أزمة سريلانكا ستحدث في دول نامية أخرى- فاينانشيال تايمز
[ad_1]
نبدأ جولتنا من صحيفة فاينانشيال تايمز، ومقال بعنوان “المشاكل قادمة للأسواق الناشئة بعد سريلانكا” كتبته ميغان غرين.
ترى الكاتبة أن أزمة سريلانكا المثقلة بالديون، مع نفاد احتياطيات النقد الأجنبي وانخفاض إمدادات الوقود وفقدان الأمل، تشير إلى أن المشاكل قادمة في الدول ذات الأسواق الناشئة، وليس هناك الكثير أمام قادة تلك الدول يمكنهم فعله حيال ذلك.
جذور الأزمة
واستعرضت الكاتبة تطورات الأزمة المالية في سريلانكا، بداية من خفض الرئيس السابق لبعض الضرائب عام 2019 ما أدى لعجز إيرادات الضرائب بنحو 2 في المئة من الناتج المحلي لإجمالي، ثم جائحة كوفيد 19 التي ضربت قطاع السياحة الذي يمثل مصدرا مهما للعملة الأجنبية هناك، مرورا بمحاولة جعل الزراعة تعتمد على الأسمدة العضوية ما ضرب المحاصيل الغذائية، وأدى لزيادة فاتورة استيراد الأرز على حساب احتياطي العملات الأجنبية، وأخيرا الحرب الروسية على أوكرانيا والتي أدت لارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، ما أوقع سريلانكا في فخ التخلف عن سداد الديون.
وكتبت “تخلفت سريلانكا عن سداد ديونها بعد شهرين (من الحرب الروسية الأوكرانية) في مايو/ أيار، بعد أن اختارت إنفاق الاحتياطيات الأجنبية المتبقية على السلع الأساسية بدلا من السداد للدائنين. وقبل أن تتخلف الدولة عن السداد رسميا، طلبت قيادتها متأخرا خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي”.
وتحذر الكاتبة من أن سريلانكا “لن تكون الدولة الأخيرة التي يتعين عليها الاختيار بين دعم الضروريات أو السداد للدائنين”.
وفي أحدث تقرير له عن آفاق الاقتصاد العالمي، توقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض النمو في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية من 6.8 في المئة في عام 2021 إلى 3.6 في المئة هذا العام. ومن المرجح أن تدخل الولايات المتحدة ومنطقة اليورو في حالة ركود بحلول نهاية عام 2023.
ومع ضعف النمو في الأسواق الناشئة وارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة لأعلى معدل منذ 40 عاما، ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بشكل كبير، ترتفع تكاليف الاقتراض على الدول الناشئة وتزداد صعوبة سداد فوائد الديون المقومة بالدولار.
تقول الكاتبة “خارج سريلانكا، قائمة البلدان النامية التي تبدو معرضة للخطر طويلة ومتنوعة. أكثر من 20 دولة من دول الأسواق الناشئة لديها عائدات سندات أجنبية (التي هي أحد أشكال الاقتراض) تزيد عن 10 في المئة. وتجري باكستان وغانا ومصر وتونس محادثات للحصول على برامج إنقاذ من صندوق النقد الدولي”.
وترى الكاتبة أن ما يمكن أن يغيث تلك الدول هو حدوث انكماش في الاقتصاد الأمريكي الأكبر في العالم، ما يمكن أن يؤدي لانخفاض الطلب على الطاقة ويدفع الدولار للانخفاض، ومن ثم يقلل من تكلفة الاقتراض العالمية.
لكن الركود في أكبر اقتصاد في العالم لن يكون خبرا جيدا بشكل عام، حسب الكاتبة، مرجحة أن يكون تعليق صندوق النقد الدولي على مستقبل الأسواق الناشئة هو إنه: “قاتم وأكثر غموضا”.
“حرب نووية مفاجئة”
ننتقل إلى صحيفة الغارديان التي كتبت افتتاحية بعنوان “رأي الغارديان في الحرب النووية: حوار أم تدمير”.
