أخبار عاجلةمقالات

ابكوا كالرجال … بقلم الأستاذ بدر سالم العنزي

إيسايكو: ابكوا كالرجال … بقلم الأستاذ بدر سالم العنزي

‏نشأنا على مقولة عائشة أم الامير أبو عبدالله محمد الثاني عشر آخر ملوك الأندلس التي قالتها لابنها عندما سلم غرناطة ” نعم ابكي كالنساء ملك لم تدافع عنه كالرجال ”
‏أنا في هذا المقال ساحرف هذه المقولة من وجهة نظري كمتخصص بعلم النفس لابكوا كالرجال فنحن نشأنا كرجال أن البكاء معيب للرجل ولا يصح أن يصدر منه ويجب إخفاء هذا الشعور وكتمه وهذا من وجهة نظري خطأ وغير صحيح فالإنسان بطبعه يفرح ويحزن يغضب ويهدأ وعندما نقاوم هذه المشاعر الطبيعية فإننا بذلك خالفنا طبيعتنا الإنسانية فهذا يعقوب عليه الصلاة والسلام بكى حتى فقد بصره وهذا نبينا نبي الرحمة يبكي على ابنه إبراهيم .
‏فيجب أن نتعلم ونعرف أن المشاعر تطلق ولا تكبت فهذا حنظله رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم عندما نكون عندك وتذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي العين وعندما نخرج منك عافسنا الازواج والضيعات والأولاد نسينا كثيراً فرد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ياحنظله ساعة وساعة .
فالقصد هو السماح لمشاعرنا بأن تتدفق سواء حزن أو فرح وعدم كبتها لحجج التنشئة التي تربينا عليها ،
‏وأيضا اهلنا ومن سبقنا من الأجداد لم يكن هذا ما نشؤا عليه فكثير منهم صرح ( ببكاءه مجازاً )في قصائده ولم يخجلوا من الاعتراف بغلبة العاطفه عليهم فهذا الشيخ عقاب العواجي الفارس الشرس يقول :
يا نوت عنا ظعونكم ليه شالت
ياحيف تم فراقنا ياحبيبي
عقبك عيوني بالدموع استخالت
من فوق خدي نثرهن فوق جيبي
وديارنا من عقب فرقاك سالت
من دمع عيني قام يدرج شعيبي

‏ويقول الفارس مريبد العدواني متوجداً على المال والكرم :
دموع عيني فوق خدي غواريـق
عـلى مـراد الـنـفس ويـبس ريـقي ‏
بـلاي مـن هـم لـجـأ بـالـصـنـاديـق
والقلـب مـن قـل المواشي شفيـقي ‏
الـلـه عـلى بـيـت نـبـا بالصعـافيـق
فـي ربعتـه سلـك الحريـر الرقيـقي

‏وشالح ابن هدلان الفارس ينعى ابنه الفارس ذيب وهو حي ويقول :
ما ذكر به حي بكى حي يا ذيب
‎واليوم أنا بأبكيك لو كنت حيا

‏وأخيرا يقول الشاعر الجميل سليمان المانع :
طبعي كذا ما يخجل الدمع عيني
دامه حنان بداخل الروح ما هنت
ماني ضعيف بدمعتي وافهميني
أنا الذي بيدين الأيام ما لنـت

‏فأنا أقول ابكوا كالرجال وعبروا عن مشاعركم بلا خجل .

 

بدر سالم العنزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى