طفلي صُنِّف باضطراب فرط الحركة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
إيسايكو: طفلي صُنف باضطراب فرط الحركة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
يأتي الكثير من الاباء والامهات للعيادات النفسية بحثاً عن حل لمشكلات اطفالهم التي لا تنتهي مع اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة(ADHD)، حيث تكون شكواهم ابني صُنف مضطرب بالحركة وعنده تشتت في الانتباه وهو
⁃ يتكلم بلا انقطاع
⁃ يتلفظ بتعليقات غير ملائمة
⁃ يتصرف بتهور ولا مبالاة
⁃ مجازف ولا يحتسب للمخاطر ولا يفكر في عواقب الامور
⁃ لا يستوعب التوجيه منا واستنفذت كل حيلي
⁃ اضربه ويعاند ويستمر في السلوك السيء
كل تلك كانت شكاوى الاهالي من اطفالهم المصابين بتشتت او قصور الانتباه وفرط الحركة، وفي العادة تظهر تلك الاعراض للاضطراب قبل سن الخمس سنوات للطفل، وهو من الاضطرابات التي تستمر مدى الحياة غير ان المصابين فيه من البالغين يتكون لديهم وعي كامل ونضج متنامي بهذا الاضطراب مما يجعلهم يطورون استراتيجيات فعالة للسيطرة على سلوكهم، فكلما أبكر بالتشخيص والعلاج كلما خففت المعاناة لدى المصابون به.
فالعلاج لهذا الاضطراب يحدد على حسب الحالة ودرجتها لكن في الغالب هو علاج نفسي طبي دوائي، وعلاج سلوكي معرفي على شكل جلسات مع مختصين في هذا الشأن، فكل اضطراب وكل مشكلة لها الكثير من الحلول لكن تحتاج وعي من قبل الاهالي وصبر وتحمل المسؤولية لينجح البرنامج العلاجي لأطفالهم، فالعلاج مبني على التعاون من الكل وليس الحالة فقط والمختص بل كلما ساهمت الاسرة في توفير بيئة سليمة للطفل كلما نجح الطفل في تخطي عقبات الاضطراب وعثراته.
فقبل العلاج على الاهالي ان تتفهم نفسيات الاطفال المصابين باضطراب(ADHD)، في الغالب يكون شعورهم يحمل ثلاثة اوجه هي الاثارة الزائدة المسببة لأغلب مشاكلهم، احساس يحمل صفة غير مرحب فيه وهذا يغيب عن الاهالي والمحيطين بالطفل، كذلك يكون لديهم تدني في تقدير الذات، فالعلاج السلوكي المعرفي راعى جوانبهم تلك بداً من عدد الجلسات الممتدة لفتره من ثلاثة أشهر فأكثر ومجمل الجلسات من ثلاثين جلسة فأكثر ومدة كل جلسة ساعة كاملة، يتخلل هذه الساعة العديد من الانشطة التي تعالج سلوك الطفل.
فتقوم استراتيجية العلاج السلوكي المعرفي على:
⁃ تفريغ طاقة الطفل من خلال انشطة اما رياضية مثل السباحة والجري او العاب القوى، مبتعدا عن الالعاب الرياضية العنيفة مثل الالعاب القتالية والكاراتيه والكونغ وفو وغيرها
⁃ الابتعاد عن تعنيف الطفل ومعاملته بعنف وقسوة من قبل الاهالي والمحيطين، والتعامل معه باتزان وضبط نفس وكلمات قليله واضحة تحمل التوجيه المناسب للتصرف ووقتها قليل
⁃ ابعاد الطفل عن مشاهده افلام العنف والحركة نهائيا حتى لا يستثار وينفعل
⁃ تقنين الوقت المخصص لمشاهدة التلفاز او التابلت او الايباد وغيره من الأجهزة الالكترونية بحيث لا يتجاوز 45 دقيقة في اليوم، حتى لا يتشتت انتباهه ويستثار من خلالها وتنفرط حركته ويزداد تهور سلوكه
⁃ ابعاده نهائيا عن الالعاب الالكترونية التي تستهلك تركيز عالي وتحمل سمه العنف والقتال حتى لا يتشتت انتباه ويستثار بزيادة
⁃ مهم استخدام اسلوب التدعيم النفسي والتعزيز النفسي عند القيام باي سلوك جيد ولو كان بسيط جدا حتى تعاد بناء ثقة الطفل ويرتفع تقديره لذاته
⁃ كذلك مهم جدا ان يكون للطفل برنامج غذائي صحي لا يحتوي على المواد الحافظة او المشروبات الغازية او الشبسات حيث ان تلك تحتوي على مادة حمضية امينية هي (الفينيل الانين) التي تؤثر على نمو المخ وهي المسبب لهذا الاضطراب عندما كان الطفل جنين في بطن امه بسبب تأثيرها على المخ فيولد هذا الطفل وهو حامل لاضطراب (ADHA)، فمن خلال البرنامج الغذائي المتفق عليه مع الاخصائي النفسي يحدث تغيير في سلوك الطفل ويتطور الطفل بوعي ونضج صحيح
ايضا في جلسات العلاج السلوكي المعرفي ستتمكن الام والاب من ضبط سلوك طفلهم المضطرب وتعلم اساليب توجيه وتعزيز وتدعيم جديدة تساعدهم في التعامل مع الطفل المضطرب، فمن خلال حلقة العلاج المشتملة على تعاون الاهالي وتعلم الطفل للسلوك الجيد والاخصائيين النفسيين والبرنامج الغذائي سيعيش طفل اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة حياته طبيعي.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي