أخبار عاجلةمقالات

الشخصية الهستيرية … بقلم الدكتور مرزوق العنزي

إيسايكو: الشخصية الهستيرية … بقلم الدكتور مرزوق العنزي

يمتاز كبار السن بالحكمة في إدارة شؤون الحياة والحنكة في معالجة المشكلات واستشراف النتائج إلى جانب التمييز بين الأفراد بالفراسة، وتوقّع سلوكهم وردود أفعالهم، وقد جاءت نظريات علم النفس لتؤكد ذلك من خلال علم الفراسة كإحدى نظريات علم النفس لوصف شخصية الإنسان.

وقد كشفت بعض الدراسات العلمية عن سلامة بعض الرجال من اضطراب الشخصية الهستيرية بسبب تبنيهم لبعض المبادئ والقيم التي تساعدهم على تجنب هذا الاضطراب، كما كشفت عن بعض ضحايا هذا الاضطراب من النساء بسبب حب الظهور، والتميز، وجذب اهتمام الآخرين من خلال الأزياء والتصرفات والكلمات، والمبالغة بردود الأفعال والإحساس الدائم بظلم الآخرين لها.

ويفترض أن تجتمع بشباب اليوم تلك الخبرة التي ورثوها عن آبائهم والعلم الذي اكتسبوه من دراستهم، فتكتمل فيهم تلك الخصائص الفريدة، وإتقان علم الفراسة، وبالتالي قدرتهم على التمييز بين الأفراد لتوطيد العلاقات المتّزنة مع الشخصيات الإيجابية وكذلك تجنب الشخصيات السلبية.

في وقت نرى فيه نسبة كبيرة من الشباب قد فقدوا حياتهم، كما نرى البعض منهم قابع في السجون، والبعض منهم يعيث في المجتمع فسادا، والجانح منهم يوشك أن يقع بالجريمة! وجميع ذلك بسبب علاقات السوء وعدم قدرة الأفراد على التنبؤ بحقيقة بعض الشخصيات اللي تسترت خلف ستار الفضيلة.

ومن هنا وجب التنويه عن بعض سمات الشخصية الهستيرية التي يعرف صاحبها في حال ارتفاع حدتها بتقلب المزاج بشكل سريع والأنانية وحب النفس! واستعراض النفس أمام الآخرين بسبب الشعور بالنقص، وكذلك البخل الشديد! والغضب السريع لأتفه الأسباب، واعتياده الطلب من الآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية! علما بأن بعض أصحاب الشخصية الهستيرية يعدون من أصحاب الملاءة المالية نتيجة للبخل والجشع وحبّ جمع المال بطرق غير مشروعة! وميولهم للسلوك المستهجن، كما أنهم لا يهتمون بالآخرين ولا يستشعرون معاناتهم، ولا يبادرون بمد يدّ العون لهم، ويمتازون بالتهرب من الآخرين عند الحاجة! ممّا شكّل لديهم صعوبة في المحافظة على علاقاتهم الشخصية!

ويتمثل صاحب الشخصية الهستيرية بشكل دائم بالحساسية من أقوال وأفعال الآخرين وفي المقابل فهو لا يهتم بشعور الآخرين! كما يدعم تحركاته السلبية بإظهار الحب والعاطفة ولفت انتباه الآخرين والمبالغة في إظهار الاهتمام بهم لمداراة سلبياته وبالتالي يسلم من انتقادهم له، وأحيانا يوجه الآخرين نحو ذكر إيجابياته بشكل جيد ليحصل على اهتمامهم الزائد ومآزرتهم له عاطفيا لتجاوز مشكلاته والتغاضي عن سلبياته، وعدم مطالبتهم له بمعالجتها، كما أنه يسعى إلى التقرب من الآخرين وتوطيد علاقاته بهم من خلال تلك الأساليب غير السويّة.

الدكتور مرزوق العنزي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى