الخط العربي: أين هم الخطاطون في زمن التكنولوجيا؟
[ad_1]
- عبد البصير حسن
- بي بي سي نيوز عربي – القاهرة
بالتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للغة العربية، هذه السنة، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة اليونسكو الخطَ العربي في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي وذلك بعدما تقدمت 16 دولة عربية، من بينها السعودية والجزائر ومصر والأردن، بطلب لهذا الغرض.
وتهدف هذه القائمة إلى زيادة الوعي بالتراث غير المادي وضمان الاعتراف بتقاليد المجتمعات ودرايتها التي تعكس تنوّعها الثقافي، وفق موقع اليونسكو.
وعرفت اليونسكو الخط العربي بأنه “ممارسة فنية لكتابة النصوص العربية باليد بطريقة سلسة لتبرز التناسق وأناقة الحركة والجمال”.
تأثر الخط العربي بالتكنولوجيا الحديثة
وتقليديا، كانت المواد الطبيعية تستخدم في صنع المواد الخام الخاصة بكتابة الخط العربي. فمثلا كان يصنع القلم من القصب وعيدان الخيرزان، بينما كان يستخدم خليط من العسل والسخام الأسود والزعفران في صناعة الحبر.
ويقول متخصصون إن نسخ الخط العربي يدويا كان الوسيلة الوحيدة التي حافظت على هذا التراث الثقافي طيلة القرون الماضية، وكانت مهنة الخطاط تجتذب عددا كبيرا من الناس.
لكن يرى عبدالله عبدالستار وهو معلم للخط العربي بمدرسة للخط في محافظة الدقهلية بدلتا مصر إن عدد الخطاطين تضاءل إلى حد كبير بعد ظهور أدوات الكتابة والنسخ والطبع الحديثة.
ويضيف أن تلك التقنيات لم تؤثر فقط على الخط العربي كحرفة ولكن أثرت كذلك على فن الزخرفة بالخط العربي بسبب وجود “القوالب الزخرفية سابقة التجهيز والتي تتسم بكثافة الإنتاج”.
فمع تطور التكنولوجيا، أصبح الاعتماد أكثر على طلاء صناعي لرش الخط على الجدران والافتات، بحسب منظمة اليونسكو.
تعدد المدارس والخطوط
وتعددت مدارس كتابة الخط العربي في المنطقة العربية وفي المناطق التي تكتب لغتها بالأبجدية العربية كالفارسية والأوردو. وهناك عدة أساليب لكتابة الخط العربي، منها الكوفي والرقعة وخط النسخ والثلث والفارسي والإجازة أو التوقيع والديواني والطغراء والريحاني وغيرها.
وطبقا لليونسكو توفر سلاسة الخط العربي “احتمالات لا محدودة، حتى من خلال كلمة واحدة، يمكن للحروف أن تتمدد وتتحول لتصنع أشكالا مختلفة”.
ارتبط الخط العربي بالتراث الإسلامي، فصار يزين واجهات دور المساجد والأضرحة وغيرها من تصاميم العمارة الإسلامية في أنحاء العالم.
وتتزين كسوة الكعبة المشرفة التي يتم تغييرها كل عام بآيات من القرآن الكريم المنسوجة من خيوط ذهبية مميزة يقوم عليها مركز متخصص يضم مجموعة من مصممي الزخارف وخطاطي الخط العربي.
“خطوة هامة”
وفي تصريح لبي بي سي، وصف رسول صمدوف، مسؤول البرنامج الثقافي باليونسكو، هذه الخطوة بالمهمة ليس فقط بالنسبة للخط العربي ولكن للتراث الثقافي في المنطقة بشكل عام.
وأضاف، “ضم الخط العربي من شأنه أن يفتح مزيدا من النقاشات بين الدول العربية التي يستخدم فيها هذا الخط وأخرى بالمنطقة للحفاظ على الثقافات غير المادية التي تتشاركها وصيانتها”.
وبجانب الخط العربي، نجحت مصر في السابق في إدراج فنون تراثية مثل السيرة الهلالية والتحطيب والأراجوز والنسيج اليدوي بالصعيد إلى القائمة نفسها باليونسكو.
الحفاظ على الخط العربي
ودشنت في العديد من البلدان العربية والإسلامية وغيرها جمعيات ومدارس للحفاظ على فن كتابة ونسخ الخط العربي اليدوي وصيانته وتوريثه للأجيال المتعاقبة. ويقبل على تلك المدارس عرب وأجانب لتعلم فنون الخط العربي وزخارفه.
وفي تصريح صحفي، علقت وزيرة الثقافة المصرية على إدراج الخط العربي ضمن التراث غير المادي لليونسكو قائلة إنه “يعد إنجازا جديدا في مجال صون الهوية، باعتبار الخط من أهم مفردات الحضارة العربية وأحد الوسائل الفاعلة في التعريف بها، مما يسهم في الحوار بين الثقافات العالمية ويدعم جهود إلقاء الضوء على تاريخها”.
وتمنى عبدالستار أن تعيد الحكومات والهيئات المعنية باللغة العربية ما وصفه بالهيبة للخط العربي، بإعادته كمادة دراسية أساسية في المدارس في المراحل المختلفة، قائلا إن “هناك نسبة كبيرة حاليا من الدارسين في المراحل المختلفة ولا يجيدون الكتابة بالخط العربي وربما يخطؤون في أمور إملائية بسيطة ناهيك عن رداءة أسلوب الكتابة ذاتها”.
[ad_2]
Source link