بوريس جونسون: المقاتل الذي قُتل بسيفه
[ad_1]
بوريس جونسون سياسي فريد من نوعه، يملك إرادة وروحاً قتالية صلبة، عنيد مثابر لا يستسلم بسهولة أمام خصومه وصاحب شخصية وكاريزما قوية تمكن بفضلها حزب المحافظين الحاكم من تحقيق أغلبية برلمانية هائلة في انتخابات عام 2019.
لكن كل ذلك لم يشفع له حيث أجبر على الاستقالة من منصبه اليوم بعد أن تخلى عنه أقرب أنصاره وبات على يقين أنه لم يعد يتمتع بالأغلبية البرلمانية التي تسمح له بالاستمرار في قيادة الحزب الذي يحكم بريطانيا منذ 12 عاماً.
جاءت استقالة جونسون من زعامة الحزب بعد أيام من الدراما السياسية والمعارك العلنية والخفية بين جونسون من جهة وخصومه داخل حزبه، إلى أن وصل إلى اللحظة التي بقي فيها شبه وحيد في ساحة المعركة يواجه مصيره بمفرده، فكان أمامه خياران، إما الاستمرار في القتال وبالتالي يعزله الحزب خلال أيام قليلة أو إعلان استقالته من زعامة الحزب ليحافظ على البقية الباقية لديه من شعبية وطاقة للمعارك السياسية المقبلة.
أكسبه شعره الأشقر غير المرتب المميز وعباراته غير التقليدية شعبية لدى البريطانيين قبل وقت طويل من حصوله على أرفع منصب سياسي في البلاد.
وفي عام 2019، أثبت فوزه الساحق في الانتخابات العامة مرة أخرى أنه قادر على استمالة قطاعات من الناخبين لم يتمكن غيره من المحافظين من استمالتها.
وتمكن الحزب بقيادته من الفوز بمقاعد في مناطق من البلاد لم تصوت للمحافظين سابقاً، ووجد تعهده “بإنجاز البريكزيت” صدى لدى الناخبين الذين ضاقوا ذرعاً بحالة الشلل السياسي التي استمرت ثلاثة أعوام في أعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
انقسمت الآراء حول تزعمه الحملة التي طالبت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، ما جعله بطلاً في نظر البعض، ووغداً في نظر الآخرين.
ثم جاء فيروس كورونا.
شكل الوباء اختبارا صعبا لأي زعيم، ولكن في النهاية، لم تكن القرارات السياسية التي اتخذها رئيس الوزراء وحكومته هي التي أدت إلى سقوطه، بل كانت الأسئلة حول شخصية جونسون وسلوكه هي التي رسمت نهاية مسيرته السياسية.
أدت الحفلات التي أقامها هو وموظفوه في المقر الرسمي للحكومة في داونينغ ستريت – إلى اتهامات له بأنه غير لائق لمنصب رفيع.
لكن تلك لم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها جونسون مثل هذه الاتهامات خلال 35 عاما هي عمر مسيرته السياسية.
“ملك العالم”
رغم الصورة التي كانت سائدة عنه كرجل إنجليزي تقليدي غريب الأطوار، ولد ألكسندرز بوريس دو فيفيل جونسون في نيويورك عام 1964 لأبوين بريطانيين هما ستانلي جونسون والفنانة شارلوت فوسيت.
وعاد والداه لاحقا إلى إنجلترا، حيث عاش بوريس ما وصفه بطفولة “رائعة” ولكنها “باردة”، إذ نشأ في منزل ليس به تدفئة مركزية في مقاطعة سامرست.
وأُصيب بالصمم وهو طفل، وهو ما جعله يطور سلوكاً يتسم “بنوع من المراوغة لأنني لم أكن على دراية بما يحدث حولي على الإطلاق”.
وقال بوريس ذات مرة: “إذا استطعت أن تخمن ما يحدث، ولكنك لست متأكدا، ربما من المستحب أن تصبح غامضا قليلا”.
وذكر بوريس أن تركيزه كان منصباً على الدراسة وتحصيل العلم في طفولته، وأن تصوره للاستمتاع بالوقت كان يعني “ركوب مترو الأنفاق في لندن لزيارة المتحف البريطاني”.
كما كان طموحا، مثلما يتبين من مقولته الشهيرة بأنه أراد أن يصبح “ملك العالم”.
وقال لاحقا: “كنت أعرف دائماً أنني سأصبح نائباً بالبرلمان – كنت أشعر أنها الوظيفة الأكثر إثارة التي يمكن أن يعمل بها المرء”.
طموحه في الصغر صقلته المنافسة بينه وبين إخوته الذين كانوا يحاولون التفوق على بعضهم بعضا في كل شيء، من لعبة تنس الطاولة إلى اختبارات المعلومات العامة.
وفي المدرسة، كان يهوى قراءة الأعمال الكلاسيكية، وفاز بمنحة للدراسة في مدرسة إيتون المرموقة، حيث ترك انطباعاً لدى مديرها، سير إريك أندرسون، الذي كان قد دَرّس أيضاً توني بلير في معهد فيتيس بإدنبره.
ويقول سير إيريك عن الصبيين، بلير وجونسون، إن كلاهما كان يفضل “الاعتماد على فطتنه بدلاً من التحضير والاستذكار”.
التحق بوريس جونسون بجامعة أوكسفور لدراسة الأدب الكلاسيكي. وبعد تخرجه، عمل كصحفي متدرب في صحيفة التايمز، ولكنه فقد وظيفته بعد تحريفه لأحد الاقتباسات، وهي الواقعة التي وصفها في صحيفة الإندبندنت عام 2002 بأنها أكبر خطأ ارتكبه في حياته.
بيد أنها كانت انتكاسة صغيرة، إذ سرعان ما أعطاه سير ماكس هيستينغز رئيس تحرير الديلي تليغراف وظيفة في الصحيفة.
وعندما كان مراسلاً للصحيفة في بروكسل، أخذ جونسون يسخر من القوانين الصادرة عن المفوضية الأوروبية، رغم أن الكثير من المراسلين الآخرين كانوا يشعرون بأن مقالاته مبالغ فيها، وفي بعض الأحيان غير صحيحة.
كان لكل شيء يكتبه في بروكسل أثر مدو لدى حزب المحافظين. ويقول جونسون: “لقد منحني ذلك إحساساً غريباً بالقوة”.
ثم أصبح في عام 1999 رئيس تحرير مجلة “سبكتيتور” ذات التوجه اليميني، ثم بعد ذلك بعامين، خاض الانتخابات وفاز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة هينلي بمقاطعة أوكسفوردشير.
وأدرك جونسون صعوبة عمله كصحفي وسياسي في الوقت نفسه، لا سيما عندما انضم إلى حكومة الظل برئاسة مايكل هاوارد، حيث قال: “أظن أنني نجحت في امتطاء حصانين لبعض الوقت، ولكن كانت هناك بعض اللحظات التي اتسعت فيها الهوة بين الحصانين بشكل مخيف”.
بات واضحاً أنه من الصعب سد تلك الهوة، عندما نشرت سبكتيتور مقالاً اتهمت فيه أهل مدينة ليفربول بالمبالغة في الحداد على الرهينة البريطاني كينيث بيغلي الذي قتل في العراق. كما ذكر المقال إن بعض المسؤولية في كارثة هيلزبرا تقع على عاتق سلوك مشجعي فريق نادي ليفربول لكرة القدم.
ووصف مايكل هاوارد زعيم حزب المحافظين آنذاك المقال بأنه “هراء من أوله إلى آخره”، وأمر جونسون بالاعتذار للمدينة شخصياً.
احتفظ جونسون بدوره في حكومة الظل، لكنه أقيل بعد شهر واحد لأنه لم يقل الحقيقة فيما يتعلق بمزاعم إقامته علاقة خارج نطاق الزواج.
وبعد ذلك بعام، عاد إلى حكومة الظل، بزعامة ديفيد كاميرون. وكان الاثنان قد درسا في إيتون وأكسفورد، ووصف بوريس كون كاميرون أصغر منه سناً بأنه “صدمة شخصية”.
واستقال جونسون في الوقت ذاته من رئاسة تحرير سبكتيتور، قائلاً إن من “الرائع” العودة إلى الصفوف الأمامية لحزبه، وإنه بحاجة إلى “بعض الوقت والتفكير لكي يقوم بوظيفته على أكمل وجه”.
وكنائب في البرلمان، دخل جونسون الوعي الجماهيري من خلال ظهوره في برامج مثل Have I got News for You، الذي يعلق على الأخبار بشكل ساخر، حيث ظهر بشخصية السياسي الذي ينتمي إلى الطبقة الغنية والذي يتلعثم في الكلام، تلك الشخصية التي لاقت شعبية كبيرة لدى الجماهير، الذين رأوا فيه اختلافا كبيرا عن بقية السياسيين.
تصرفات جونسون
ورغم مظهره ذلك، لم ينس جونسون الطموحات التي كانت لديه منذ الصغر. وفي عام 2007، سنحت له فرصة ارتقاء السلم السياسي، عندما خاض المنافسة ليصبح مرشح حزب المحافظين لمنصب عمدة لندن، والذي تمكن من شغله على مدى ثمانية أعوام بين 2008 و 2016.
وبصفته عمدة العاصمة، أشرف جونسون على تنظيم أولمبياد لندن 2012، وهو ما أدى إلى التقاط إحدى أشهر الصور في تاريخه السياسي.
وبينما كان يشغل منصب عمدة لندن، ووسط تكهنات بأنه مهتم بمنصب رئيس الوزراء، أعلن جونسون أنه سوف يرشح نفسه لعضوية البرلمان مرة أخرى، هذه المرة عن دائرة أوكسبيريدج بمنطقة ساوث روزليب.
انتخب جونسون بأغلبية كبيرة، وبعد عام هادئ قضاه في المقاعد الخلفية للبرلمان، عاد مرة أخرى ليحتل العناوين الرئيسية بعد إعلانه أنه سينضم إلى الحملة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبيل إجراء استفتاء في هذا الشأن.
كان ذلك بمثابة صفعة قوية لديفيد كاميرون رئيس الوزراء آنذاك، والذي كان يأمل في أن يشارك جونسون في حملته الداعية إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن دومينيك كامينغز، العقل المدبر لحملة الترويح للخروج من الاتحاد الأوروبي، اعتبر أن تلك الخطوة ستؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة.
واستخدم جونسون كافة مهاراته الترويجية خلال الحملة، رغم أنه تعرض لانتقادات لاذعة بسبب زعمه أن عضوية الاتحاد الأوروبي تكلف المملكة المتحدة 350 مليون جنيه استرليني أسبوعيا، وهو ما لم يأخذ في الاعتبار الأموال التي تستردها البلاد.
وعندما انتصر فريقه بعد حملات أسفرت عن انقسام الرأي العام، كان أمرا حتميا أن يسعى جونسون إلى أن يحل محل ديفيد كاميرون كرئيس للوزراء وزعيم للمحافظين.
لكن حملته تضررت كثيرا بسبب سحب زميله مايكل غوف تأييده له، حيث قرر أن يترشح هو شخصيا للمنصب.
لم يفز أي منهما رغم ذلك، ولكن الفائزة بالمنصب كانت تيريزا ماي التي عينت جونسون وزيرا للخارجية.
خلال توليه وزارة الخارجية، انتهج جونسون سياسة صارمة تجاه روسيا، وقام بطرد 23 من دبلوماسييها في أعقاب تعرض الجاسوس السابق سيرغي سكريبال لمحاولة تسميم.
كما تعرض لانتقادات بسبب عدد من التصريحات، أشهرها قوله خطأ بأن عاملة الإغاثة نازانين زاغاري راتكليف التي كانت مسجونة في إيران كانت تعمل صحفية.
استقال جونسون من الحكومة عام 2018 احتجاجا على الاتفاقية التي اقترحتها تيريزا ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا إنها ستؤدي إلى تحويل بريطانيا إلى مستعمرة.
وظل جونسون ينتقد رئيسة الوزراء، وعندما أجبرت على الاستقالة، خاض سباق زعامة حزبه مرة أخرى.
وتمكن من الفوز هذه المرة، وأصبح زعيما لحزب المحافظين ورئيسا للوزراء.
وعلى أعتاب مقر إقامته الجديد في 10 داونينغ ستريت، تعهد بإنهاء “ثلاثة أعوام من التردد”.
كانت الأشهر الثلاثة الأولى من توليه المنصب فترة عصيبة، حيث وجد صعوبة في الحكم بسبب أغلبية حزبه الضئيلة في مجلس العموم.
بيد أنه أجرى انتخابات في أواخر عام 2019 تمكن خلالها من الفوز بأغلبية حاسمة.
وتم إقرار الاتفاق الذي توصل إليه حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي 31 يناير كانون/الثاني من عام 2020، انتهت عضوية المملكة المتحدة بالاتحاد.
وباء كورونا
مع بداية عام 2020 ، بدا الأمر كما لو أن التفاوض على صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي سيكون المهمة الرئيسية لحكومة جونسون – وأن بريكست ستشكل إرثه الراسخ.
ولكن لم تمض أسابيع قليلة حتى وجد جونسون نفسه، كبقية زعماء العالم، في خضم أزمة صحية عالمية هي وباء كورونا.
بدت الحكومة غير مستعدة لمواجهة الوباء، حيث واجه العاملون في مجال الصحة نقصًا في معدات الحماية ، كما كان الفيروس يفتك بنزلاء دور رعاية المسنين.
في أبريل 2020، أصيب جونسون بكوفيد، وأمضى ثلاث ليالٍ في العناية المركزة في أحد مستشفيات لندن.
قلل داونينغ ستريت من خطورة حالته ولكن بعد خروجه اعترف رئيس الوزراء “أن الأمور كان من الممكن أن تسير نحو الأسوأ”.
