جسر التغيير … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
إيسايكو: جسر التغيير … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
التغيير سُنة كونية منذ خلق الله الكون، فلا شيء ثابت، فمن منا لا يرغب في التغيير الإيجابي في حياته، ومن منا لم يسعى للتغيير في مرحلة من مراحل عمره، راسماً على احلامه وامنياته طريقه في الحياة، موجدا برغبته الأكيدة في التغيير دربا يشقفيه مساره، لكن الكثير يفشل في ذلك، مما يجعله يظن انه إذا غير بيئته ستتغير اهدافه وستتحقق احلامه وامنياته، بدون ان يبدي اي تغيير من داخل افكاره!!
في هذه الحالة سيكون مصير درب التغيير ما أوضحه العالم سيغموند فرويد” يعتقد الناس انهم سيكونون سعداء إذا ذهبوا للعيش في مكان آخر،لكن الامور لا تجري بهذه الطريقة، لان اينما ذهبت فستصطحب نفسك معك“
فالتغيير الحقيقي يبدا من ذات الانسان من ذلك المعتقد الراسخ المسمى فكرة في داخل عقله الصغير، لتترجم هذه الفكرة نمطها في سلوكه مع دافع يحفز رغبته في التغيير وفق معتقد تلك الفكرة، حينها ستثمر تلك الفكرة بقيادة التغيير القائم في الاساس على عادات مُتبناه من قبل الشخص واولويات موضوعه لديه وتجاوز عقبات جسر تغييره.
فالتغيير نحو الافضل هو هدف منشود من الكل، لكن ذلك لا يتم بوصفة سحرية، او خلطة عشبية، بل هو طريق طويل واسع مزدحم بالتحديات، حيث تعمل تلك التحديات على ان تدفعك نحو الامام او تركلكب اتجاه الخلف، لذا لا يقطع طريق التغيير الا من صمم بارادة قوية على المضي قدما لمستقبل أفضل، فالماضي شكل حاضر المرء وحاضره سيشكل مستقبله، من هنا أتت طريقة التغيير المعتمدة على الحاضر حيث ذكر ذلك أحد الفلاسفة اليونانيين القدماء “إن سر التغيير يكمن بتركيز جُل طاقتك على بناء الجديد بدلاً من محاربة القديم” سقراط
أيضا من هذا المنطلق جاءت الفكرة لدي لأصمم معادلة لتغيير الايجابي معتمدة على الفترة الحالية للإنسان، حيث شكلتها بهذه الصيغة:
هدف واقعي مُختار+ وقت يومي لهذا الهدف الواقعي+ جهد مبذول يومي لهذا الهدف الواقعي = تغيير إيجابي
فاذا انتقى المرء اهدافه بما يتناسب مع إمكانياته ومهاراته الشخصية مع تخصيص زمن يومي لهذه الاهداف، استطاع ان يتغير تغيير ايجابي في حياته، فلا بد ان تكون عادات المرء اليوميه ايجابيه لانها هي سره الصغير في ايقاد شعلة التغيير، فتشكيل الحاضر سيتم تحت سيطرتك، ففي مقدرتك ان تجعل حاضرك حقلا اخضر مُنتج، او ان تجعله ارض مجدبة.
احداهن تخبر قصتها: قبل خمسة عشر عام انا شخص عادي، الا انني اعشق الالوان والازهار، واليوم انا خبيرة يُشار لها بالبنان في تقديم الاستشارات لكثير من الفتيات في مجال الازياء والموضة والاناقة، لقد لحقت شغفي بالألوان، بنيت من ساعات يومي عادة اطلع واقراء في مجالي سرت في نهجي وجسر طريقي حتى غدوت شخصية ملهمة لكثير من بنات جيلي، فكان هذا سر التغيير في حياتي.
الان فرصتك لتعبر جسر التغيير الايجابي، فهنا حاضرك، كل ما عليك ان تعمل على هذه اللحظة وتتبناها مبتعدا عن السكون والثبات مهرول نحو تغييرك الايجابي لتكون عابر مع العابرون في الحياة الذين قادوا حاضرهم وصنعوا مستقبلهم.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي