من هو ونستون تشرشل قاهر هتلر الذي حارب المهديين في السودان؟
[ad_1]
بيعت مؤخرا في مزاد علني بدلة كان يرتديها السير ونستون تشرشل مقابل 7440 جنيها استرلينيا.
وقد طُرح أيضا في المزاد الذي أطلق عليه تشرشليانا بنيوبري في بيركشاير قطع تذكارية تخص الزعيم البريطاني الراحل منها تمثال زجاجي ومزهرية كولبورت كانت بمنزل أسلاف تشرشل في قصر بلينهايم.
ولكن من هو وينستون تشرشل؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل وُلد في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1874 في قصر بلينهايم بأوكسفوردشاير في إنجلترا، وتوفي في 24 يناير/كانون الثاني من عام 1965 في العاصمة البريطانية لندن.
وكان رجل دولة بريطاني وخطيبا مفوها ومؤلفا وخدم كرئيس للوزراء مرتين الأولى خلال الحرب العالمية الثانية بين عامي 1940 و1945 والثانية بين عامي 1951 و1955، وقد حشد الشعب البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية وقاد بلاده من حافة الهزيمة إلى النصر.
لقد وقف ونستون تشرشل في شرفة وايتهول في 8 مايو/أيار من عام 1945 وخاطب الحشد المتحمس قائلا: “في كل تاريخنا الطويل، لم نشهد يوما أعظم من هذا”. لقد وقف تشرشل ضد هتلر وانتصر، كان ذلك اليوم يومه.
وبعد مرور 57 عاما على وفاته، مازال الكثيرون يعتبرون تشرشل أعظم بريطاني. لكن طريقه لم يكن سهلا دائما، فمن المشاكل في المدرسة إلى الأخطاء في المنصب، غالبا ما كان طريق تشرشل نحو العظمة صعبا.
الطفولة والشباب
ولد ونستون ليونارد سبنسر تشرشل في قصر بلينهايم ، مقر جده دوق مارلبورو السابع، وكان والده اللورد راندولف سياسيا محافظا بارزا وهو من سلالة جون تشرشل، دوق مارلبورو الأول، بطل الحروب ضد لويس الرابع عشر ملك فرنسا في أوائل القرن الثامن عشر.
أما والدته جيني جيروم فكانت ابنة مستثمر من نيويورك وعاشقة لسباق الخيول. ولم ير الصغير تشرشل أي منهما بقدر ما كان يود.
لقد عاش تشرشل طفولة حزينة ومُهملة، ولم يكن يجد الاهتمام إلا من ممرضته المخلصة السيدة إيفرست. وقد عانى مشاكل في الدراسة جعلت والده يعتقد أن ابنه غير مناسب أكاديميا للسياسة أو القانون، فألحقه بالجيش.
كان الشاب تشرشل قد فشل 3 مرات في الالتحاق بكلية ساندهيرست العسكرية إلى أن نجح في المحاولة الرابعة في سبتمبر/أيلول من عام 1893.
لقد أخذ دراسته العسكرية بجدية أكسبته احترام والده، ولكن قبل أن تزدهر العلاقة بينهما توفي اللورد راندولف عن عمر يناهز 45 عاما. وكان لهذا تأثير عميق على تشرشل، فقد أقنعه ذلك بالحاجة إلى ترك بصمته في وقت مبكر من حياته.
السيرة العسكرية
تم تكليف تشرشل ضابطا في سلاح الفرسان في فرقة الفرسان الرابعة في فبراير/شباط من عام 1895.
كما عمل أيضا كمراسل حربي حيث قضى عيد ميلاده الحادي والعشرين في كوبا التي اكتسب منها عادات ظلت ملازمة له مدى الحياة مثل القيلولة وسيجار هافانا.
وفي عام 2015 صدر كتاب (تشرشل كامز أوف ايدج: كوبا 1895) حيث تتبع الكاتب هال كليباك الخصائص التي جعلت من تشرشل شخصا مشهورا وقد وصل إلى الأيام الـ 18 التي أمضاها في كوبا.
ويقول الكتاب إن كوبا هي المكان الذي اكتشف فيه الضابط الصغير شجاعته وقت الحرب والتي أكدت لديه شعوره بعظمته.
وسبق أن سجل التاريخ أن تشرشل اكتشف في كوبا القيلولة التي ساعدته لاحقا على أن يسهر لساعات طويلة عندما تولى رئاسة وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
ومن خلال خبرته في كوبا التي كانت تشهد حربا بين الجيش الإسباني الذي كان يحتل الجزيرة ومسلحين قاتلوا من أجل استقلالها، أصبح تشرشل مراسلا حربيا ومحللا سياسيا واستراتيجيا كل ذلك للمرة الأولى. وبدأت كتاباته تظهر حس دعابة أسطوريا. واكتشف خلال تلك الفترة مشروب الرم الكحولي والسيجار الكوبي الفاخر.
في عام 1896 أبحر تشرشل مع كتيبته للهند، وفي عام 1898 حارب المهديين في السودان.
وقد ألف تشرشل كتاب “حرب النهر” عن فترة خدمته في السودان تحت قيادة اللورد هوراشيو هربرت كتشنر خلال الثورة المهدية.
وقد وصف الكتاب تطورات تلك الحملة وكيف هزمت الثورة المهدية في السودان.
وفي تلك الفترة كان تشرشل مصمما على العمل في السياسة، وكان يتابع الأخبار السياسية بشغف، وبسبب قلقه من افتقاره إلى التعليم الجامعي، قرأ بنهم حتى أنه كان يدقق في المناقشات البرلمانية القديمة ويقدم مساهماته الخيالية الخاصة.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1899، أعلنت جمهوريات البوير في جنوب أفريقيا الحرب على بريطانيا وسافر تشرشل إلى هناك لتغطية الصراع كمراسل حربي.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، كان على متن قطار مصفح في ناتال عندما تعرض لكمين، وقد تم اعتقاله وسجنه في بريتوريا.
وفي 12 ديسمبر / كانون الأول، انتهز فرصة اُتيحت له للهروب وتسلق جدار السجن ليلا وقفز على متن قطار عابر مختبئا بين الأكياس ليصل إلى ديربان بطلا. وفي بريطانيا، جعلته القصص التي يكتبها عن الحرب مشهورا.
التحول إلى السياسة
سمحت شهرة تشرشل الجديدة له بتعزيز طموحاته السياسية، وفي الانتخابات العامة لعام 1900 أصبح نائبا عن أولدهام.
وألقى تشرشل أول خطاب له في البرلمان عام 1901، وكانت لديه لثغة وتغلب على ذلك بتحضير دؤوب، وكان يستخدم دائما ملاحظات مفصلة عندما يتحدث. ولم يكن تشرشل يخشى الاختلاف مع رؤساء حزبه، وقد قام مع صديقه اللورد هيو سيسيل بتنظيم مجموعة من نواب حزب المحافظين الشباب “المشاغبين”، الذين تخصصوا في مضايقة قادة حزبهم.
ومنذ مايو/أيار من عام 1903، وجد تشرشل نفسه على خلاف مع الكثيرين من حزب المحافظين الذي ينتمي إليه عندما اعترض على إصلاحات التعريفات المقترحة.
وقد اتخذ حينئذ موقفا ضد السياسي المؤثر جوزيف تشامبرلين، فترك حزب المحافظين وشغل أحد مقاعد الليبراليين رافعا راية تحرير التجارة، وقال إن المحافظين قد تخلوا عن مبادئهم، وهاجمهم بشراسة.
وقد جاءت هذه الخطوة بثمارها، ففي عام 1908 أصبح أصغر وزير في الحكومة منذ عام 1866، وأرست الإصلاحات الاجتماعية التي قادها مع ديفيد لويد جورج أسس دولة الرفاهية.
وفي حفلة حضرها في عام 1904، التقى تشرشل لأول مرة بكليمنتين هوزييه التي كانت قد دخلت للتو المشهد الاجتماعي في لندن وهي في التاسعة عشرة من عمرها، لكنه كان مرتبطا في ذلك الوقت بأخرى.
وعندما التقى بكليمنتين مرة أخرى في مأدبة عشاء في مارس/آذار من 1908، كان قد تقدم للزواج ورُفض من قبل 3 نساء لكن حظه تغير.
ففي وقت لاحق من ذلك العام، قبلت كليمنتين الزواج به، وتزوجا في ويستمنستر في 12 سبتمبر/أيلول من عام 1908، وأنجبا 5 أطفال.
وفي تلك الفترة كانت حياته السياسية مزدهرة. ففي عام 1911 أصبح وزيرا للبحرية، وأشرف على التوسع السريع في سباق التسلح البحري مع ألمانيا.
وبعد اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند في سراييفو في يونيو/حزيران من عام 1914، أصبحت أوروبا على شفا الحرب.
ومع اقتراب الحرب، كان تشرشل مصمما على أن تلعب بريطانيا دورها، وقد جادل بقوة ضد زملائه المترددين مثل ديفيد لويد جورج.
الحرب العالمية الأولى
عندما غزت ألمانيا بلجيكا في 4 أغسطس/ آب من عام 1914 باتت بريطانيا في حالة حرب.
وتعرض تشرشل لانتقادات شديدة بسبب عدد من الإخفاقات البحرية البريطانية في الأشهر الأولى من الحرب.
وقد وضعت الخسائر الكبيرة تشرشل في دائرة الضوء. وفي سبتمبر/أيلول من عام 1914، غرقت ثلاث طرادات بريطانية في بحر الشمال.
في ديسمبر/كانون الأول، قصفت البوارج الألمانية سكاربورو.
وقد سعى تشرشل لتوجيه ضربة حاسمة وكانت خطته هي الإبحار عبر مضيق الدردنيل وإجبار تركيا، حليفة ألمانيا، على الخروج من الحرب.
وتم شن هجوم في 18 مارس/آذار من عام 1915 حيث هبطت القوات على غاليبولي في 25 أبريل/نيسان فكانت الكارثة، إذ لحقت خسائر فادحة بالبريطانيين وأُجبر تشرشل على الاستقالة.
وبحلول نهاية الحرب العالمية الأولى، كان تشرشل قد عاد مرة أخرى إلى منصبه، لكن غاليبولي كانت لا تزال تمثل وصمة في سمعته.
وزير الخزانة
مع تزايد خلافاته مع زملائه الليبراليين وتولي ستانلي بالدوين زعامة المحافظين بدلا من أندرو بونار لو، انتهز تشرشل الفرصة، ففي الانتخابات العامة لعام 1924، وقف تشرشل مع المحافظين في إيبينغ وفاز.
وقد عُرض عليه منصب وزير الخزانة الذي شغله والده من قبل.
وكوزير للخزانة، أعاد تشرشل العمل بمعيار الذهب وهو نظام لتقييم العملة يحدد قيمة الجنيه إلى كمية محددة من الذهب.
وكانت هذه الخطوة كارثية إذ أدت إلى انهيار الطلب في أسواق التصدير، وعانت الصناعة.
وفي عام 1926، مُنع أكثر من مليون عامل منجم من العمل بعد نزاع مع أرباب العمل الذين يريدون منهم العمل لساعات أطول مقابل نقود أقل.
ودعا مؤتمر نقابات العمال إلى إضراب عام. وفي الانتخابات العامة لعام 1929، فاز حزب العمال وخرج تشرشل من منصبه مرة أخرى.
وفي تلك الفترة بات تشرشل مهمشا بشكل متزايد لأن آرائه جعلته يغرد خارج السرب.
وبدأ التهميش بمعارضته لمنح إمبراطورية الهند البريطانية سلطات أكبر للحكم الذاتي، وتفاقم الأمر بسبب دعمه للملك إدوارد الثامن في أزمة التنازل عن العرش عام 1936 فبات على الهامش من قبل كل من بالدوين ثم نيفيل تشامبرلين.
كما ذهبت تحذيراته حول صعود هتلر والنازيين أدراج الرياح. وفي سبتمبر/أيلول من عام 1938، عاد تشامبرلين من ميونيخ معلنا “السلام لعصرنا” بعد التضحية بتشيكوسلوفاكيا لهتلر، مما أثار غضب تشرشل.
الحرب العالمية الثانية
قام هتلر بغزو بولندا في 1 سبتمبر/أيلول من عام 1939، لتعود بريطانيا مرة أخرى إلى الحرب مع ألمانيا.
تم استدعاء تشرشل على الفور من منفاه السياسي ، وأصبح مرة أخرى وزيرا للبحرية.
وبحلول مايو/آيار من عام 1940، كانت بريطانيا وحلفاؤها يخسرون الحرب.
وفي مواجهة زحف النازيين الذي لا هوادة فيه عبر أوروبا، أذعن تشامبرلين للضغط واستقال من منصب رئيس الوزراء.
وعندما رفض اللورد هاليفاكس، الرجل المحبوب تولي رئاسة الوزراء، كان تشرشل هو البديل الوحيد الموثوق به للقيادة، كما تولى منصب وزير الدفاع والمسؤولية عن المجهود الحربي.
