روسيا وأوكرانيا: الغرب لديه فائض في الأماني ونقص في العزم إزاء موسكو – في الصنداي تايمز
[ad_1]
نستهل جولتنا في الصحف البريطانية من الصنداي تايمز ومقال للكاتب رود ليديل بعنوان “للأسف في أوكرانيا، الغرب لديه فائض في الأمانيّ ونقْص في العزم”.
وأخذ الكاتب يعيب التغطية الإعلامية الغربية لسير الحرب في أوكرانيا ميدانيًا، مشيرا إلى خروج خبراء عسكريين غربيين كل بضعة أيام قائلين إن الروس عاجزون تمامًا، وإن التمرد يستشري بين جنودهم، فضلًا عن أن تكتيكاتهم العسكرية بالية في مواجهة المدفعية الثقيلة للأوكرانيين المسالمين الديمقراطيين النبلاء.
ويشير الكاتب إلى أن كل تصريح يدلي به سياسي أوكراني يؤخذ كما هو مهما كان مثيرا للسخرية، ومن ذلك أن بوتين نجا من محاولة انقلاب، فضلًا عن التقارير الخاصة بأعداد القتلى على الجانبين.
ويلفت ليديل إلى أن الانتصارات الأوكرانية مهما كانت متواضعة تحظى بتغطية إعلامية غربية كبيرة، بخلاف العمليات الروسية مهما كانت كبيرة – ما لم تكن قصفا لملجأ أيتام، على سبيل المثال لا الحصر.
يقول الكاتب إن المشكلة تتمثل في أن رؤية الغربيين للحرب ليست محايدة وإنما هي مدفوعة بأمانيّ إيقاف بوتين وما يمثّله من خطر داهم.
ولا أدل على ذلك، بحسب كاتب المقال، من إصرار صحف غربية على القول إن بوتين يبدو مريضا حائل اللون، وإن وجهه منتفخ، وإنه يتحرك بصعوبة (رغم ممارسته لعبة هوكي الجليد)، وإن يديه ترتعشان، وإنه باختصار لن يعمّر طويلا.
وهنا يشير الكاتب إلى تقرير وكالة المخابرات الأمريكية سي آي أيه، والذي يفيد بأن بوتين يتمتع بصحة جيدة للغاية كما لو كان لا يزال شابا.
يقول ليديل: “إذا كنتم تنتظرون موت بوتين، فقد يطول انتظاركم”.
ويرى الكاتب أن السبب وراء هذا العوار في رؤية الإعلام الغربي لسير الحرب الأوكرانية ميدانيا هو العجز التام والشعور بالخزي إزاء هذا العجز.
يقول ليديل إن الفزع من تحذير الكرملين من نشوب حرب عالمية ثالثة حال تدخّل الغرب في الحرب، وما قد يصاحب ذلك من استخدام للسلاح النووي، دفع الغرب إلى اللجوء لسلاح العقوبات “الجبان”.
لكن متى كانت العقوبات مجدية؟ يتساءل الكاتب الذي رأى أنها في حالة الحرب الأوكرانية أثبتت فشلها بامتياز أكثر من أي وقت مضى. ويضيف: ها هي روسيا المكتفية ذاتيا تبلي بلاء حسنا، بينما الدول التي تفرض عليها عقوبات تعاني ويلات التضخم ونقْصَ احتياجاتها من الغاز.
ويؤكد ليديل أنه لا يوجد إجماع عالمي بشأن بوتين.
يقول الكاتب إن الدول الغربية تمد أوكرانيا بالسلاح التي تخشى هذه الدول نفسها استخدامه، وبسبب هذه الخشية فإن عملية الإمداد تسير بوتيرة بطيئة وتكون مصحوبة بكل التحذيرات والاشتراطات الضرورية لإبقاء الغرب بعيدا عن المواجهة مع الروس.
باختصار -يقول ليديل- إن الغرب يريد الكثير مقابل أقل القليل؛ فهو يريد أوكرانيا أن تنتصر على أن يُعيد لنفسه الفضل في هذا النصر، لكنه في الوقت ذاته ليس لديه استعداد لعمل أي شيء قد يُفسد عليه رفاهيته.
ويختتم الكاتب قائلا: “أخشى أننا قد نضطر في لحظة ما لمواجهة الروس .. بدلا من ترك أفقر دولة أوروبية في المواجهة وحدها بينما نكتفي نحن بالوقوف في مدرجات المتفرجين نصرخ ونهتف على نحو مثير للشفقة.”
“سنضطر إلى التكيّف مع تغيّر المناخ، وليس الحدّ من آثاره فحسب“
وننتقل إلى الفاينانشيال تايمز، التي تطالعنا في نسختها الرقمية، بافتتاحية تحت عنوان “موجات الحر تؤكد على ضرورة تغليظ العهود الخاصة بتغيّر المناخ”.
واستهلت الصحيفة بالقول إن من طبيعة البشر الاهتمام بالقريب من الأمور أكثر من البعيد. وقد كان الكثيرون في الغرب يظنون أن تبعات التغيّر المناخي، على خطورتها، هي شيء من نصيب آخرين يعيشون بعيدًا عنهم، وأن تلك التبعات على أسوأ تقدير لن تصل إليهم إلا بعد أجيال.
لكن ذلك الظن لم يعد قائمًا وقد أصبحت التحذيرات من حالة طوارئ مناخية حقيقة واقعة يعايشها الغرب الآن، كما ضربت موجة حرارة شديدة مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي بدءا من أوروبا الغربية إلى الصين مرورا بالولايات المتحدة. واشتعلت حرائق هائلة، وجفّت أنهار، واضطر آلاف البشر إلى النزوح من ديارهم. وسجلت المملكة المتحدة أعلى درجة حرارة تعيشها على الإطلاق فوق حاجز الأربعين مئوية، مما أسفر عن تعطّل الخدمات العامة، وتوقف شبكات النقل.
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا لم تكن وحدها في مواجهة موجة الحر الشديد، وأن دولا أوروبية أخرى تعايش منذ أسابيع طقسا قاتلا. ففي إسبانيا، التي اعتادت على فصول الصيف الحارة الطويلة، تشير التقديرات الرسمية إلى وفاة أكثر من 500 شخص حتى الآن في يوليو/تموز بسبب الحر الشديد.
ولم يكن الطقس الذي نعايشه في هذا الصيف مفاجئا؛ فقد توقعه خبراء الأرصاد وبدقة مدهشة. وتشير التوقعات إلى أنه، ما لم تُتخّذ إجراءات، سيتكرر قدوم تلك الموجات الحارة بشكل متواتر وبدرجات أعلى. وفي ظل ذلك ستصبح درجات الحرارة التي رُصدت هذا العام أمرًا معتادا.
وهذا يعني، وفقا للصحيفة، أن هناك أياما ستأتي أشدّ حرارة. وستظلّ دائرة تلك الحلقة المُفرغة من الشتاءات الجافة والأصياف الحارة والغابات المشتعلة بالحرائق، حتى لو التزمت الدول بتعهداتها الراهنة الخاصة بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
ويعني ذلك، بحسب الصحيفة، أن الدول ستجد نفسها مضطرة إلى التكيف مع تغير المناخ، وليس الحد من آثاره فحسب، وذلك يتطلب اتخاذ تدابير تفاعلية طارئة وصولا إلى مرحلة التخطيط الاستباقي.
وهنا يمكن اتخاذ بعض الخطوات البسيطة، ومن ذلك تسمية الموجات الحارة وتقدير أوقات هبوبها ورفع الوعي الشعبي بالمخاطر الصحية للإجهاد الحراري – كما تفعل السلطات الإسبانية حاليا.
لكن حتى البلاد معتدلة المناخ ستحتاج إلى اتخاذ تدابير. المملكة المتحدة على سبيل المثال، ستحتاج إلى عملية تحديث كبيرة لبنيتها التحتية ومبانيها بحيث تتحمل الطقس، وسيحتاج ذلك وقتا ومالا.
ولا يعني التكيف مع تغير المناخ التوقف عن محاولة الحد من الانبعاثات. ومن دواعي الأسف أن الزخم الذي صاحب مؤتمر كوب26 الذي عُقد العام الماضي قد تبدد. وبحسب الصحيفة، لم يلتزم غير عدد قليل من الدول بتعهداته الخاص بالحد من الاحترار العالمي.
ونوهت الصحيفة إلى أنه لم يتبق سوى أربعة أشهر على استضافة مصر قمة كوب المقبلة. وسيجري انعقاد القمة بالتزامن مع إجراء الانتخابات النصفية للكونغرس في الولايات المتحدة، وسط توقعات بتردي أزمة تكلفة المعيشة، فضلا عن استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا – وفي خضم تلك الأحداث، سيكون التغير المناخي وعواقبه متواريا في الذاكرة.
لكن ما يجب الآن هو أن توف دول مجموعة العشرين، التي تسهم بنحو 75 في المئة من الانبعاثات العالمية، بتعهداتها الخاصة بالاحتباس الحراري.
واختتمت الصحيفة بالقول إن التغير المناخي لا يمكن تناسيه في الوقت الراهن، وإن الطقس سيزداد سوءا، لكننا مع ذلك يمكن أن نتحكم في مدى هذا السوء.
بريكست “بريء“ من أزمة طوابير دوفر
ونختتم جولتنا من الصنداي تلغراف التي نشرت افتتاحية بعنوان “أنصار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يتحيّنون الفرص لانتقاد بريكست”.
تقول الصحيفة إن الغلاة من أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي يحرصون على تحميل بريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد) اللوم في هذه الطوابير الكابوسية التي يعج بها ميناء دوفر على القنال الإنجليزي (بحر المانش الفرنسي).
ويزعم هؤلاء، بحسب الصحيفة، أن أمثال هذه المشكلة لم تكن قائمة زمن وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وهؤلاء إنما يحاولون استغلال الفوضى القائمة على الحدود للخوض من جديد في معركة انتهت وقائعها منذ سنوات.
ولو أن هؤلاء ألقوا بالا للحقائق، لتبيّن لهم مقدار خطئهم، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن المملكة المتحدة لم تكن في يوم من الأيام ضمن منطقة شنغن، وعليه فإنها كانت دائما تشغّل حدودا مع فرنسا لأغراض السفر.
وفي حقيقة الأمر، بحسب الرئيس التنفيذي لميناء دوفر دوغ بانيستر، لم تكن الطوابير بسبب بريكست أبدا، ولكن بسبب شيء أبسط من ذلك بكثير؛ إذ لم تكن معابر المهاجرين مفتوحة يوم الجمعة، ولما كان صباح يوم السبت عاد الموظفون في تلك المعابر إلى أعمالهم فخفّ الضغط الذي كان قائما، لكن لا يزال هناك تكدس.
ويرى البعض، بحسب الصحيفة، أن الفرنسيين متّهمون بالتباطؤ في منع المهاجرين غير الشرعيين من الإبحار إلى بريطانيا قادمين من فرنسا، وبالتباطؤ أيضا في تسهيل عبور السائحين القادمين إلى فرنسا من بريطانيا. ويرى هؤلاء أن البيروقراطية الفرنسية مسؤولة عن هذا الفشل.
وتساءلت الصنداي تلغراف: إلى متى سيظل أنصار البقاء يلقون باللوم على بريكست مع كل صعوبة تستجد؟ مشيرة إلى أن هؤلاء أنفسهم لطالما اشتكوا من إنحاء المتشككين في الاتحاد الأوروبي باللائمة في كل شيء على بروكسل.
[ad_2]
Source link