أخبار عربية

عام 2019: قصص من عالمنا العربي عن الانتحار والتحرش والدين والعنف ضد الأطفال هي أكثر ما شغل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي


قصص وقضايا اجتماعية عديدة كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي خلال عام 2019 تمحورت حول الانتحار والتحرش والدين والعنف ضد الأطفال، فما أبرزها؟

Image caption

الانتحار والتحرش والدين والعنف ضد الأطفال قضايا شغلت العرب في 2019

الانتحار

هل تذكرون قصة الأخوات الثلاثة في السعودية؟

أكثر القصص التي شغلت الرأي العام العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص هي قصة انتحار ثلاث أخوات سعوديات في محافظة وادي الدواسر.

وتضاربت الآراء حول السبب وراء الانتحار، فقد انتشر حينها مقطع صوتي لشخص يروي قصة انتحار الأخوات الثلاث، موضحاً أنهن في العشرينات من عمرهن، وقد دخلت عليهن والدتهن في الفجر لإيقاظهن للصلاة، لتتفاجأ بوجودهن مشنوقات ومفارقات الحياة. وقد أرجح السبب وقتها إلى لعبة الببجي.

وفي المقابل رفض آخرون فرضية أن تكون لعبة الببجي هي السبب وراء حادثة الانتحار، وطالب كثيرون السلطات السعودية بفتح تحقيق للوصول إلى “السبب الحقيقي وراء الانتحار”.

ولكن السلطات السعودية لم تعلق على الجدل الدائر حول الحادثة، ولم يصدر أي بيان رسمي عن حادثة الانتحار للتأكد من صحة الأخبار التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة خلال تلك الفترة.

وفي كل عام، ينهي نحو 800 ألف شخص حياتهم بحسب منظمة الصحة العالمية، هذا فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار.

وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم.

وبحسب المنظمة فإن الانتحار يحدث في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2016.

وشهدت الأشهر الأخيرة من 2019 حوادث انتحار في كل من مصر ولبنان والمغرب، وهو ما جدد النقاش حول أسباب تنامي تلك الحوادث وكيفية تعامل المجتمع معها.

ولعل أبرز هذه الحوادث ما حصل في مصر، حين قرر الطالب المصري نادر محمد جمال أن يضع نهاية لحياته بالقفز من فوق برج القاهرة.

وانتشر مقطع مصور التقطته كاميرات المراقبة في برج القاهرة يُظهر لحظة قفز الشاب، الذي كان يمر بأزمة نفسية حادة، من ارتفاع 187 مترا ما أدى إلى مقتله.

وعلى أثر ذلك، أطلق مدونون ومغردون حملات توعية بمخاطر الاكتئاب وبأهمية الحفاظ على الصحة النفسية في ظل تنامي الضغوط النفسية والاجتماعية.

ومن السعودية ومصر إلى الكويت، حيث أقدم الشاب عايد حمد مدعث من “البدون” في الكويت، على الانتحار شنقًا بحبل داخل غرفة بمدينة سعد العبدالله في محافظة الجهراء.

وتعتبر قضية “البدون” في الكويت من أبرز القضايا التي تتم إثارتها بشكل دائم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بشكل رسمي وشعبي، وسط مطالبات بوضع حل جذري لقضيتهم الشائكة.

التحرش

أصدرت السعودية العام الماضي قانونا يجرم أعمال التحرش في البلاد.

ويفرض القانون عقوبات تصل إلى السجن سنتين وغرامة 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، ضد كل من يرتكب جريمة تحرش.

ورفع القانون العقوبة إلى السجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات، وغرامة لا تزيد عن 300 ألف ريال (80 ألف دولار)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، في حالات محددة.

وعلى الرغم من ذلك، شهدت المملكة العربية السعودية في عام 2019 جرائم تحرش أثارت جدلا، فهل تذكرون أبرزها؟

قضية متحرش القصيبي شغلت الرأي العام السعودي بعد انتشار مقطع فيديو عبر مواقع التواصل يظهر شخصا وهو “يتحرش” بفتيات أثناء قيادتهن السيارة في منطقة القصيبي بمدينة الخبر في السعودية.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها هاشتاغ #متحرش_القصيبي الذي أدانوا من خلاله ما قام به “المتحرش” وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل وتطبيق قانون التحرش الذي سنته السلطات في المملكة.

ونبقى في السعودية التي شهدت في الأيام القليلة الماضية اعتقال 24 متهما “بالتحرش الجنسي بفتيات” في مهرجان موسيقي بالمملكة.

وأشعلت حملة الاعتقالات مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت مقاطع فيديو لفعالياته، وثقت بعض حوادث التحرش، انتقادات واسعة.

وعبر كثيرون عن ثقتهم بالأجهزة الأمنية السعودية وطالبوا بسن تشريعات جديدة لوضع حد لحوادث التحرش بالتزامن مع تخفيف القيود التي كانت تعيق مشاركة النساء في الحياة العامة والفعاليات المتنوعة.

وفي المقابل، أنحى آخرون باللائمة على الفتيات لتبرير فعل التحرش.

الدين

لم تغب القصص المتعلقة بالدين عن الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية.

ومن أبرزها إحراق تلميذات أردنيات لكتاب العلوم الذي اعتبرن أنه “يمس بالدين ويتنافى مع القيم والبيئة الأردنية”.

