زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط: هل تغاضى الرئيس الأمريكي عن “أخطاء” السعودية؟ – “التايمز”
[ad_1]
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية بمقال في “التايمز” كتبه ريتشارد سبنسر بعنوان “بايدن يتغاضى عن خطايا السعودية”.
يستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مهما كانت مخاوفه الشخصية فهو مضطر إلى إظهار ابتسامة عندما يذهب إلى السعودية، التي وصفها بالمنبوذة قبل عامين فقط.
ويقول الكاتب إن بايدن عندما يصل إلى السعودية لاستئناف العلاقات مع الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، المثير للجدل، سيغيب عن حفل الاستقبال بعض أقرب أصدقاء الولايات المتحدة.
ويتحدث سبنسر تحديدا عن الأمير محمد بن نايف، الرجل المهم في هذه العلاقات الأكثر خصوصية، لدرجة أنه قبل أن يقابله الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الرياض عام 2017، حصل على تكريم خاص من مايك بومبيو، مدير وكالة المخابرات المركزية في ذلك الوقت، لدوره كوزير للداخلية والعقل المدبر لجهود المملكة في محاربة تنظيم القاعدة.
كما يغيب عن المشهد سعد الجبري، المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية، الذي من بين إسهاماته الإبلاغ عن معلومات في عام 2010 عن قنبلتين جرى إخفاؤهما داخل طابعتي كمبيوتر، وتحميلهما على متن طائرتين في اليمن عبر خدمة شحن “فيديكس”. وعُثر على واحدة في مطار إيست ميدلاندز بالقرب من نوتنغهام، والأخرى في دبي، بعد أن كانت في طريقها إلى استهداف “دور عبادة يهودية” في الولايات المتحدة.
وبخلاف الأمير محمد، الذي لم يظهر علنا لما يزيد على عامين، نعرف تقريبا مكان الجبري، الذي فر من السعودية بعد أيام قليلة من اجتماع مع بومبيو ورئيسه، إلى كندا حيث يعيش في المنفى.
ويتحدث الكاتب عما تعرضت له زيارة بايدن للقاء محمد بن سلمان من انتقادات بسبب سجله الحقوقي، لا سيما دوره المزعوم في مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن جولة هذا الأسبوع الرئاسية في الشرق الأوسط يُنظر إليها في واشنطن على أنها انبطاح للواقع السياسي.
ويقول كاتب المقال إن بايدن كان قد تعهد، مثل العديد من مرشحي الرئاسة السابقين الذين خاضوا حملات دعاية قبل الانتخابات الأمريكية الأخيرة، بإنهاء اعتماد الولايات المتحدة على ديكتاتوريات الشرق الأوسط في الأمن الإقليمي وإمدادات النفط، وصرح بأنه سيجعل السعودية “منبوذة” بسبب مقتل خاشقجي.
بيد أنه وجد نفسه، كما هو الحال مع الرؤساء الآخرين من قبله، عاجزا عن تجاهل التحالفات الإقليمية التاريخية للولايات المتحدة بسهولة تامة، إذ تتعرض سياساته تجاه إسرائيل وإيران لانتقادات في الداخل، في حين أن الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا تعني أن العالم، بما في ذلك ملاك السيارات الأمريكيين، مرة أخرى تحت رحمة السعودية القادرة على تعديل أسعار النفط.
ويقول الكاتب إن محامي محمد بن سلمان في الولايات المتحدة يزعمون أن خصومته مع الأمير محمد والجبري هي جزء من هجومه على ثقافة الفساد في السعودية، وهي حملة أثبتت بالفعل شعبيتها بين الشباب السعودي. ويقولون إن الرجلين استخدما شركات صورية تأسست كغطاء لأنشطة استخباراتية تهدف إلى توجيه تمويل الدولة إلى ثرواتهما الخاصة، وهو ما ينفيه الجبري. ولم يُسمح للأمير محمد أبدا بالتحدث للدفاع عن قضيته.
ويشير سبنسر إلى أن القضية أحرجت السلطات في الولايات المتحدة، التي تخشى الكشف عن معلومات استخبارية حساسة في المحكمة، والتي تدرك تماما أن استخدام محمد بن سلمان لأسرة الجبري كرهائن لا يتماشى مع سيادة القانون. وهذا ينطبق على العلاقة الأوسع أيضا، بعد أن لبى محمد بن سلمان العديد من مطالب الغرب، أو حاول على الأقل.
وكان ولي العهد السعودي قد حظي بالثناء في الخارج وشعبية في الداخل بعد أن منح المرأة مزيدا من الحرية الشخصية، وأنهى سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشجع نمو الاقتصاد وتنويع أنشطته. بيد أن أساليبه، التي تتضمن هجمات أكثر شراسة على المجتمع المدني وسجن النشطاء، وعمليات إعدام جماعية، ومركزية السلطة، جعلت من المستحيل على المسؤولين الأمريكيين التكيف معها.
لذا يقول الكاتب إن بايدن اضطر إلى إصدار دفاع مطول عن قراره بالزيارة، وكتب في صحيفة “واشنطن بوست”، التي كانت تنشر مقالات خاشقجي، يقول: “كان هدفي من البداية هو إعادة توجيه العلاقات، وليس قطعها، مع دولة كانت شريكا استراتيجيا لمدة 80 عاما. آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائما ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الجولة، تماما كما ستكون في إسرائيل والضفة الغربية”.
