حرائق الغابات: رجال الإطفاء في فرنسا “ينتظرون المطر، فصل الشتاء، والعون من الله”
- جويل غونتر
- بي بي سي نيوز
هيرفي ترينتين، إلى اليمين، وكريستوف دوبوا. قال ترينتين: “هذا الحريق حُفر في ذهني إلى الأبد”
وقف هيرفي ترينتين، البالغ من العمر 34 عامًا والمخضرم في قسم الإطفاء في إقليم جيروند في فرنسا، على حافة جزء متفحّم من الغابة وهو يمسح الدموع من على خديه. كانت هذه هي المرة الثانية التي يبكي فيها ذلك الصباح.
قال وهو يستجمع نفسه: “أنا آسف. هذه غابتنا. إنه لمن المحزن أن نشاهدها تحترق”.
كان ترينتين وفريقه الصغير يتنقلون في منطقة جنوب مدينة بوردو الفرنسية، في إقليم جيروند، صباح السبت، في محاولة لمكافحة حريق ضخم.
بكى هيرفي ترينتين وهو يصف مشاهدة النيران في منطقته الأصلية، قائلا “إنه لأمر مفجع أن نشاهدها تحترق”
ترينتين لديه ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وعندما يفكر في مستقبل الغابة يفكر فيها أيضًا. قال وهو ينظر إلى قمم الأشجار وما وراءها إلى السماء: “أتساءل ما الذي سيحدث. لا أريد أن أقول إن مستقبلنا يشبه ما نعيشه هذا الصيف، لكن … كما تعلم”.
دخان من حريق قريب في غابة في جيروند بالقرب من بوردو
في صباح يوم السبت، قام طاقم صغير من المتخصصين في فريق ترينتين بإحراق أجزاء من الغابات حول العديد من منازل العائلات لحمايتهم. إنهم يعملون عن طريق إشعال النيران في مناطق قبل الحريق لإزالة المواد القابلة للاشتعال.
حريق تكتيكي في قطعة أرض بجوار منزل عائلة. يجب أن يكون العمل دقيقًا لتجنب إشعال حرائق غابات جديدة.
يوجد الآن أكثر من 1000 رجل إطفاء فرنسي في جيروند، يكافحون هذا الحريق بمساعدة زملاء من دول أوروبية مختلفة. لا يشترك جميعهم في سنوات خبرة ترينتين، وبالنسبة للبعض فهذه هي المرة الأولى التي يواجهون فيها حريقًا هائلاً يمكن أن يتحرك أسرع منك.
عندما بلغ الحريق الجديد ذروته منتصف الأسبوع الماضي، كان ترينتين وزميله كريستوف دوبوا يعملان في الغابة عندما رأوا كرة نارية تطير باتجاههم. قال دوبوا: “إنها مثل موجة قادمة من فوقك، لا يمكنك أن تسبقها. عليك أن تسقط وتستلقي على الأرض”.
يستعد رجال الإطفاء لإطفاء حرائق تكتيكية بالقرب من بلدة هوستون
في وقت لاحق من تلك الليلة، عمل دوبوا على إشعال النيران المضادة على طول طريق سريع حتى الساعة الرابعة صباحًا. قال إن ساعات عملهم كانت تمليها أهواء الحريق.
يقول دوبوا: “إذا لم يكن لديك شغف بهذا العمل، فلا يمكنك القيام به. قد نبدو مثل الرجال الأقوياء ولكننا حساسون. لدينا شغف بالغابة والطبيعة. من المؤلم مشاهدتها وهي تحترق، ومن المؤلم أن نحرق أشجار الصنوبر بأنفسنا لإنقاذها”.
يخطط رجال الإطفاء على خريطة يوم السبت، بالقرب من حافة حرائق الغابات في جيروند
عندما اجتمعوا لتناول الغداء، تحدثوا عن ما فقدوه بسبب الحريق الأسبوع الماضي – حوالي 6200 فدان في ليلة واحدة فقط.
قال جان بيير لو كونف، رئيس فريق الحرائق التكتيكية في منطقة “هوت جارون”، الذي لديه ولدان في القوة: “لقد كنت رجل إطفاء لمدة 40 عامًا، ولم أشاهد مثل هذا الحريق مطلقًا”. وقال “ننتظر المطر والثلج والشتاء والعون من الله”.
النيران تشتعل على طول المحيط المحدد لنيران تكتيكية بالقرب من هوستون
بعد الغداء، تم استدعاء الفريق إلى منطقة غابات على مشارف قرية بيلين-بيليت، وهي قرية مهجورة تعرضت لحريق شديد في يوليو/ تموز ومرة أخرى في أغسطس/ آب. أشعلوا حريقًا تكتيكيًا كبيرًا على بعد 25 مترًا فقط من منزل، لحمايته بعد أن اتصلت صاحبته – كلودي ديكورنو – لتقول إن حريقًا جديدًا اندلع في أرضها.
كلودي دوكورنو
فقدت “كلودي دوكورنو” مئات الأفدنة من أرضها التي تعيش عليها. قالت: “أخشى أن أفقد كل شيء”.
هيرفي ترينتين
هيرفي ترينتين أثناء عمله في الغابة. يقول “عندما يبدأ يومي، لا يكون لدي أي فكرة متى سينتهي”.
