عمران خان: محطات في مسيرة نجم الكريكت من رئاسة وزراء باكستان إلى سحب الثقة من حكومته
[ad_1]
في تطور جديد في باكستان، أطاح البرلمان الباكستاني برئيس الوزراء عمران خان من السلطة من خلال التصويت على حجب الثقة عن حكومته.
وأجري التصويت بعد منتصف الليل بناء على طلب من جانب أحزاب المعارضة دعمته المحكمة العليا.
وقال خان إنه لن يعترف بحكومة معارضة، محذرا من وجود مؤامرة بقيادة الولايات المتحدة لإزاحته، دون أن يقدم دليلا على ذلك.
ومن المنتظر أن يعين البرلمان رئيسا جديدا للوزراء يوم الاثنين، ليظل في السلطة حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث من المقرر إجراء الانتخابات المقبلة.
وأصبح خان أول رئيس وزراء باكستاني يُطاح به من خلال تصويت لحجب الثقة عنه في البرلمان.
وقد جاءت تلك التطورات بعد قرار المحكمة العليا في باكستان عدم دستورية منع إجراء تصويت برلماني على الثقة في حكومته كان أعضاء من الحزب الحاكم يسعون إلى إجرائه.
وكان حزب حركة الإنصاف الباكستانية، الذي ينتمي إليه خان، قد منع تصويتا يوم الأحد الماضي على حجب الثقة، والذي كان يتوقع كثيرون أن تأتي نتائجه ضد مصلحة رئيس الوزراء.
فمن هو عمران خان؟
عمران خان نجم كريكيت دولي سابق انتخب رئيسا لوزراء باكستان في 2018 بعد أن تعهد بمكافحة الفساد وإصلاح الاقتصاد.
لكن تلك التعهدات لم يتم الوفاء بها، وعانت ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم من أزمة مالية.
وقد أدت سلسلة من الانشقاقات في أواخر مارس/آذار الماضي إلى حرمانه من الأغلبية البرلمانية، ولم يفلت من اقتراح المعارضة لحجب الثقة عنه.
وتقول التقارير إنه لم يحظ بقبول لدى المؤسسة العسكرية القوية، ويُعد الجيش لاعبا مهما وراء الكواليس في باكستان التي تمتلك سلاحا نوويا.
بالعودة إلى عام 2018، كان خان قد رسم رؤية لـ “باكستان الجديدة” عندما وصل إلى السلطة.
فقد تحدث نجم الكريكت السابق، الذي يصنف نفسه الآن على أنه مصلح تقي لمكافحة الفقر، عن حلمه في بناء “دولة الرفاهية الإسلامية” حيث يتم تقاسم الثروة. وقدم وعودا طموحة شملت إصلاح النظام الضريبي في البلاد ومكافحة البيروقراطية.
وبدلا من ذلك، ارتفع التضخم وانخفضت قيمة العملة الباكستانية “الروبية” وأصبحت البلاد مشلولة بسبب الديون، مما أثار الغضب والانتقاد بأن خان قد أساء التعامل مع الاقتصاد.
وكان خان قد تعهد بعدم السعي للحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي (آي إم إف)، لكن انتهى به الأمر إلى التفاوض على خطة إنقاذ بقيمة 6 مليارات دولار لمعالجة أزمة ميزان المدفوعات.
ويعد عمران خان، البالغ من العمر 69 عاما، منذ فترة طويلة أحد أشهر الوجوه الباكستانية على المستوى الدولي، وقد كافح لسنوات لتحويل الدعم الشعبي إلى مكاسب انتخابية.
وكان قد أطلق حزب حركة الإنصاف الباكستانية (بي تي آي) في عام 1996، لكن لم يظهر ذلك الحزب حتى الانتخابات العامة لعام 2013 باعتباره لاعبا مهما على المستوى الوطني.
وبعد 5 سنوات، دفعته انتخابات ملحمية إلى السلطة.
