البابا فرنسيس: الحبر الأعظم في “حج تكفير عن الذنوب” إلى كندا
[ad_1]
يقوم البابا بزيارة تاريخية إلى كندا، لتقديم اعتذار رسمي عن الأذى الذي تسببت به المدارس الداخلية في جميع أنحاء البلاد.
وقد وصف البابا فرنسيس (85 عاماً) الزيارة بأنها “حج للتكفير عن الخطايا”، وأعرب عن أمله في أن تساعد بمعالجة الأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية في حق السكان الأصليين في كندا.
تستمر رحلة البابا حتى يوم الجمعة، وستشمل مقاطعات ألبرتا وكيبيك وإقليم نونافوت الشمالي.
لكن زيارة البابا لن تشمل مقاطعة بريتيش كولومبيا، حيث اكتشفت الصيف الماضي أدلة على وجود نحو 200 قبر غير معروف على أرض مدرسة داخلية سابقة، ما فتح الباب على دعوات وطنية للمصالحة في البلاد.
لماذا يزور البابا كندا؟
عملت كندا جاهدة على ترسيخ مسار المصالحة، بهدف إصلاح العلاقة بين السكان الأصليين والسكان غير الأصليين والحكومة، في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2015، سلّط تقرير تاريخي الضوء على الانتهاكات التي تعرض لها الناجون من شبكة كانت تعرف بـ”نظام المدارس السكنية الكندية الهندية”، وهي المدارس الداخلية التي مولتها الحكومة الكندية وأشرفت عليها الكنائس المسيحية.
وكانت تلك الشبكة جزءاً من سياسة تهدف إلى دمج أطفال السكان الأصليين وتدمير ثقافات ولغات السكان الأصليين.
وانتزع نحو 150 ألف طفل من أبناء الأمم الأولى، وأبناء شعوب الميتي والإسكيمو (الإنيوت) من عائلاتهم ووضعوا في تلك المدارس.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية تدير ما يصل إلى 70 في المئة من المدارس الداخلية. كان هناك أكثر من 130 مدرسة من هذا النوع منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وأُغلق آخرها عام 1996.
وسلط “تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية” الضوء على قصص الناجين من المدارس. وتعرض الكثيرون لسوء المعاملة والمرض وسوء التغذية، ووصفت اللجنة نظام المدارس الداخلية بأنه عنصر مركزي في سياسة “الإبادة الجماعية الثقافية”.
ومن ضمن “دعوات العمل” الواردة في التقرير طلب البابا الاعتذار عن دور الكنيسة الكاثوليكية في إدارة المدارس.
وفي مايو/أيار 2021 ، عثر على أدلة، باستخدام تقنية الرادار المخترقة للأرض، على قبور لأطفال في موقع مدرسة سابق في منطقة للسكان الأصليين في بريتيش كولومبيا.
حظي هذا الاكتشاف باهتمام دولي وتسبب في الكثير من الصدمة في كندا.
وبدأت جماعات السكان الأصليين الأخرى في إجراء عمليات بحث مماثلة بالقرب من مواقع المدارس السكنية، وحتى الآن، تم العثور على أدلة على أكثر من ألف مقبرة.
وكثفت هذه النتائج الدعوات من قادة السكان الأصليين للاعتذار الرسمي من البابا.
وفي أبريل/نيسان، اعتذر البابا لوفد من السكان الأصليين سافر إلى الفاتيكان، قائلاً إن المدارس الداخلية سببت له “الألم والعار”.
ووعد بلقاء مجتمعات السكان الأصليين في كندا والمساعدة في جهود المصالحة.
ما هو جدول البابا في كندا؟
تشمل زيارة البابا عدداً من الفعاليات العامة والاجتماعات الخاصة، ومن المتوقع أن يلقي خطاباً الأربعاء في كيبيك بعد اجتماع مع رئيس الوزراء، جاستن ترودو، الحاكمة العامة ماري سيمون، أول شخص من السكان الأصليين يشغل هذا المنصب.
وسيحتفل فرنسيس بالقداس في اليوم التالي في سانت آن دو بوبر، وهو موقع حج للكاثوليك على نهر سانت لورانس، ومن المتوقع حضور 15 ألف شخص.
زيارة “مهمة” بعد عقود من كفاح النشطاء
رحب زعماء السكان الأصليين في كندا باعتذار البابا، لكن الكثيرين يأملون أن يتوسع البابا الآن في ملاحظاته التاريخية.
وقالت كريستال جيل فريزر، الأستاذة المساعدة في التاريخ والدراسات المحلية في جامعة ألبرتا، إن زيارة البابا كانت “مهمة”، واتبعت عقوداً من النشاط والدعوات للمساءلة من مجتمعات السكان الأصليين.
وأضافت أن اكتشاف القبور التي لا تحمل شواهد كانت عاملاً أساسياً في موعد الزيارة.
وقالت فريزر، وهي من أعضاء المركز الوطني الكندي للحقيقة والمصالحة، إنها تنتظر أكثر من مجرد اعتذار من البابا فرنسيس.
وقالت فريزر: “مثل العديد من محطات التاريخ الكندي، سمعنا اعتذارات تأتي وتذهب. بالنسبة لي، سأنتظر أعمال الكنيسة الكاثوليكية بعد ذلك”.
وقالت إن هذا يشمل تعويض الناجين وإصدار وثائق بشأن الموظفين ورجال الدين السابقين الذين أداروا المدارس.
وقالت فريزر: “ما زلنا نسعى وراء الحقيقة”.
ويريد بعض زعماء السكان الأصليين أن تتخلى الكنيسة الكاثوليكية عن عقيدة، صدرت على شكل سلسلة من الوثائق الرسمية الصادرة عن البابا، ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر، قائلة إنها استخدمت “كمبرر قانوني وأخلاقي لنزع الملكية الاستعمارية” للسكان الأصليين.
كما وجهت انتقادات للبابا فرنسيس لعدم اشتمال جدول زيارته على المنطقة التي اكتشفت فيها القبور على الرغم من دعوة رسمية.
واتهم اتحاد رؤساء السكان الأصليين البابا بإظهار “تجاهل صارخ” لاعترافه الجاد بالأضرار التي تسببت فيها المدارس الداخلية.
ولكن المؤتمر الكندي للأساقفة الكاثوليك، المكلف بالتخطيط لزيارة الحبر الأعظم قال إنه بالنظر إلى “سن البابا المتقدم وحجم كندا”، فإنه سيركز على “مجموعة مستهدفة من المجتمعات”، على الرغم من الطلبات العديدة لزيارة المواقع في أنحاء البلاد كافة.
وواجه البابا فرانسيس مؤخراً مشاكل صحية، ويستخدم كرسياً متحركاً للتنقل منذ مايو/أيار. وأجبرته المشاكل المستمرة في ركبته على إلغاء رحلته الأخيرة إلى إفريقيا.
[ad_2]
Source link