تناولت الصحيفة حديث السير ستيفن لافغروف، مستشار الأمن القومي البريطاني، في واشنطن هذا الأسبوع عن انقطاع الاتصالات مع روسيا والصين.
وترى الصحيفة أنه عندما تحذر أكبر شخصية في مؤسسة الدفاع والأمن البريطانية من زيادة خطر نشوب حرب نووية مفاجئة، فإنه يجب على الباقين الانتباه وأن يؤخذ كلامها على محمل الجد.
وأشارت الغارديان إلى تزايد الخطر الدولي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، واستخدام موسكو لصواريخ كينجال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتهديداتها بمزيد من التصعيد من خلال ترسانتها النووية، بالإضافة إلى مواقف الصين الأكثر عدوانية بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي. وأخيرا ما تضيفه كوريا الشمالية “حيث يبدو أن كيم جونغ أون يستعد لأول تجربة نووية للبلاد منذ خمس سنوات” وكذلك إيران إلى التقلبات الحالية.
حذر السير ستيفن من أن ما يحدث ليس عودة إلى التوترات النووية خلال حقبة الحرب الباردة. وفي تلك الأيام، كما يرى، فهم كل من الناتو والاتحاد السوفيتي إلى حد كبير عقيدة الآخر العسكرية للردع والاحتواء وتجنب البدء باستخدام الأسلحة النووية.
تقول الغارديان “ليس هذا هو الحال اليوم. العقيدة النووية مبهمة، وربما مختلفة، في موسكو وبكين، ناهيك عن بيونغ يانغ. وبالتالي فإن ظروف عدم الاستقرار أعظم”.
لقد تضرر الإيمان الغربي بالحوار مع الخصوم المعادين بشكل كبير من الغزو الروسي لأوكرانيا. وستؤدي مواجهة مماثلة مع الصين بشأن تايوان إلى مزيد من زعزعة الثقة، حسب الصحيفة.
“لكن السير ستيفن محق في قوله إن على جميع الأطراف أن تستمر في البحث عن طرق لإجراء الحوار. بعض المؤسسات أفضل من لا شيء على الإطلاق”.
متى ينتهي الوباء؟
ومن صحيفة الغارديان أيضا مقال كتبته إيريكا شارترز بعنوان “متى ينتهي كوفيد فعلا؟”
بدأت الكاتبة بالإشارة إلى مرور عامين منذ ظهور وباء كوفيد 19، ونحو 18 شهرا من بدء التطعيمات على نطاق واسع، وعلى الرغم من ذلك “لا يزال يبدو أن هناك القليل من الإجماع حول مرحلة الوباء التي نحن فيها الآن”، فهل انتهى الوباء مع رفع العديد من الدول ومنها بريطانيا القيود على السفر وزيادة السفر بالطائرات أم أنه – في ظل تزايد حالات الإصابة واستمرار التدابير الصحية الفردية – لم يقترب من نهايته؟
وفقا لتحليل الأوبئة السابقة، ترى الكاتبة أن النهايات الفعلية للأوبئة طويلة ومُختَلف بشأنها بين الحقائق الطبية للمرض والأضرار والعلاجات، والتداعيات السياسية والاقتصادية لتدابير الطوارئ، والخلافات حول من لديه السلطة لإعلان نهاية الوباء وما يجب قياسه لتوجيه هذه العملية.
واستشهدت الكاتبة بوباء إنفلونزا الخنازير وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وكتبت “لا تنتهي معظم الأوبئة بزوال المرض، ولكن عندما لا تؤدي معدلات الإصابة إلى حدوث أزمة طبية – وهي النقطة التي تصل فيها المعدلات إلى المستويات الطبيعية أو المتوقعة أو المقبولة محليا”.
“تُظهر الاختلافات في الرأي بشأن الاستجابات لمعدلات مرض كوفيد 19 – سواء للحفاظ على تدابير الصحة العامة أو إعادتها، ومتى يتم تخفيفها – نقاشات حول المستوى المقبول للعدوى، وكذلك من الذي يجب أن يقرر ذلك”.
وأشارت الكاتبة إلى أن أحداثا – مثل الحروب وعدم الاستقرار السياسي – يمكنها إعادة توجيه القلق العام والموارد السياسية إلى أزمات أخرى، مثلما حدث مع الحرب الروسية الأوكرانية وزيادة أسعار الطاقة والغذاء والتي دفعت الاهتمام بكوفيد إلى الخلف.
“إن الأوبئة ليست سلسلة من الأحداث البيولوجية المنفصلة، التي تنتقل ببساطة إلى التاريخ مع اختفاء المرض”.
لكنها أيضا أزمات أخلاقية تختبر حدود التماسك الاجتماعي والثقة. وكما نشهد الآن بالنسبة لكوفيد 19، فإن العملية النهائية هي فترة من الحساب الأخلاقي، مع مناقشات حول “الدروس المستفادة”.
واختتمت “يبدو أننا في خضم هذه العملية، حيث يناقش الخبراء الطبيون معدلات الإصابة المقبولة، ويناقش السياسيون الآثار المترتبة على رفع القيود، ونناقش مع أقاربنا وأصدقائنا وجيراننا أفضل السبل لعيش حياتنا”.
“لحظة حاسمة”
وأخيرا نختتم جولتنا مع صحيفة التايمز، ومقال بعنوان “معركة خيرسون لحظة حاسمة في حرب أوكرانيا”، كتبه مايكل إيفنز.
ويرى الكاتب أن المعركة حول خيرسون، المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا التي احتلتها القوات الروسية، ستكون هي اللحظة الحاسمة في الحرب التي تدخل الآن شهرها السادس.
الميناء الحاسم على البحر الأسود له أهمية إستراتيجية لكلا الجانبين. بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت المدينة هي الأولى التي سقطت في أيدي القوات الروسية بعد الغزو في 24 فبراير/ شباط، ولا تزال مفتاح طموحاته للسيطرة على جنوب أوكرانيا، ولا سيما الموانئ على طول البحر الأسود وبحر آزوف، وربطها بشبه جزيرة القرم التي تم ضمها لروسيا منذ عام 2014.
في المقابل، أصبحت استعادة خيرسون أولوية ملحة بالنسبة لحكومة كييف. ولن تكون ضربة لبوتين إذا تم طرد القوات الروسية من المدينة فحسب، بل قد تجبره، ليس للمرة الأولى، على إعادة حساب أهدافه الاستراتيجية.
وبالنسبة للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، فإن الفشل في إيقاف الجيش الروسي عن مساره بينما يحاول تنفيذ أوامر الزعيم الروسي في الجنوب يمكن أن يؤدي إلى كارثة على الاستقلال الاقتصادي لأوكرانيا في المستقبل.
وعلى الرغم من “الانتشار الضعيف للجيش الروسي في خيرسون”، إلا أن الكاتب يعدد التحديات التي تواجه أوكرانيا لتحقيق هذا الهدف، وأهمها أن نظام الصواريخ الأمريكي متعدد الإطلاق “هيمارس” لن يكون كافيا وإنما يتطلب الأمر دورا حاسما لقوات المشاة أيضا، “وبعد معاناتهم (الأوكرانيون) من العديد من الضحايا خلال الأشهر الخمسة الماضية، يبدو من غير المحتمل شن هجوم واسع النطاق ضد المواقع الروسية في المدينة”.
ولتقويض الإمدادات اللوجستية لقوات الاحتلال الروسية في منطقة خيرسون، يحتاج الجيش الأوكراني إلى استهداف الجسور الرئيسية في المنطقة، الأمر الذي يبدو غير ممكن “لأنه إذا نجح الهجوم المضاد ضد القوات الروسية في خيرسون، فسوف يحتاج (الأوكرانيون) إلى تشغيل تلك الجسور بأنفسهم”.
[ad_2]
Source link