فقد حقق حزب حركة الإنصاف الباكستانية مكاسب هائلة في معقل رئيس الوزراء السابق نواز شريف، مقاطعة البنجاب، والتي تضم أكثر من نصف مقاعد الجمعية الوطنية المنتخبة مباشرة، والبالغ عددها 272 مقعدا.
وكان يُنظر إلى خان على أنه مرشح “التغيير”، وكان تعهده بإقامة طبقة جديدة كاملة من السياسيين نظيفي اليد متناغما مع الناخبين الذين خاب أملهم في النظام السياسي القديم.
لكن كان يُنظر إليه أيضا على نطاق واسع على أنه المرشح المفضل للجيش الذي، على الرغم من نفي الجانبين، اتُهم بالتدخل لقلب الرأي ضد منافسيه.
ويقول العديد من المراقبين الآن إن مشكلته الأكبر هي أنه فقد دعم الجنرالات الذين هيمنوا على باكستان منذ الاستقلال عام 1947.
فقد وجد القادة المدنيون الذين سعوا إلى معالجة بعض المشاكل الجذرية في باكستان أنفسهم في مسار تصادمي مع المؤسسة العسكرية في الماضي. ولم يشهد أي رئيس وزراء على الإطلاق فترة ولاية كاملة مدتها 5 سنوات في تاريخ البلاد.
وشهدت باكستان انقلابات عسكرية وعمليات إطاحة بقادة منتخبين ديمقراطيا على نحو ترك البلاد تحت حكم الجيش بشكل مباشر مدة 33 سنة من إجمالي 75 منذ الحصول على الاستقلال.
غير أن قيادة الجيش الحالية في باكستان تقول إنها ليست طرفا في التطورات السياسية الراهنة التي تعصف بالبلاد.
كما وجد عمران خان زعيم حزب حركة الإنصاف الباكستانية نفسه يفتقر إلى الأصدقاء السياسيين. وقد اتُهم بتهميش خصومه حيث سُجن العديد منهم بتهم فساد خلال فترة ولايته، واتحد أعداؤه للإطاحة به من السلطة.
من شاب لعوب إلى مصلح تقي
ولد عمران خان عام 1952 لأب مهندس مدني، وترعرع هو وشقيقاته الأربع في لاهور حيث تلقى تعليمه قبل أن يدرس في جامعة أكسفورد.
وقد ظهرت موهبته في لعبة الكريكت خلال تلك السنوات، وأدت إلى مسيرة دولية لامعة امتدت لعقدين من الزمن، وبلغت ذروتها بالفوز بكأس العالم عام 1992.
وفي شبابه، باتت سمعته أن شاب مستهتر في حلبات نوادي الليل في العاصمة البريطانية لندن، على الرغم من أنه ينفي أنه شرب الكحول على الإطلاق.
وبعد أن قاد باكستان للفوز بكأس العالم في الكريكت في عام 1992 تقاعد من اللعبة واتجه إلى جمع تبرعات بملايين الدولارات لتمويل مستشفى للسرطان تخليدا لذكرى والدته.
وقد أدى هذا الانغماس في العمل الخيري إلى دخوله عالم السياسة، وتخلص من صورته كشاب مشهور لعوب.
ولقد جعله مظهره الشاب وحياته الخاصة مفضلا لوسائل الإعلام العالمية لعقود.
وفي عام 1995، عندما كان يبلغ من العمر 43 عاما، تزوج من جيميما غولدسميث، الوريثة البريطانية البالغة من العمر 21 عاما حينئذ، وهي ابنة السير جيمس غولدسميث أحد أغنى رجال العالم في ذلك الوقت. وقد أثمر الزواج ولدين ولكن تم الطلاق في عام 2004.
وكان زواج عمران خان الثاني في عام 2015 من الصحفية ريهام خان، وهو الزواج الذي استمر أقل من عام.
