أخبار عاجلةمقالات

محطة الموت … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: محطة الموت … بقلم الدكتورة هلا السعيد

كثيرة هي الوجوه الّتي كانت بيننا ورحلت دون رجعة ، فغالبا لا نستشعر حقيقة الموت إلا حين نفقد حبيب أو قريب كان يحتل مساحة هامة في حياتنا شهرت برحيله واستحال علينا تعويضه ، كما أننا قد لا نشعر بأنه قريب منا إلّا حين التعرض لأزمات صحية حادة أو لحادث خطير مع أنّا نتعايش مع الموت في كل لحظة نعيش فيها.
قد يبدو الموت وكأنه زائر غريب يطرق أبوابنا فجأة ليختطف أحدنا مع انه ليس بالوافد وليس بالغريب فهو يعرفنا بقدر جهلنا به أو تجاهلنا له. فنحن نعيش ظاهرة الموت في كل لحظة وحين، فكل خلايانا تحمل كتاب موتها المبرمج فتموت الملايين منها لتبرز ملايين أخرى في توازن بديع بين نظامي الموت والحياة وعمليات الهدم والبناء وقد يختل التوازن وينهار أحد النظامين لينتصر الآخر.
أما أجسادنا فهي منتظمة بذاتها في تنفسها وخفقان القلب وكل العمليات وفي حالات قد تتعطل الوظيفة بلا سابق إنذار، تلك الأجساد التي تستنزف وتجهد في النهار فتحتاج إلى قسط من الرّاحة في الليل ليخمد الشعور والإدراك ويهيمن اللاشعور فتتحرر الأرواح وتعرج متحدية المكان والزمان. هي موتتنا الصغرى اليومية المتواترة مع حياتنا الصغرى في عمليّة تدرّب واستحضار لتلك الكبرى وكأنها تنذرنا بأن حياتنا الدنيا الفانية ليست سوى جسر عبور نحو أخرى خالدة.

فقدان عزيز هو من الأحداث شديدة الألم التي قد يختبرها المرءُ في حياته، وقد يختبرها أكثر من مرة. يُادرنا عزيز فيترك في روحنا ندبة كبيرة. فكيف نجتاز فجيعة كهذه؟

وانا اقول لكل شخص فقد عريز …. الموت حق علينا وانتم مؤمنون بقضاء الله
واقول لكم بصفتي طبيبه نفسيه انا اعلم بأن الموت صدمه كبيرة بأيديكم وتفكيركم وارادتكم وايمانكم بخالقكم ان تصغرون الصدمة او تكبروها ولا اقول لكم لا تحزنوا بل يجب مشاعركم المدفونه باللاوعي ان تخرج للنور ولا تخجلو من خروجها ويجب ان تأخدون وقتكم لكي تفيقوا من الصدمة لكن لا تتمادوا بالحزن حتي لا تفقدون حياتكم وتفقدون احبائكم من هم من حولكم ، تذكروا مات شخص واحد لكن حوليكم اشخاص اخرون مازالو يحتاجوكم ، يجب ان تتمتعو بالقوة في التحمل والمواجهه ، وان تتحلوا بالايمان العميق بالله
واعلموا ان الحياة ليست سوى محطات بحلوها ومرها، بأفراحها وأتراحها، نودع مرحلة ونستقبل اخرى واحيانا لا نتذكر الكثير منها كيف مرت بنا ومن كان معك قبل سنوات لم يعد معك اليوم، ومن كنت تظنه سوف يرافقك للمحطة الأخيرة اختار له وجهة جديدة، ومن كنت تظنه لن يصعد قطار حياتك اصبح اليوم بالقرب منك وفي كل محطة يتوقف قطار الحياة تتغير أشياء وتتبدل أشياء بعضها تتغير حولك وبعضها في داخلك، محطات فيها متعة، فيها ألم وبين بين
واعلموا ان الجميع يصعد بقطار الحياة يسير احيانا ببطئ واحيانا بسرعه وفي طريقه يوقف عند محطات كتيرة ( السعادة – الحزن – العمل – الدراسه – الزواج – السفر – الموت …… وغيرها محطات كثير ة
وسوف يتوقف يوما القطار باخر محطه في محطه الموت وينزل فيها بعض الركاب ، لا احد يعرف متي الا من خلقنا ويجب ان نعمل لهذا اليوم لنكون مستعدين لهذه المحطه.
اللهم وفقنا للتوبة والإنابة ، والاستعداد للموت قبل نزولنا، وأحسن خاتمتنا, ولا تكلنا لأنفسنا المقصرة طرفة عين او اقل من ذلك

اللهم أحسن خاتمتنا، اللهم توفنا وأنت راض عنا، اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين.. اللهم آمين.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى