبنان في أزمة اقتصادية خانقة عام 2019، تشير الأرقام إلى تزايد في نسبة اللبنانيين، الساعين لمغادرة البلاد بحرا، وبصورة غير قانونية، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1600 شخص، حاولوا المغادرة بحراً العام الماضي، بارتفاع قدره 300 شخص مقارنة مع عامي 2019 و2021.
من جانبها تشير منظمة “اليونيسيف”، التابعة للأمم المتحدة أيضا في تقرير لها، إن 3 من بين كل 10 شبان وشابات في لبنان، توقفوا عن التعليم للبحث عن فرص عمل، فيما يشعر نحو 41 في المائة من الشباب، أن فرصتهم الوحيدة هي البحث عن فرص في الخارج.
ويدفع الحديث عن الظروف القاهرة، التي تضطر اللبنانيين لركوب البحر في رحلة غير شرعية تحفها المخاطر، بعض اللبنانيين لوصف ما يحدث بأنه “تهجير”، وليس هجرة عادية، إذ أن الظروف القاسية هي ما يدفع الناس لخيار الهجرة قسرا.
الموجة الثالثة
وتشير دراسة لمرصد الأزمة، التابع للجامعة الأميركية في بيروت، ضمن ما تصفه بـ”موجة الهجرة الثالثة” إلى أنه سبق للبنان، أن شهد موجتين كبيرتين من الهجرة، الأولى في أواخر القرن التاسع عشر، امتدادًا حتى فترة الحرب العالمية الأولى (1865 – 1916)، حيث يُقدر أن 330 ألف شخص هاجروا من جبل لبنان آنذاك.
أما الموجة الكبيرة الثانية فقد كانت خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 -1990)، وتقدر الدراسة أعداد المهاجرين في تلك الموجة بحوالي 990 ألف شخص.
ويرى كثير من اللبنانيين، ممن عايشوا الحرب الأهلية اللبنانية، خلال سبعينيات القرن الماضي، أنه وبالرغم من أهوال تلك الحرب، فإن الضيق الاقتصادي الذي شهدته البلاد ساعتها، لايقارن با تشهده حاليا، إذ يصف كثير من المختصين ما تشهده البلاد حاليا، بأنه أكبر أزمة مالية واقتصادية ومصرفية، تشهدها عبر تاريخها، وهو ما يرشح أن تكون الموجة الثالثة للهجرة في تاريخ لبنان، أكبر حتى من سابقتيها.
وتشير دراسة مرصد الأزمة، التابع للجامعة الأميركية في بيروت، التي سبقت الإشارة إليها، إلى أنه مما يزيد من خطورة هذه الموجة الثالثة،هو ارتفاع فرص الهجرة لدى الشباب اللبناني، حيث قالت نسبة 77% منهم أنهم يفكرون بالهجرة أو يسعون إليها، وهي نسبة تتعدى أي نسبة مشابهة، ضمن الشباب في المنطقة العربية، حتى في الدول التي شهدت وتشهد صراعات مسلحة مثل العراق وليبيا.
أما العامل الآخر، والذي يزيد من خطورة تلك الموجة وفقا للدراسة، فهو تلك الزيادة الكثيفة، في هجرة المتخصصين والمهنيين، خاصة من العاملين في القطاعات الطبية، كالأطباء والممرضين، وكذلك العاملين في قطاع التعليم العالي والثانوي من مدرسين وأساتذة جامعات.
ورغم ما يعبر عنه كثير من اللبنانيين عادة، من أسى لتركهم بلادهم، التي عاشوا فيها وارتبطوا بها، فإن كثيرا من التقارير، تقول بأن هذا الأسى بدأ يتحول الآن إلى حالة من فرحة الفرار، من وضع معيشي مترد، وفي ظل عدم وجود أمل في تحسن الأوضاع في المدى القريب، في وقت يردد فيه معظم اللبنانيين المغادرين أو الراغبين في المغادة أنه ستكون لهم حتما عودة.
من المسؤول عن كارثة هذا المركب للهجرة غير الشرعية الذي انطلق من لبنان؟
لماذا برأيكم بات كثير من اللبنانيين يرون في الهجرة الخيار الوحيد المتبقي لهم؟
كيف ترون ما تقوله دراسات من أن الموجة الثالثة الحالية للهجرة في تاريخ لبنان ربما تكون أكبر من سابقتيها؟
لماذا بات عدد الشباب اللبناني الراغب في ترك البلاد هو الأكبر ضمن البلدان العربية وفق الدراسات؟
وإذا كنتم في لبنان هل ترون أملا في حدوث تحسن قد يقنع الناس بالبقاء؟
هل تؤدي هجرة المختصين والكفاءات من لبنان إلى تفريغه من رأسماله البشري وزيادة أزمته كما يقول البعض؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 25 نيسان/ إبريل
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link