أخبار عاجلة

يوميات الفتيات خلال الحظر سوالف | جريدة الأنباء


  • تعلمنا عمل الأكلات الشعبية وصناعة الحلويات وقللنا من الاعتماد على الوجبات الجاهزة
  • تبادل الأحاديث مع الأسرة وقراءة الكتب وصقل المهارات الشخصية أهم أعمالنا اليومية
  • ممارسة الرياضة المنزلية تساعدنا على شغل أوقات الفراغ.. ولا تغني عن الذهاب إلى النوادي
  • الإحساس بقيمة الحياة اليومية التي كنا نعيشها سابقاً من أهم الجوانب الإيجابية في الأزمة
  • قرار حظر التجول كان صائباً وساهم في الحد من التجمعات.. ولكن تطبيقه تأخر كثيراً
  • ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة والتعاون مع مختلف الجهات الحكومية حتى لا تتفاقم الأوضاع

أحمد صابر

لم يعد فيروس كورونا المستجد أزمة صحية فقط، بل «كارثة» ألقت بظلالها على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الكويت، فسرعة انتشار الوباء والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مختلف الجهات المعنية، خلفت تداعيات واسعة النطاق غيرت من نمط المعيشة اليومي للأفراد، وخاصة قرار تعطيل العمل في الدوائر الرسمية وإغلاق الأماكن العامة مثل النوادي والمولات التجارية والمقاهي وأخيرا تطبيق حظر التجول، وفرضت روتينا يوميا جديدا يتناسب مع الأوضاع الراهنة.

التغيرات الجديدة لم تقتصر على شرائح معينة في المجتمع بل طالت مختلف الأعمار من الرجال والنساء، ولكنها بدت بصورة أوضح على قطاع الشباب وتساوى في ذلك الذكور والاناث منهم، نظرا لطبيعة الشباب المليئة بالحيوية والمحبة للحركة، وينطبق ذلك على الفتيات اللائي تأثرن بشكل كبيرة بأزمة «كورونا» وانقلبت حياتهن رأسا على عقب، وأصبحن يقضين أيامهن في أعمال جديدة لم يعتدن عليها.

«الأنباء» ورغبة في تسليط الضوء أكثر على كيفية تأثير «حظر التجول» وتعطيل العمل على الشابات الكويتيات ومدى اسهام ذلك في إيجاد نمط حياة جديدة لهن، استطلعت آراء عدد من العاملات والخريجات والطالبات، حيث أكدن انهن استفدن كثيرا من تلك الفترة.

وأوضحن أنهن يقضين ساعات اليوم في التسوق و«الوناسة» مع الأسرة وتبادل «السوالف» في مختلف الأمور، والعودة إلى المطبخ وتعلم فنون الطهي وخاصة المتعلقة بالأكلات الشعبية، وقراءة الكتب وتعلم اللغات الأخرى، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة المنزلية وغيرها، لافتات إلى ان الأزمة رسخت لديهن مبدأ الاعتماد على النفس واحترام قوانين الدولة، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قالت زينب سيدي ان قرار حظر التجول كان صائبا، وسيساعد على الحد من التجمعات وبالتالي تحجيم انتشار الفيروس وتقليل عدد الإصابات، لافتة الى انها تقضي ساعات النهار الأولى في التسوق وشراء الاحتياجات اللازمة للمنزل، وتستغل الفترة المسائية عقب بدء ساعات الحظر في قراءة الكتب والعودة إلى المطبخ والذي تركته منذ وقت طويل وتنمية مهاراتها في إعداد الأكلات المتنوعة، بالإضافة الى «الجمعة» مع الأسرة، ومشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية وغيرها.

وأوضحت سيدي ان الجانب الإيجابي الأهم في أزمة «كورونا» بالكويت يتمثل في الإحساس بقيمة الحياة التي كنا نعيشها قبل الأحداث، فالكثيرون كانوا يتذمرون من الظروف الحياتية والعمل اليومي، والأزمة اعطتنا درسا لن ننساه وهو شكر الله على كل حال والرضا بالقضاء والقدر، وحاليا نتمنى ان نعود ولو ساعة واحدة لنمط حياتنا الطبيعية، مضيفة ان التعاون والوحدة الوطنية بين مختلف أطياف المجتمع من أنصع الصورة المشرقة لتداعيات انتشار الفيروس حيث أصبح هدف الجميع مكافحة الوباء والتخلص من الأزمة الراهنة.

ووجهت رسالة للجميع مفادها أن «كورونا» أزمة عابرة ولن يطول أمدها بإذن الله، مطالبة بالصبر وتنفيذ تعليمات الجهات المختصة واتباع الإجراءات الوقائية مثل استخدام المعقمات والقفازات والابتعاد عن التجمعات.

مهارات جديدة

بدورها، ذكرت دانة العتيبي ان «حظر التجول» قرار تأخر كثيرا وكان من المفترض ان يطبق منذ بداية شهر مارس، فهناك الكثير من المواطنين والمقيمين كانوا يقضون اجازاتهم في دول موبوءة، في حين استشرى الفيروس بشكل جنوني في مختلف دول العالم.

وأشارت العتيبي الى انها كانت تنتظر تلك الفترة منذ زمن حيث تقضي ساعات الصباح الأولى في تعلم اللغة الاسبانية وتتواصل مع معلمين في اسبانيا عن طريق تطبيق إلكتروني خاص، مؤكدة انها تستغل أوقات الفراغ في عمل الأشياء المفيدة، حيث اكتشفت انها تهوى الطبخ وعمل الأكلات الكويتية الشعبية التي كانت تراها صعبة التنفيذ سابقا، بالإضافة إلى صناعة الحلويات، مبينة انها خلال الفترة الحالية قللت من الاعتماد على الوجبات الجاهزة من المطاعم، كما تستغل فترة الحظر في قراءة الكتب وفتح حوارات و«سوالف» مفيدة في مختلف الموضوعات مع أفراد العائلة وأيضا ممارسة الألعاب الشعبية مع الأطفال، مضيفة ان أزمة «كورونا» ساهمت في ترسيخ مبدأ الاعتماد على النفس لدى الشباب والشابات والخضوع لقوانين الدولة واحترامها، بالإضافة إلى ضرورة رد الجميل للوطن وتقديم جزء ولو بسيطا من فضله.

ولفتت إلى ان طبيعة الحياة غير ثابتة وتتصف بالتغير وليس هناك أمان حقيقي الا بالرجوع إلى الله عز وجل في جميع الظروف والأحوال وان الإنسان في النهاية مخلوق ضعيف لاحول ولا قوة له، مطالبة الجميع بالامتثال للتعليمات، متقدمة بالشكر لمن هم في الصفوف الأمامية والذين يسهرون على راحة المواطنين والمقيمين، مؤكدة انهم «أبطال» في عيون أهل الكويت، وأيضا استغلال الأيام الحالية في تطوير المهارات وتنمية المواهب والاستفادة الإيجابية منها والبعد عن الأمور السلبية.

تجمع أسري

من جانبها، لفتت ضحى العزران إلى ان الصحة نعمة وكنز لا يقدر بثمن وكذلك أبسط الأشياء التي لم نكن نشعر بقيمتها مثل الخروج من المنزل للعمل أو التنزه فلا شيء يعادل ان يكون المرء مطمئنا على سلامته وآمنا في وطنه، معتبرة ان فرض الحظر هو الطريقة الأمثل للحد من انتشار الوباء وتفاقم الأوضاع في الكويت، فالقرارات التي تستهدف حماية الأفراد وضمان حياتهم سليمة جدا، ولا يستطيع أحد ان يشكك فيها أو يعارضها.

‎وبخصوص تنظيم عملها اليومي حاليا قالت: اخصص الفترة الصباحية من اليوم للجلوس مع أسرتي والتحدث في العديد من الأمور الحياتية، وأيضا استغلالها في المطالعة والقراءة وممارسة هواية الكتابة، فيما تستغل الفترة المسائية في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والتعرف على آخر المستجدات بالكويت والعالم، مؤكدة انها لا تحبذ استخدام الهواتف النقالة في التنقل بين «السوشيال ميديا» طوال اليوم.

وحول ما اذا كان «كورونا» قد غير من نمط حياتها، ذكرت العزران انها قامت باستحداث روتين يومي جديد قابل للتنويع ويتناسب مع الظروف الراهنة، وذلك للاستفادة القصوى من فترة العطلة الحالية، وأيضا تنامى لديها الشعور والاحساس بالمسؤولية، وبدأت تأخذ الأمور بمحمل الجدية، وخاصة فما يتعلق بالاهتمام بالصحة العامة.

وطالبت الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بمنصات التعليم عن بعد وتطويرها لتعويض الطلبة عن إيقاف الدراسة، مشيرة إلى أهمية وجود خطة بديلة للتعليم خلال أوقات الأزمات، باعثة بأسمى آيات الشكر لكل من يقوم بالواجب الوطني من موظفين ومتطوعين، مشددة على ان الكويت فوق كل شيء ويجب ان نقول سمعا وطاعة لكل ما يصدر من قوانين وإجراءات تصب في الصالح العام.

ترتيب الأولويات

من جهتها، شددت مريم الملا على ان قرار حظر التجول كان «وايد صعب» بالنسبة لها في البداية، ولكن أصبح الأمر عاديا في الوقت الحالي لأن ذلك في مصلحة الجميع، مبينة ان تواجه «عفسة» في الأيام الحالية ولا تسطيع استغلال الفترة الصباحية كما ينبغي.

واعتبرت الملا ان «الحظر» والبقاء في المنزل فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع والأمور التي لم تستطع الاهتمام بها في السابق، بسب كثرة المشاغل والالتزامات والمناسبات الاجتماعية وغيرها، بالإضافة إلى عودة التقارب والأجواء الأسرية الجميلة، لافتة إلى ان الحرية في التنقل والحركة شعور لا يعرفه الا من فقده، فما كنا نتذمر منه في السابق أصبحنا نتمنى العودة إليه في الوقت الحالي.

وشددت على ضرورة الالتزام بالارشادات التوعوية التي تقدمها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الرسمية والشعبية، لأن الوقاية خير من العلاج، والأزمة تتطلب المثابرة وتضافر مختلف الجهود لكي نخرج منها سالمين، موضحة ان شعرت بقيمة كل شيء فقدته من وظيفة وخروج وسفر وغير ذلك، معتبرة ان فترة العطلة «خلوة» مع النفس وفرصة لمراجعة الحسابات مع الله والأهل، داعية إلى ضرورة الابتعاد عن السخرية من الأزمة، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض مرضية مشابهة للانفلونزا، معتبرة ان كسر القوانين «كسرة للجميع».

رياضة منزلية

من ناحيتها، بينت حليمة حسين ان تطبيق حظر التجول كان موفقا ولكنه تأخر بعض الشيء، فلو تم إقراره مبكرا كان من الممكن ان يساهم في التقليل من عدد الحالات المصابة بـ «كورونا» في الكويت، لافتة إلى انها تحاول تنظيم حياتها في ظل الأوضاع الجديدة حيث تستغل الفترة الصباحية من اليوم في ممارسة رياضة المشي والتعرض للشمس، بالإضافة إلى شراء بعض المتطلبات من الجمعيات وقضاء بعض الأمور المنزلية.

وبشأن كيفية الاستفادة من فترة العطلة والحظر، قالت حسين: أقضي الفترة المسائية في الجلوس مع الأهل ومتابعة الأخبار عبر الانترنت، وممارسة الرياضة المنزلية البسيطة، ولكنها في الحقيقية لا تغني عن الذهاب إلى النادي، لافتة الى ان انتشار الفيروس غير الكثير من نمط الحياة لدى الجميع وهناك فراغ كبير وخاصة مع تعطيل العمل في مختلف الجهات.

وذكرت انها استفادت عدة دروس من الأزمة وأهمها عدم التهاون في النظافة العامة وخصوصا الأكل من خارج المنزل ومعرفة محتويات الوجبات الجاهزة وطرق صناعتها، وأيضا توخي الحذر في لمس الأشياء في الأماكن العامة وغير ذلك، داعية الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية، ومتابعة الحالة الصحية بصفة مستمرة وتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، مطالبة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية حتى لا تتفاقم الأوضاع.

عودة للمطبخ

وفي السياق ذاته، قالت أوراد المطيري، ان مجرى حياتها قد تغير خلال الأيام الحالية، مبينة انها طالبة في الثانوية العامة وأزمة «كورونا» أصبحت تشكل كابوسا يهدد أحلامها في التخرج والالتحاق بالجامعة، وتنتابها حالة من القلق بسبب الأوضاع الراهنة وخاصة عقب تأجيل العام الدراسي حتى شهر أغسطس المقبل، لافتة إلى انها تعلمت الثقة في النفس والتوكل على الله وحمده على الروتين اليومي الذي كان تعيش فيما قبل.

وزادت: احاول استغلال وقت الفراغ في ممارسة هواية الطبخ وقراءة بعض الكتب وممارسة الرياضة المتاحة في المنزل، وأيضا مشاهدة التلفاز والتعرف على آخر المستجدات المحلية والعالمية بخصوص انتشار الفيروس وغيره من الموضوعات، وأدعو المواطنين والمقيمين لضرورة البقاء في المنازل والتلاحم والتعاضد لتجاوز تلك المحنة العصيبة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى