أخبار عاجلةمقالات

ربّ محمّد و ربّ إبراهيم … بقلم الأستاذ بدر العدواني

إيسايكو: ربّ محمّد و ربّ إبراهيم … بقلم الأستاذ بدر العدواني

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنِّي لأعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضيةً، وإذا كنتِ عليَّ غَضْبَى».
قالت: فقلتُ: مِن أين تَعْرف ذلك؟
فقال: «أمَّا إذا كنتِ عني راضيةً، فإنكِ تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنتِ علي غَضبى، قلتِ: لا وربِّ إبراهيم».
قالت: قلتُ: أجل والله يا رسول الله، ما أهْجُرُ إلَّا اسمَك.

لي في هذا الحديث ثلاث وقفات:

الوقفة الأولى: أن الحياة الزوجية والأسرية لا تخلو من المنغّصات والمشكلات فهي حتى في بيت النبوية موجودة ويجب علينا قبول هذه الحياه بما تحويه من تجاذب وتباعد.

الوقفة الثانية: يجب على الزوجين أن يحرصا على فهم بعضهم وتدارك المشكلات قبل أن تتفاقم، ففهم الشريك من كلامه وحركاته له دور كبير في حسن التعامل مع المشكلات وحسن حلها.

الوقفة الثالثة: أعتقد أنه يجب تأسيس نظام تواصل مُشَفّر بين الزوجين لإعطاء إشارة ذكية للشريك بالتقدم لردم الجفوة بينهما، فكثير من الأحيان يكون في البداية الغضب شديد بين الزوجين ثم يدخلان في مرحلة صمت بينهما والمشكلة عندما يصلان لمرحلة الطلاق العاطفي بسبب أن كل واحد منهما ينتظر الآخر ليبادر باعتذار أو على الأقل إشارة لرغبة الصلح ولكن كل منهما حائر كيف يبدأ.
فهذه أمنا عائشة فهمها رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما يزول عنها الغضب تبادر بالحلف بربّ محمد ليعلم نبينا أنها زال عنها الغضب.

ومن هنا أنصح الأزواج بتوظيف رسول للمحبة بينهما يختاره كلّ شخص منهما كتطبيق لنظرية التعلم الشرطي.
فلو عوّد كلّ طرف من الزوجين شريكه على كلمة معينة أو سلوك أو لبس معيّن أو عطر يستخدمه في أفضل حالاته الوجدانية بحيث يكون هذا العطر أو السلوك داعياً لاستحضار المودة بينهما أغنى ذلك عن تكبّد عناء البحث عن طريقة لطلب الصلح.

ختاما ًيقول الأمير عبدالرحمن بن مساعد:

سيّد جروحي شمس عمري وظلّي …
البعد طوّل والخطأ منك واضح
إذا غرورك يمنعك تعتذر لي …
تعال جنبي وابتسم لي وأسامح

بدر سالم العدواني
منصة X:
‏@baderalonaze

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى