الصين وتايوان: بكين تعلق التعاون مع واشنطن في عدد من القضايا ردًا على زيارة نانسي بيلوسي لتايوان
[ad_1]
أعلنت الصين وقف التعاون من جانبها مع الولايات المتحدة على صعيد عدد من القضايا الرئيسية، وذلك ردًا على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وفي تحدٍّ لتهديدات صينية، وصلت بيلوسي مساء الثلاثاء إلى تايوان، لتصبح بذلك أكبر مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ سنوات، ما أغضب الصين التي أعلنت بدورها عن عمليات عسكرية كبرى حول تايوان التي تقول الصين بتبعيّتها لها، وتتعهد باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
ومن جهتها، تعلن تايوان نفسها جزيرة ديمقراطية تتمتع بالحكم الذاتي.
وتعهدت الخارجية الصينية بتعليق المحادثات الخاصة بالتغير المناخي، وبالحوار العسكري، فضلًا عن تعليق التعاون على أصعدة الجريمة والمخدرات، والهجرة غير الشرعية مع الولايات المتحدة.
كما فرضت بكين عقوبات غير محددة على بيلوسي وعائلتها، دون الإفصاح عن طبيعة العقوبات. ووصفت بكين زيارة المسؤولة الأمريكية بأنها “تدخّل في شؤون الصين ومساس بسيادتها”.
ودافعت بيلوسي عن رحلتها إلى تايوان، قائلة الجمعة إن واشنطن “لن تسمح” للصين بعزل جزيرة تايوان.
ومنذ يوم الخميس، تحيط الصين تايوان بسلسلة من المناورات العسكرية الضخمة والتي واجهت انتقادات من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين.
وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر مصدرين للتلوث في العالم، وكانا قد تعهّدا العام الماضي بالعمل معا عبر اجتماعات منتظمة لحلّ أزمة التغيّر المناخي.
لكن يبدو أن الاتفاقيات بين البلدين باتت مهددة في ظل تردّي العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
من جانبها، انتقدت تايوان ردّ بكين على زيارة بيلوسي. ودعا رئيس وزراء الجزيرة سو تسينغ تشانغ الحلفاء إلى الدفع صوب التهدئة.
وقال تشانغ للصحفيين: “لم نتوقع أن يُقدم أقربُ جيراننا على استعراض قوّتهم على حدودنا وأن يجازفوا بتعريض أكثر الطرق المائية ازدحاما في العالم للخطر وذلك عبر القيام بمناورات عسكرية”.
ولم تعلق بيلوسي، التي وصلت إلى اليابان في إطار جولة آسوية، على المناورات العسكرية الصينية، ولكنها قالت إنه لا بد أن يتمكن السياسيون الأمريكيون من زيارة تايوان بكل حرية.
وأضافت “ربما منعوا تايوان من الزيارات أو من المشاركة في أنشطة بالخارج، ولكنهم لن يعزلوا تايوان بمنعنا من السفر إليها. لن نسمح لهم بعزل تايوان”.
ونوّهت المسؤولة الأمريكية إلى أن الهدف من زيارتها ليس “تغيير الأمر الواقع”، في المنطقة.
وسُئلت بيلوسي عمّا إذا كانت الزيارة تخدم مسيرتها السياسية، فردت قائلة: “إن الأمر لا يتعلق بشخصي، وإنما بهم”.
ووصفت المسؤولة الأمريكية الجزيرة بأنها “واحدة من أكثر بلدان العالم حرية”، وقالت إنها “فخورة” بعملها من أجل رفع المخاوف والقلق بشأن ما يجري في الصين من انتهاكات لقوانين التجارة وحقوق الإنسان وغيرها.
وكانت بيلوسي، البالغة من العمر 82 عاما، وصلت الخميس إلى اليابان قادمة من كوريا الجنوبية، الحليف الأمريكي الآخر في المنطقة. وزارت هناك الحدود مع كوريا الشمالية.
وتعدّ هذه أول زيارة تقوم بها بيلوسي لليابان منذ 2015، وقد التقت الجمعة رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، الذي قال إن اليابان دعت إلى “وقف فوري للمناورات العسكرية”.
وأجرت بيلوسي محادثات مع رئيس مجلس النواب الياباني، هيرويوكي كوسودا، وستلتقي أفرادا من القوات الأمريكية في اليابان.
الصواريخ الباليستية
وقالت طوكيو إن خمسة صواريخ صينية يُعتقد أنها سقطت في منطقتها الاقتصادية، أربعة منها يُفترض أنها حلقت فوق جزيرة تايوان.
وتمتد المنطقة الاقتصادية على 200 ميل بحري من سواحل اليابان بعد مياهها الإقليمية.
وندد كوشيدا بعملية إطلاق الصواريخ واصفا إياها بأنها “مشكلة خطيرة لها تأثير على أمننا وسلامة مواطنينا”.
وتقع منطقة أوكيناوا اليابانية الجنوبية قريبا من تايوان، كما أن هناك عددا من الجزر الصغيرة متنازعا عليها بين طوكيو وبكين.
وأثار الرئيس الأمريكي جو بايدن غضب الصين في زيارته لليابان عندما قال إن القوات الأمريكية ستدافع عن تايوان إذا حاولت الصين السيطرة عليها بالقوة.
ولكن بايدن وفريقه أكدوا على أن سياسة الولايات المتحدة المعروفة تجاه تايوان لم تتغير. وتدعم واشنطن حكومة تايوان، ولكنها من الناحية الدبلوماسية تعترف ببكين وليس بتايبيه. وتعترض على إعلان استقلال تايوان، كما ترفض في الوقت نفسه سيطرة الصين عليها.
وقالت بيلوسي الجمعة إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد “أرضية تفاهم” مع الصين بشأن قضايا حقوق الإنسان وتغيّر المناخ.
وأضافت: “زيارتنا لا تحدد الصورة التي ينبغي أن تكون عليها العلاقات بين الولايات المتحدة والصين؛ القضية أكبر من ذلك بكثير. وعلينا أن نعترف بأننا مطالبون بالعمل المشترك في بعض المجالات”.
[ad_2]
Source link