د.هلا السعيد: خطة عمل لضمان تمكين الابناء من ذوي الإعاقة من قضاء العطلة الصيفية دون حدوث مشكلات
سفيرة النوايا الحسنة خبيرة التربية الخاصة مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
إيسايكو:
طرحت الدكتورة هلا السعيد سفيرة النوايا الحسنة خبيرة التربية الخاصة مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، خطة عمل لضمان تمكين الابناء من ذوي الإعاقة من قضاء العطلة الصيفية دون حدوث مشكلات.
وأكدت ضرورة الاهتمام بالبرامج التدريبية المطبقة على الحالات لشمل مهارات متعددة، وحذرت الدراسة من أن الرعاية والحماية الزائدتين هما الوجه الآخر للإهمال، فكلتاهما يدمر شخصية الطفل من ذوي الإعاقة، لافتة إلى أن الرعاية الزائدة تورث الاتكالية وتفقد القدرة على الإنجاز والمثابرة للوصول إلى هدف معين، وشددت على ضرورة تعليم الأبناء الاستقلالية والتشجيع عليها وتعزيز الاعتماد على النفس، ومواجهة صعاب الحياة وحل المشكلات المختلفة بدلًا من حلها له مع إمكانية مد يد المساعدة وقت الضرورة بأقل قدر ممكن (المساعدة الجزئية) وأوضحت أن هذه الطريقة تساعد الطفل مستقبلاً على الانخراط في المجتمع وألا يكون عالةً على أحد، مما يخلق حالة من الاطمئنانً على مستقبلهم.
وأوضحت د. السعيد أن هناك حزمة من الفوائد للاجازة الصيفية للأطفال ذوي الإعاقة أبرزها أنها تحقق جانب عاطفي يمكن في لمة العائله وتفرغ الام والاب لابنائهم منحهم الحب والحنان والاهتمام، بالاضافة إلي الجوانب الاجتماعية والرياضية والترفيهية والتعليمية، مما يجعلها فرصة ذهبية لتنمية الجانب الاجتماعي الذي يفتقده أبناؤنا كثيرًا، وأكدت أن زيادة التفاعل الاجتماعي للأبناء يساعدهم على التكيف الاجتماعي مع ذويهم وأصدقائهم ويزيد من انخراطهم مع مجتمعهم المحيط عن طريق ممارسة الألعاب الجماعية مثل كرة القدم التي تنمي روح المشاركة، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى تفادي ارهاق الابناء من ذوي الإعاقة خلال العطلة مع الالتزام بنمط الروتين الذي كان متعود عليه وقت الاستيقاظ من النوم وقت النشاط وقت الطعام وقت مشاهدة التلفاز ووقت الخروج من البيت ووقت ممارسة الرياضة.
وأشارت إلى ضرورة وضع جدول يحدد الزمن والنشاط المقرر خلال العطلة حتى يكون روتين العطلة مواتياً للروتين اليوم الذي تدرب عليه الطفل سابقا مع استشارته بما في جدول النشاط اليومي، وتخييره بين اشياء بعينها لتنفيذها.
ودعت خبيرة التربية الخاصة أولياء الأمور إلى البحث من قبل انطلاق الاجازة عن نادي صيفي يناسب اعاقه الطفل وامكانياته وقدراته والاهم المدربين بالنادي مدربين كيف يتعاملون مع ذوي الاعاقه، مشددة على ضرورة أن لا يفقد الطفل مهاراته وأهدافه التعليمية التي سبق له اكتسابها عبر الطرق الحديثه التي تعتمد علي اللعب والفنون المختلفه، وقالت في هذا السياق” إذا لم تكن الإجازة الصيفية فرصةً لتعلم المزيد فأقل المقبول أن نحافظ على المستوى الذي وصل إليه أولادنا.
تحد كبير
وأوضحت د. هلا السعيد خبيرة التربية الخاصة أن سفر ذوي الاعاقه يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لاسرهم، فالسفر في مقاعد شركات الطيران الضيقة والاقامة في الفنادق السياحية، وضرورة العثور على وسيلة انتقال مناسبة داخل وجهة السفر تعد من اهم المشكلات التي تواجههم ومرافقيهم خلال رحلات السفر، لافتة إلى ضرورة الاهتمام بموضوع السياحه للاشخاص ذوي الاعاقة، واختيار وجهات خالية من العوائق: البنية التحتية والمرافق المعمارية (فنادق – مطاعم حدائق متنزهات) ، والانتقال عن طريق الجو والبر والبحر، مناسبة لجميع المستخدمين ، وتوفير خدمات ذات جودة عالية مقدمه من موظفين مدربين، ومشاركة أنشطة ومعارض ومناطق جذب، وتسويق ونظم الحجز ومواقع إنترنت وخدمات، وتوفير ايدي عامله مدربه كيفيه التعامل مع ذوي الاعاقه في كل مكان
أهمية السفر
وحول أهمية السفر للحالات من ذوي الاعاقة قالت د. هلا السعيد أن هذه الفئة في حاجة ماسة للترفية، وأن السفر يعتبر من أنواع العلاج النفسي بالنسبة لهم، فكلما تهيأت الظروف للتمتع بمستوى أفضل من الحالة النفسية، كلما أدى ذلك إلى تحسن حالته الصحية.