هل يختبر بوتين صمود الغرب أمامه في حرب أوكرانيا؟
ننتقل إلى صحيفة “الفاينانشيال تايمز” ومقال كتبه ليونيل باربر بعنوان “قدرة بوتين على تحمل الحرب بمثابة اختبار لصمود الغرب”.
يبدأ الكاتب مقاله بالحديث عن المزاج السائد في معسكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كييف والذي يوصف هذه الأيام بالواقعي ويصل إلى حد الاكتئاب، لاسيما بعد استقالة رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، التي أدت إلى تراجع الروح المعنوية، وهو الشخص الذي قدم مساعدات عسكرية، وكان حضوره مطمئنا في تحالف غربي يتعرض لابتزاز روسي بالطاقة فضلا عن التلويح باستخدام أسلحة نووية.
ويضيف الكاتب أن استراتيجية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحولت من خطته الأصلية، غير القابلة للتنفيذ، والتي تهدف إلى خلق نظام أشبه بدمية في كييف، إلى حرب استنزاف طاحنة في الشرق والجنوب، تهدف إلى هدم قدرة أوكرانيا على التصرف كدولة ذات سيادة.
وقال عضو بارز مقرب من زيلينسكي لمسؤول غربي زائر مؤخرا: “كل الروس الأغبياء ماتوا”، مشيرا إلى أن بوتين كان يلعب لعبة انتظار، إذ كان واثقا في البداية بقدرته على استيعاب خسائر فادحة في الأرواح، وتحطيم الروح المعنوية الأوكرانية، وفي نهاية المطاف إعادة تأكيد نفوذ روسيا في الخارج القريب من حدوده.
ويقول الكاتب إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلصت إلى حقيقة أنه من الضروري “ضرب” قناعة بوتين بأنه قادر على الصمود أكثر من دول الغرب. ويعني ذلك ضرورة تزويد الأوكرانيين بالوسائل التي من شأنها إلحاق الخسائر واستعادة الأراضي في دونباس وحول ميناء خيرسون على البحر الأسود.
وكانت القوات الأوكرانية قد أُجبرت على عمليات انسحاب تكتيكية، تحت قصف مدفعي لا هوادة فيه. وعلى الرغم من عدم الإعلان عن الأرقام الدقيقة للخسائر، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أنهم يخسرون ما بين 600 إلى 1000 شخص يوميا. ويقع العبء الآن على أوكرانيا لوقف تقدم القوات الروسية المتزايد ومنع القوات من التقدم في الشتاء. وسيتطلب هذا جهدا غربيا أكبر بكثير لتزويد الجيش الأوكراني وتدريبه.
ولا تعتقد الإدارة الأمريكية أن هذا الجهد يمتد إلى طرد جميع الروس من أوكرانيا، وهو احتمال يُنظر إليه على أنه غير واقعي ويحتمل أن يكون خطيرا. كما يتفهم المسؤولون العقيدة العسكرية الروسية التي تسمح باستخدام الأسلحة النووية في حالة وجود “تهديد وجودي”.
ويقول الكاتب إن مشكلة سيناريو “التوقف المؤقت” تكمن في أنها تبالغ في عقلانية بوتين وتقلل من تصميم أوكرانيا على القتال حتى آخر رجل وامرأة. فأولئك الذين تحدثوا إلى بوتين منذ بدء الحرب وصفوه بأنه زعيم يحمل شكاوى كثيرة ضد الغرب، لكنه واثق بنفوذه على أوروبا في أزمة الطاقة القادمة. وما قطع صادرات الغاز عن ألمانيا هذا الأسبوع – بحجة صيانة خطوط الأنابيب – إلا مجرد عينة لما سيحدث.
ويأتي ذلك في ظل تجاهل مناشدات بإعادة فتح ميناء أوديسا على البحر الأسود لأغراض إنسانية، والسماح بتصدير القمح إلى الدول التي تعاني من ضغوط شديدة مثل بنغلاديش ومصر ولبنان وباكستان.
ويقول الكاتب إن استهتار بوتين يصل إلى مستويات يصعب على المحاورين المخضرمين تحملها، إذ ينبغي للرأي العام الغربي، الذي ظل ثابتا حتى الآن في دعم أوكرانيا، أن يفهم ذلك على أنه جرس إنذار. ولهذا السبب فإنه حري بحكومات الغرب أكثر من أي وقت آخر الاستمرار في الدفاع عن قضية الدعم الاقتصادي والمالي والعسكري السخي لحكومة زيلينسكي وبذل تضحيات حتمية في الداخل.
وكان روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني وزعيم حزب الخضر، نموذجا يحتذى به في هذا الصدد عندما سعى إلى إبعاد الألمان عن النفط والغاز الروسي الرخيص، وهو نفس ما فعله ماريو دراغي، رئيس وزراء إيطاليا، الذي حذر مواطنيه من أنهم يواجهون خيارا بين السلام وتكييف الهواء هذا الصيف.
[ad_2]
Source link