كانت الحرب تسير بشكل سيء، وحث وزير الخارجية اللورد هاليفاكس تشرشل على التفاوض بشأن شروط السلام مع هتلر.
لقد كانت قوة المشاة البريطانية محاصرة في فرنسا. وعلى الرغم من ذلك، كان تشرشل حازما في رفض اقتراح هاليفاكس.
وتم إجلاء مئات الآلاف من جنود الحلفاء من دونكيرك، واستسلمت فرنسا.
وفي 22 يونيو/حزيران، وقع الزعيم الفرنسي المارشال بيتان هدنة مع ألمانيا حيث تم احتلال فرنسا وإجبارها على دفع تكاليف الغزو الألماني وحل جيشها.
وهكذا بات تشرشل يقف بمفرده، وقد دفعت خطاباته بريطانيا لمواصلة القتال حتى انضمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للحرب في عام 1941.
مع تقدم الحرب، سعى تشرشل إلى تأخير غزو فرنسا التي احتلها النازيون لأطول فترة ممكنة خوفا من غاليبولي ثانية.
ولكن مع تنامي الضغط من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تم تحديد الموعد.
وفي 6 يونيو/حزيران من عام 1944، غزت القوات الأمريكية والبريطانية والكندية فرنسا المحتلة من قبل النازيين حيث تم إنزال أكثر من 150 ألف جندي على الأراضي الفرنسية في أكبر غزو بحري على الإطلاق.
وفي منتصف نهار ذلك اليوم، أبلغ تشرشل مجلس العموم بنجاح عمليات الإنزال.
واستسلمت ألمانيا في 7 مايو/آيار من عام 1945. لقد انتصر الحلفاء وقاد تشرشل الأمة إلى النصر.
بعد الحرب
في انتخابات يوليو/تموز العامة، فاز حزب العمال بقيادة كليمنت أتلي الذي أصبح رئيس الوزراء الجديد، فبعد حربين عالميتين كان لسياسات العمال الرامية لزيادة فرص العمل، وإنشاء خدمة الصحة الوطنية، وتأميم الصناعات الرئيسية صدى في تصويت الناخبين من أجل التغيير.
لكن في 26 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1951، وقبل عيد ميلاده السابع والسبعين، قاد تشرشل المحافظين للفوز الانتخابي مرة أخرى.
وقد شهدت هذه الفترة مرضه، فقد أصيب في عام 1953 بشلل جزئي بعد إصابته بسكتة دماغية تواطأ المسؤولون الحكوميون والصحافة على إخفائها.
ورغم المرض فقد ضغط مرارا لإجراء مباحثات مع الاتحاد السوفيتي، لكن حتى بعد وفاة ستالين، فشل في إقناع الولايات المتحدة بالحاجة إلى نهج مشترك.
وقد سمح تشرشل ببرنامج الأسلحة النووية البريطاني في عام 1954 وتناول خطابه الرئيسي الأخير أمام مجلس العموم في عام 1955 خطر التدمير النووي.
الاستقالة والوفاة
بعد استقالته في 5 أبريل/نيسان من عام 1955 بدأ يجنح للاعتزال.
ورغم أنه ظل نائبا حتى عام 1964، لكنه لم يتحدث مرة أخرى في مجلس العموم منذ استقالته .
وقد أمضى معظم وقته في منزله في شارتويل أو في عطلة في الريفيرا الفرنسية.
وفي تلك الفترة وبينما كانت صحته تتدهور شهد إدمان ابنته ساره للكحول وانتحار ابنته الأخرى ديانا، كما كانت علاقته بابنه راندولف مضطربة.
في 24 يناير/كانون الثاني من عام 1965، وبعد 70 عاما من وفاة والده، توفي تشرشل عن عمر يناهز 90 عاما.
واجتمع زعماء العالم وكبار الشخصيات لحضور جنازته في 30 يناير/كانون الثاني. واصطفت حشود ضخمة صامتة في الشوارع لتقديم احترامها حيث تحرك نعشه ببطء عبر وسط لندن إلى كاتدرائية القديس بول.
وشاهد الملايين حول العالم الجنازة بينما كانت بي بي سي تبث الأحداث على الهواء مباشرة، وقد تم دفن تشرشل في أوكسفوردشاير بالقرب من مقر عائلته في قصر بلينهايم حيث وُلد.
[ad_2]
Source link