وأكدت ضرورة دعمهم للتغلّب على التحديات التي تواجههم، واكتساب مهارات التواصل مع المجتمعات والتعرف علي الثقافات المختلفة ، لافتة إلى أن حكومات العالم مطالبة بتذليل العوائق والتحديات وفتح آفاق واسعة أمام الشخص ذي الإعاقة لممارسة حياته كإنسان تتساوى حقوقه مع الشخص غير ذوي الاعاقة والقيام بأنشطته بشكل مرن دون عقبات.
وأكدت أن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم من الحقوق ما لغيرهم تماماً وتحقيق المساواة في ممارسة هذه الحقوق هو أمر واجب، تفرضه مواثيق حقوق الإنسان والدستور، ولا بد من التعاطي مع الإعاقة بوصفها تنوعاً بشرياً ولا بد من تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص والقضاء على التمييز على أساس الإعاقة.
ووجهت د. هلا السعيد خلال الدراسة نصائح هامة لأولياء الأمور التي سوف تساعد ذوي الاعاقه ومرافقيهم على تجنب الكثير من المعوقات خلال رحلات السفر، أبرزها الدقة في وصف الإعاقة لأن مزودي الخدمة قد لا يعرفون المصطلح الطبي الذي تصف به الاعاقة، وقد لا يبدو مألوفا بالنسبة لهم، لافتة إلى ضرورة الحرص على الوضوح في وصف الاعاقة حتى يتمكن مزود الخدمة من توفير الخدمات والمرافق الملائمة للحالة الصحية للشخص المعاق.
وشددت علي ضرورة وصف رحلة السفر على الطبيب الخاص حتى يتمكن من تقديم النصائح والتعليمات المناسبة التي تساعد الشخص المعاق على تحمل مشاق السفر أو تساعده في الحالات الطبية الطارئة، لافتة إلى ضرورة اخبار الطبيب بعدد ساعات رحلة الطائرة، ومدى توفر المرافق الصحية والمستشفيات المتخصصة في وجهة السفر ومدى توفر الادوية والعقاقير التي يحتاجها اصحاب الاعاقة.
وأوضحت أهمية حمل تقرير الطبيب الخاص بشأن الاعاقة على أن يتضمن هذا التقرير معلومات عن حالات الصحية والتعقيدات الصحية المحتملة للحالة، وحتى يتم إجراء الاسعافات في الحالات الطارئة، مع حمل الادوية والعقاقير الاحتياطية التي يتعاطاها المرض والافضل أن تحمل من كل دواء عبوتين احتياطيتين لحالات الطوارئ واحرص على وضعهم في حقيبة خاصة بالدواء.
وأشارت إلي ضرورة توفير الرعاية الصحية التي تحتاج إليها الحالة اثناء السفر مع الاستعانة بمرافق سفر يتمتع بخبرة طبية خاصة أن الوكالات والشركات السياحية اصبحت توفر خدمة مرافق السفر الذي يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع الحالات المرضية المزمنة والاعاقات بانواعها حتى أن هناك مرافقي سفر متخصصين في التعامل مع حالات مرضية أو اعاقات محددة.
//ودعت الدراسة التي أعدتها الدكتورة هلا السعيد إلى ضرورة تجنب سفر ذوي الاعاقة عبر رحلات الترانزيت، لتجنب تكرار صعوبات الصعود للطائرات عبر الكراسي المتحركة لكنها أشارت إلي أنه ينصح بالسفر في الرحلات الترانزيت في حالة واحدة فقط وهي أن يكون الشخص صاحب الاعاقة لا يتحمل رحلات الطيران الطويلة، وفي هذه الحالة ينصح باختيار رحلة ترانزيت تتوقف فيها الطائرة بين الرحلتين فترة كافية وأتاحت الدراسة إمكانية استخدام سمعات لكتم صوت الطائرة الذي يزعج الطفل أحيانا
لافتة إلى إمكانية الاستعانة بمرافقي سفر متخصصين في التعامل مع حالات مرضية أو اعاقات محددة، لإنهاء اجراءات السفر والامن دون تعجل .
وأوضحت أن ذوي الاعاقات يحتاجون إلى التواجد في المطار قبل موعد رحلة سفرهم بساعتين على الاقل في حالة رحلات الطيران الداخلية، وقبلها بثلاثة ساعات في حالة رحلات الطيران الدولية، ونوهت الدراسة بأهمية حمل أدوات وقطع احتياطية لصيانة
الكراسي المتحركة لأنها تتعرض لصدمات قاسية أثناء السفر مما يعرضها للتلف مما يستدعي ضرورة إصلاح الكرسي المتحرك عند الحاجة لذلك.