أطفال التوحد .. لهم الحياة، ولهم منا الاهتمام … بقلم الأستاذة ولاء الحربي
إيسايكو: أطفال التوحد .. لهم الحياة، ولهم منا الاهتمام … بقلم الأستاذة ولاء الحربي
إن من أصعب الاضطرابات التي تصيب الأطفال، وأكثرها غموضا بالنسبة للاختصاصين والباحثين هو اضطراب التوحد (Autism)، وذلك من حيث الأسباب المؤدية اليه، وتأثيره السلبي على معظم جوانب النمو والأداء لدى الفرد المصاب به، وما نراه من معاناة أولياء أمور الاطفال ذوي إعاقة التوحد من التوتر النفسي جراء الضغوط النفسية السلبية ومنها القلق على مستقبل الطفل.
قضية “التوحد” أثيرت كثيراً في الإعلام وبالشبكات الاجتماعية على وجه الخصوص حيث وجد أهالي الأطفال من الإعلام الجديد منبر لهم لبث مطالبهم وحاجة أبنائهم الشديدة إلى مراكز متخصصة لرعايتهم، توفر ما يحتاجه طفلها من تخاطب وعلاج وظيفي ومنهج تعليمي بمهارات وطرق تدريس وتدريب تناسب قدراتهم الخارقة. حيث يعتبر التوحد من الفئات الخاصة التي بدا الاهتمام والعناية بها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وذلك لما يعاني الاهالي، حيث تعايشت مع مرارة الألم الذي يشعرون به، اثناء التحضير لبحث التخرج في درجة الماجستير كان بعنوان (قلق المستقبل لـ اهالي أطفال التوحد) ، و ما لا مست عن قرب من رغبات و متطلبات واحتياجات لطفلهم حيث قدمت الدولة ممنونة رافداً من روافد العطاء المعتاد لهذه الفئة لتعين الابوين على رعايتهم لظروف تكفل لهم كرامتهم فيما بعد.
والتوحد ما هو إلا اعاقة نمائية عامة تؤثر على مظاهر النمو المتعددة للطفل وتؤدي الى انسحابه وانغلاقه على نفسه، كما ان التوحد يعتبر من أكثر الاعاقات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل.
وعادة يُشخص و يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وينتج من اضطراب الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ ويشاهد الطفل من كل 2500 طفل، ونسبة حدوثه لدى الذكور أكثر من الاناث (4 ذكور – انثى واحدة).
أخيراً، علينا أن نتعامل مع الواقع كما هو وليس كما يجب أن يكون أو كما نريد، لندرك ونعي ما يعانيه الوالدين من قلق لنظرتهم المستقبلة من جميع النواحي التي تتعلق بطفلهم التوحدي، فربما يزداد هذا القلق إذا لم يكُن هناك وعي ومعرفة كافية بالاضطراب والتدخل من قبل المختصين، ليروا ونرى بصيص الأمل يقترب نحوهم من بعيد.
الأستاذة ولاء الحربي