الهرولة في العلاقات الاجتماعية … بقلم الأستاذة خديجة داود آغا
إيسايكو: الهرولة في العلاقات الاجتماعية … بقلم الأستاذة خديجة داود آغا
في الحديث القدسي من رواية البخاري، قال الرسول _صلى الله عليه وسلم_: قال الله عزوجل:
“ … ومن أتاني يمشي أتيته هرولة”.
مازلت أردد هذه الجملة وأحاول أن أدرك الدرجة العظيمة من هذا الحب وهذه الرحمة والمبادرة والتلبية، وهذا الإحسان والإكرام والغفران من الله لعبده بهذه السرعة وبهذه الصورة المجازية العميقة والرائعة.
وأتساءل ماذا لو كان هذا المعنى المجازي حقيقة من العبد للعبد؟!
ماذا لو هرولت لحاجة أخيك! ومنعته ذل السؤال وعثرة الطريق وغياب الدليل والوجوه اللئام؟
هل فعلا الهرولة تؤثر في العلاقات الاجتماعية؟ لنرى..
في اللغة العربية معنى هرول: أسرع في مشيه خشية الوصول متأخرا، وجرى ما بين المشي والعدو.
وارتدت لحافها وخرجت تهرول: كل ثوب يلتحف به!
إذا أخذنا هذا المعنى اللغوي وصببناه على العلاقات الاجتماعية وسألنا السؤال التالي:
من هو الشخص الأكثر تأثيرا في حياة الناس أو في حياة شخص ما؟
لابد أن الإجابة ستكون هو الذي يقضي حاجتك،ويقضي دينك، ويعينك على نوائب الدهر، ويقريك ضيفا، ويسندك ويسترك.
الفرق بين أن تأتي أولا وبين أن تأتي آخر في العلاقات الاجتماعية تمام كمن يأتي إليك مشيا ومن يأتي إليك مهرولا!
أهرول إليك خشية الوصول متأخرا.
من يهرول هو من يلبي أولا ويبادر، وتذكروا أن المبادرة لا تخلو من المغامرة!
اللهم ارزقنا من يهرول لقضاء حاجاتنا، وجبران خواطرنا، وتلبية أمورنا.
اللهم ارزقنا من يهرول حبا وعطفا وإحسانا ونصرا وسندا وكل ذلك يارب.
خديجة داود آغا