انفجار مرفأ بيروت: كيف تغيّر وجه المدينة التي أنهكتها أزمة اقتصادية حادة
[ad_1]
- ماري-جوزيه القزي
- بي بي سي عربي
في الذكرى الثانية للانفجار الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت يوم 4 أغسطس/ آب من العام 2020 ودمر جزءاً هائلاً من المدينة، نستعرض بالصور، كيف تغير وجه المدينة على مر السنوات القليلة الماضية. وتحديداً قبل بدء الأزمة الاقتصادية الحادة في العام 2019 وبعدها، مروراً بالحدث الذي يعتقد أنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.
يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية
أدى الانفجار في المرفأ حيث كان يخزن 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ سنوات، إلى مقتل 224 شخصاً وجرح 6 آلاف آخرين وتشريد حوالى 300 ألف شخص.
لا تزال تفاصيل أسباب حدوث الانفجار عند الساعة السادسة و8 دقائق من يوم الثلاثاء ذلك، مجهولة حتى اليوم، مع عدم اكتمال التحقيق، بعد اصطدام القاضي الذي يتولى التحقيق بالملف، بمعوقات تتعلق بالحصانة القانونية التي يتمتع بها النواب. ويرى البعض أن هذه القوانين تعرقل سير العدالة وتمنع من محاسبة المسؤولين.
لم يتم ترميم مبنى شركة كهرباء لبنان بعد الانفجار، ولا تزال أكوام الردم موجودة في أرجاء المكان.
فقد عدة أشخاص من الموظفين في المؤسسة الرسمية، حياتهم في ذلك اليوم داخل مبنى الشركة الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن المرفأ.
يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية
كان المبنى الذي يستضيف “مقهى إم نزيه”في الجميزة، بدوره من أكثر المباني تضرراً في الانفجار. وأصيب عمال المقهى بجروح خطيرة بحسب ما أكد المالك، ماك ماكليناهان وهو أمريكي، في حديث مع بي بي سي عربي.
تم افتتاح المقهى في المبنى الذي كان مهجوراً قبل ذلك في عام 2010 بحسب ماكليناهان.
وتمّ تدعيم المبنى لأنه مهدد بالانهيار. ولم يعد المكان يضج بأصوات رواده من الصباح الباكر وحتى ساعات الليل المتأخرة ولم تعد “حلوة الليالي”.
تضرر 640 مبنى تاريخياً في الانفجار بحسب منظمة اليونسكو, حوالي 60 منهم كانوا معرضين لخطر الانهيار. تعهدت المنظمة بقيادة جهود الترميم الدولية وقدرت التكلفة الإجمالية للترميم بـ 300 مليون دولار.
يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية
كان لمبنى “البيت الأزرق” الذي كان يستضيف مطعم “أبيتيتو تراتوريا” المختص بالمطبخ الإيطالي، حصته في جهود إعادة الإعمار.
لم يكن الدمار الذي تسبب به انفجار المرفأ عام 2020 السبب الوحيد الذي غيّر وجه بيروت. بل كان للأزمة الاقتصادية التي بدأت تظهر إلى العلن في أواخر العام 2019، وطأة على تبدّل المدينة.
وللمفارقة، فإنّ أكثر المناطق المهجورة في بيروت اليوم هو وسط المدينة.
بدأت قصة هجر الناس لمنطقة وسط بيروت التي تستضيف المقاهي والمطاعم والمتاجر الفاخرة، منذ العام 2015، بفعل أزمات سياسية متعاقبة أولاً وغياب السياح، وبفعل التظاهرات التي أشعلتها أزمة نفايات كبيرة على صعيد البلاد في ذلك الوقت.
تستضيف المنطقة مبنى البرلمان اللبناني ومبنى رئاسة الوزراء وساحتي الشهداء ورياض الصلح اللتين عادةً ما تقام فيهما التحركات الاحتجاجية والمطلبية.
بعد بداية الأزمة الاقتصادية عام 2019 وتحرك عشرات الآلاف في شوارع وسط المدينة، قامت السلطلت اللبنانية باستقدام جدران عملاقة من الإسمنت لمنع المحتجين من الوصول الى المجلس النيابي ومقر رئاسة الوزراء. ولم يتم رفع الجدران هذه حتى أواخر مايو/ أيار الماضي.
أقفل إثر ذلك كل ما كان تبقى من مقاه ومطاعم في ساحة النجمة التي كانت يوماً ما تعج بالناس والسياح والأطفال.
بيروت في العتمة
ومن “عتمة” بيروت الأمنية والاقتصادية والسياسية ننتقل الى العتمة بالمعنى الحرفي للكلمة.
ولطالما عانى لبنان من تقنين في التيار الكهربائي، إلا أنّ الوضع أصبح بغاية السوء منذ أواخر العام 2020، مع عدم قدرة الدولة على تأمين المال اللازم لشراء الوقود وتشغيل محطات توريد الكهرباء.
يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية
أثر الوضع الاقتصادي والمعيشي السيء والنقص في التغذية الكهربائية على حياة اللبنانيين اليومية بشكل كبير.
ومع عدم توفر الكهرباء سوى لساعة أو اثنتين من أصل ساعات اليوم الـ24 في الكثير من المناطق اللبنانية في الفترة الأخيرة، أصبح اعتماد اللبنانيين على المولدات الخاصة أكبر. إلا أنّ التكاليف المترتبة على ذلك، والنقص في مادة المازوت، أدت بدورها إلى تقنين في ساعات التغذية التي يؤمنها أصحاب المولدات. وبقيت المنازل والساحات والشوارع بلا أضواء.
يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية
ولم تسلم الأماكن العامة المجانية القليلة في المدينة من العتمة.
يرجى تحديث المتصفح للاطلاع على الخصائص التفاعلية
وعلى بعد بضع خطوات قليلة من المكان الذي التقطت فيه الصورتين أعلاه على كورنيش بيروت، يصبح الظلام حالكاً وتنعدم الرؤية.
سألنا أحد المشاة لماذا لا يزال يزور الكورنيش رغم العتمة التامة. وقال ماهر لبي بي سي عربي، إن الكورنيش “هو متنفس الناس الوحيد في مدينة تقع على البحر ولا يرى سكانها بحرها سوى لدى نزولهم الى الكورنيش”.
ويضيف الشاب العشريني أن جميع الأماكن في عتمة أصلاً، وأنه يشعر ببعض الارتياح لدى رؤيته “لأضواء المراكب في البحر”.
ويختم ماهر حديثه لبي بي سي عربي قائلاً: “إذا بقي الناس في بيوتهم المعتمة، سيزيد ذلك من الشعور بالكآبة المنتشر” بين سكان البلاد.
وقال كل من علي وسارة وهما زوجان أتيا من العاصمة العراقية بغداد، لزيارة لبنان مع طفلهما الذي يبلغ سنوات قليلة، أنهما كانا زارا لبنان قبل 4 سنوات “ولكن لم يكن الوضع مماثلاً”.
وأشار علي في حديثه لبي بي سي عربي أنه كان يناقش مسألة العتمة وغياب الأضواء مع زوجته قبل أن نستوقفهما لأخذ مقابلة.
وقالت سارة: “كان هناك أضواء وحياة. لا يوجد حياة الآن. ولكن الشعب ما زال يحاول”.
إذن، على الرغم من الدمار الذي لحق بالمدينة والوضع الاقتصادي السيء، لا يزال اللبنانيون يتمسكون بالحياة، أو على الأقل، يحاولون أن يفعلوا ذلك، على أمل أن يجدوا يوماً ما الضوء في نهاية النفق.
شارك في إعداد هذا التقرير المصوّر داني أبي خليل وفريق الصحافة المرئية في بي بي سي.
[ad_2]
Source link