وتزعم مذيعة الأرصاد الجوية السابقة في بي بي سي أنها تعرضت للترويع من قبل مؤيديه، وكتبت مذكرات تحكي فيها كل شيء.
وتزوج خان مرة أخرى بعيدا عن الأضواء في عام 2018. وقد وُصفت زوجته الثالثة بشرى واتو، وهي أم لخمسة أبناء، بأنها مستشارة روحية له، ويقول المراقبون إن هذه الزوجة تتماشى بشكل جيد مع صورته العامة التي تتعلق بالتزامه الديني.
ويؤيد عمران خان، كسياسي، الليبرالية علنا، لكنه في الوقت نفسه يميل إلى القيم الإسلامية والمشاعر المعادية للغرب.
وقد شهد عهده ارتفاعا ملحوظا في التشدد الإسلامي في باكستان، وعزز المتطرفون الدينيون مواقعهم هناك.
وقد تعرض خان لانتقادات باعتباره متعاطفا مع طالبان، ووصفه المعارضون بأنه “طالبان خان”.
وواجه احتجاجات في عام 2020 بعد أن وصف خان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بالشهيد.
وكانت باكستان، وهي حليف قديم للغرب، في عهده مترددة في “الحرب على الإرهاب”، كما واصلت تعزيز العلاقات مع الصين تحت قيادته، وقد امتنعت مؤخرا عن التصويت في الأمم المتحدة على الغزو الروسي لأوكرانيا.
و لم تتحسن خلال فترة ولايته علاقات باكستان المتوترة مع جارتها الهند، منافستها التاريخية.
ومع ذلك، يمكن لخان أن يشير إلى بعض النجاحات.
فسجل باكستان فيما يتعلق بمكافحة وباء كورونا كان الأفضل في جنوب آسيا، وحقق برنامج التخفيف من حدة الفقر تقدما.
وربما يكون تقديم الرعاية الصحية الشاملة في مقاطعتين هو أبرز إنجازاته، ويمكن أن يساعده ذلك في الانتخابات المقرر إجراؤها بحلول أواخر عام 2023، ولكن يمكن الدعوة إلى إجرائها قبل ذلك.
شهباز شريف
قال حزب الرابطة الإسلامية إن زعيم الحزب السياسي المعارض شهباز شريف قدم أوراق ترشحه لمنصب رئيس الوزراء الباكستاني إلى المجلس التشريعي الأحد، بعد أن خسر عمران خان تصويتا بحجب الثقة في البرلمان بعد قرابة 4 سنوات في السلطة. بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وقاد الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، البالغ من العمر70 عاما، محاولة المعارضة في البرلمان للإطاحة بنجم الكريكت السابق خان، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحل محله بعد تصويت الاثنين.
وقال شهباز شريف إن رحيل خان يمثل فرصة لبداية جديدة.
وأضاف قائلا أمام البرلمان الأحد: “بدأ فجر جديد، هذا التحالف سيعيد بناء باكستان”.
كان شهباز شريف لسنوات رئيسا لوزراء إقليم البنجاب وله سمعة كمسؤول فاعل.
وستكون مهامه الأولى هي إصلاح العلاقات مع المؤسسة العسكرية القوية، وكذلك الولايات المتحدة الحليفة، ودعم الاقتصاد المتعثر.
وكان الجيش قد نظر إلى خان وأجندته المحافظة بشكل إيجابي عندما فاز في الانتخابات في 2018، لكن هذا الدعم تضاءل بعد خلاف حول تعيين رئيس المخابرات العسكرية النافذ، والمشاكل الاقتصادية التي أدت إلى أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ عقود هذا الأسبوع.
وكان خان قد أثار عداء الولايات المتحدة طوال فترة ولايته حيث رحب باستيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان العام الماضي، واتهم الولايات المتحدة مؤخرا بالوقوف وراء محاولة الإطاحة به، وهو الأمر الذي نفته واشنطن.
[ad_2]
Source link