وانقسم الأردنيون بين مؤيد لمطالب التلميذات، يدعو إلى تنقيح المناهج، وآخر يستنكر احتجاجهن ويصفه بأنه “تحريض من التيار المتشدد”.

ودفع الجدال برابطة علماء الأردن للتدخل، إذ انتقدت في بيان لها التعديلات على مناهج التعليم، محذرة مما وصفته بـ “توغل مؤسسات العولمة الغربية” في المدارس الأردنية.

ومن الأردن إلى الإمارات، وبالتحديد إلى مسجد الشيخ زايد الذي يأمه الشيخ وسيم يوسف، الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول الخليجية بسبب رأيه حول صحة ما جاء في كتاب “صحيح البخاري”.

وأعاد وسيم يوسف التأكيد على رأيه المشكك بصحة ما جاء في كتاب “صحيح البخاري” من خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه في تويتر.

واستشهد وسيم بحديث لعالم الحديث ناصر الدين الألباني، يضعّف فيه بعض ما ورد في كتاب “صحيح البخاري”، قائلا: “إن ما دون كتاب الله، هو من كتابة البشر”، في إشارة إلى إمكانية التشكيك في صحة بعض الأحاديث المنسوبة للنبي محمد.

واستغرب يوسف أن تشكيك الألباني في “البخاري” لم يجد نقدا، فيما دعا البعض إلى تكفيره هو.

وأضاف في تغريدة أخرى: “منح العصمة لأحد دون الأنبياء هو انتقاص للأنبياء، ومعاداة لدين الله سبحانه، يأبى الله الكمال إلا له، والعصمة لمن عصمه الله، فمن منح العصمة لغير الأنبياء فقد تطاول على دين الله وتعدى، فنصر دين الله ليس بالغلو ولا بالتقديس لأحد إلا من أخبرنا الله عنهم ونبينا نهانا عن الغلو به”.

وفور انتشار تصريحات وسيم يوسف توالت ردود الفعل عبر مواقع التواصل، والتي جاءت معارضة ومنتقدة في أغلبها عبر هاشتاغ #البخاري_خط_احمر .

العنف ضد الأطفال

من منا لا يذكر فظاعة صورة الطفلة “جنة” التي لم تتجاوز عامها الخامس وهي مشوهة بكدمات وحروق في كل جسدها.

بدأت القصة عندما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور لجروح وندبات طبعت على جسد الطفلة التي بدت كجثة هامدة على سرير مستشفى بمحافظة الدقهلية في مصر.

وأكد التقرير الطبي الأولي حينها تعرض البنت للضرب وللحرق في أماكن متفرقة.

وأشار التقرير إلى أن “جهاز الطفلة التناسلي شوه بالكامل بعد قيام الجدة بكيها باستخدام آلة حادة بسبب تبولها لا إراديا”.

وقد أصدر النائب العام المصري بيانا أفاد فيه بالأمر “بتحويل الجدة لمحاكمة عاجلة أمام محكمة الجنايات لضربها وتعذيبها لحفيدتيها الطفلتين وإحداثها إصابات بهما أدت إلى وفاة أولاهما”.

كما نفى البيان صحة ما أثير بشأن وقوع اعتداء جنسي على الطفلتين.

وحركت مجموعة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بمحاسبة الجناة، مستخدمة عدة وسوم (#حق_جنا و#حق_جنا_لازم_يرجع و#الإعدام_لخال_و_جدة_الطفله_جنا).

وقد امتلأت تلك الوسوم بحكايات العنف الممارس على الأطفال داخل الأسرة، بحجة تأديبهم.

وبحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، فإن التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى مليار طفل في المرحلة العمرية 2-17 عاماً تعرّضوا لعنف بدني أو جنسي أو وجداني أو عانوا من الإهمال في عام 2018.

ومن مصر إلى السعودية التي شهدت تعنيف أب لابنته أمام مدرستها، قبل دخولها إلى السيارة.

وتفاعلت هيئة حقوق الإنسان السعودية مع مقطع الفيديو المنتشر وأشارت في تغريدة إلى أنها “باشرت باتخاذ الإجراءات النظامية مع الجهات المختصة، والعمل على تنفيذ ما تضمنته الأنظمة ذات العلاقة ومن أبرزها نظام الحماية من الإيذاء ونظام حماية الطفل”.

وألقى المغردون الضوء على كثرة حوادث التعنيف التي تحصل في السعودية وطالبوا السلطات بالعمل على اتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة.

وأخيرا إلى الأردن وقصة الطفلة نيبال التي وجدت جثتها في قبو إحدى المباني في منطقة جبل الأميرة رحمة بمحافظة الزرقاء.

وقادت تحقيقات مديرية الأمن العام الأردنية إلى الاشتباه بحدث من مواليد عام 2002، من سكان ذات العمارة التي عُثر فيها على جثة الطفلة.

وقال الأمن العام إنه، وبعد إلقاء القبض على الحدث والتحقيق معه بحضور ولي أمره، أفاد أن الطفلة حضرت مع والدتها إلى منزل ذويه، وبعدها خرجت إلى ملجأ العمارة التي يسكن بها، وأنه لحق بها بنية الاعتداء عليها جنسيا.

وبحسب اعتراف المتهم، فإن الطفلة صرخت، وهو ما دفعه لضربها بأداة حادة كانت في المكان على رأسها عدة مرات، ثم وضع قطعا من الخردة فوق جثتها.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى