اضطراب التصرف عند الأبناء … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
إيسايكو: اضطراب التصرف عند الأبناء … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
هناك اضطرابات ترتبط بالأبناء مثل اضطراب التصرف Conduct disorder الذي يكون عبارة عن مجموعة مركبة من انحرافات عاطفية وسلوكية يمارسها الطفل او المراهق على حقوق غيره الشخصية والمادية، نتيجة صعوبات في تتبعه لتعليمات السلوك المقبول عند الاسرة والمجتمع.
يصاحب هذا الاضطراب عند الابناء اضطراب ناشئ عنه هو اضطراب السلوك المشوش Disruptive behavior حيث تكون تصرفاته مشوشه للأسرة والمدرسة والبيئة من حوله، يحدث هذا الاضطراب في مرحلتين هما:
⁃ مرحلة السلوك العنادي المعارض في عمر 6 سنوات
⁃ مرحلة اضطراب التصرف بعد 7 سنوات الى سن الرشد
العلاج يكون: توجيهي وعناية من قبل الاسرة لسلوكياتهم، لان الاسباب خلف هذه السلوكيات نابعة من الظروف البيئية مثل اسلوب حياة الاسرة، الاهمال لهم ولاحتياجاتهم اليومية.
هل كل سلوك خاطئ يصنف انه مصاب باضطراب التصرف؟
لا طبعا، لان اضطراب التصرف له مظاهر سلوكية تظهر في التالي:
1_ الاعتداء على الاقران والغير والحيوانات من خلال المشاكسة والتهديد، البدء بالصدمات الجسمية لهم، استخدام الادوات والاسلحة المؤذية لسلامة الاخرين، التعامل بعنف مع الاخر سواء كان انسان او حيوان، اجبار الاخرين على ممارسة افعال لا يطيقونها.
2 _ تدمير الممتلكات مثل اشعال النيران فيها تعمدا لتخريبها
3_ الكذب والخداع والسرقة يكون هنا سلوكهم في السطو على المنازل، المحلات والبنوك، كذلك استخدام الانترنت في عمليات السطو الرقمية على المؤسسات ومراكز المعلومات، ايضا يصاحب هذه الافعال الكذب والمخادعة للتخلص من مسؤوليات افعالهم.
4_ عدم اتباع الاعراف والقوانين: من الاعراف الاسرية التي يعمد الأبناء لاختراقها هي البقاء خارج المنزل لأوقات متأخرة رغم معارضة الاهل ذلك، الهروب من المنزل والمدرسة.
هذا الاضطراب عند الابناء لم ينشأ بين يوم وليله بل له اسبابه التي اظهرته على المجتمع، من اهم اسبابه هي:
⁃ تناقض الاسرة في تطبيق قواعد ضبط السلوك والتوجيه
⁃ الاسلوب الخاطئ الذي اعتمده الاهل في معاقبة الابناء كالقسوة والتزمت على كل خطأ يرتكبونه بقصد او بدون قصد
⁃ ضعف الاشراف والتوجيه من قبل الاهل على حياة ابنائهم اليومية
⁃ التغيرات المستمرة للمسؤولين في الاسرة ينتج عنها غياب الرؤية ووضوحها وتداخل المسؤوليات
⁃ الفقر عامل في هذا الاضطراب
⁃ الاهمال من قبل الاهل للأبناء
⁃ مجموعة الرفاق الجانحة التي ينضم اليها الابن
⁃ التعرض لصدمات مباشرة في حياتهم كفقد أحد الابوين
من مما سبق يظهر اهمية دور الاسرة في حياة ابنائهم حيث يعد الدور الاسري هو العامل الاساسي في تربية الابناء وتكوين شخصياتهم بعيدا عن هذا الاضطراب، كذلك على الاهل العمل على ضبط قواعدها واعرافها الاسرية لتضبط سلوكيات ابنائها سواء كان دورهم التوجيهي او دورهم الاشرافي او دورهم الابوي مهتمين بنشاطات ابنائهم اليومية، غير متحججين بعدم التفرغ والانشغال بالعمل بعيدا عن ابنائهم راكنين مسؤوليتهم الابوية على الجد والجدة، المربية والخادمة، امام الاهل طريق طويل يحتاج صبر في تربية الابناء والانتباه لأولى المؤشرات الدالة على هذا الاضطراب متوجهين اذا لزم الامر للمساعدة من الجهات المختصة في العلاج السلوكي والنفسي لتقوم هذه المراكز بالتعاون مع الاهل على اعادة تقويم سلوك الابناء دامجتهم في برامج يتغلبون فيها على الصعوبات لديهم كصعوبات التعلم، مكسبتهم مهارات جديدة ايجابية ينتظم فيها سلوكهم، حتى لو تطلب الامر اخذ جلسات علاج دوائي في بعض حالات عدم الانتباه ، الاكتئاب والتهور السلوكي، فمن خلال العملية العلاجية السليمة يتحول اصحاب هذا الاضطراب الى افراد لهم قيمتهم في بيئاتهم.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي
المراجع
د.محمد زياد حمدان. (2015). اضطرابات نفسية وسلوكية للأبناء,علاجها والتوجيه الاسري الوقائي لها. دمشق، سوريا: دار التربية الحديثة.