بعد أقل من ثلاثة أسابيع ، أنجبت خطيبته كاري سيموندس طفلهما الأول، واسمه ويلفريد. عقد الزوجان قرانهما في حفل حضره عدد محدود من الضيوف في كاتدرائية وستمنستر في نهاية مايو 2020.
لطالما كان السيد جونسون مترددًا في الحديث عن حياته الشخصية، لكن من المعروف أن لديه سبعة أطفال، من بينهم طفل ثان مع كاري، وأربعة مع مارينا ويلر وآخر مع المستشارة الفنية هيلين ماكنتاير.
تحت قيادة جونسون عانت المملكة المتحدة من معدلات وفيات أعلى من المتوسط، مقارنة بالدول الغربية المتقدمة الأخرى.
لكنها كانت رائدة في مجال تطوير اللقاح والبدء ببرنامج تلقيح كان بوريس جونسون يتباهى بأنه سمح بإبقاء عجلة الاقتصاد تدور حيث اجتاحت موجة متحور أوميكرون البلاد. لكن المشاكل الأخرى بدأت تتراكم.
كان جونسون قيد التحقيق بشأن تجديد باهظ الثمن لشقة داونينغ ستريت حيث يعيش مع عائلته، والذي دفع تكلفته في البداية متبرع لحزب المحافظين.
تمت تبرئة رئيس الوزراء في نهاية المطاف من قبل مستشاره الأخلاقي، اللورد جيدت، لكن جيدت قال إن جونسون لم يظهر احتراما كافيا لمنصبه.
ثم طالته سلسلة من الاتهامات بالفساد والمحسوبية، ووصفه كرئيس وزراء يبدو متعجرفا ومستخفا بمعايير وقواعد السلوك.
حفلات الإغلاق
لكن الأسوأ جاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما بدأت أولى التقارير التي تتحدث عن إقامة حفلات في مقر رئاسة الوزراء، في الوقت الذي كانت التجمعات في الأماكن المغلقة محظورة في البلاد كجزء من إجراءات الإغلاق التي فرضت لمواجهة فيروس كورونا.
أنكر جونسون في بادئ الأمر حضوره أياً من الحفلات، ليعترف لاحقا أنه حضر حفلا دعي المشاركون فيه إلى إحضار مشروباتهم الروحية، لكنه قال إنه كان يعتقد أن الحفل كان “تجمع عمل”.
وفي وقت سابق من العام الحالي، أدان تقرير أعدته موظفة الخدمة المدنية البارزة سو غراي حول الحفلات في مقر رئاسة الوزراء خلال فترة الإغلاق ما وصف بـ”إخفاق في القيادة” سمح بإقامة هذه الحفلات.
وخلص التقرير، الذي شمل 16 تجمعا منفصلا، إلى أن بعض الفعاليات “ما كان ينبغي السماح لها بالحدوث”.
ثم جاء تحقيق شرطة العاصمة في حفلات الإغلاق في داونينغ ستريت ووايتهول، حيث تم إصدار126 غرامة بحق 83 شخصًا في أعقاب التحقيق في 12 حدثا أثناء الوباء، وكان جونسون وزوجته من بين من صدرت بحقهم غرامات.
صدر بعد ذلك تقرير سو جراي الكامل عن الأحداث ليكشف عن ثقافة إقامة الحفلات وشرب الكحول التي كانت سائدة في مقر رئاسة الحكومة بينما كانت بقية البلاد تخضع لإجراءات الإغلاق.
وقادت هذه الأحداث نواب حزب المحافظين إلى إجراء تصويت لحجب الثقة عن جونسون في مطلع يونيو/حزيران الفائت ، لكنه نجا من التصويت الذي أشارت نتائجه مع ذلك إلى تراجع شعبية جونسون بين نواب حزبه.
وما أن هدأت تلك العاصفة، حتى انخرط جونسون في جدل جديد حول قراره تعيين كريس بينتشر نائباً لرئيس الانضباط في الحزب في شهر فبراير/شباط من العام الجاري بالرغم من معرفته بوجود اتهامات ضده بسوء السلوك.
بعد إنكاره الأمر بداية، اعترف في نهاية المطاف بأنه تم إبلاغه بالشكوى في عام 2019 – وبأنه ارتكب “خطأً كبيرا” بعدم التصرف بناءً عليها.
أدى ذلك إلى عدد كبير من الاستقالات بين صفوف حزبه وحكومته، وبعد العشرات من الاستقالات التي شملت أعضاء بارزين في حكومته، اقتنع جونسون أخيرًا بقبول الهزيمة، واستقال من رئاسة الحزب.
شكلت استقالة جونسون نهاية لمسيرة سياسي صعد نجمه رغم كل التوقعات. لكن من يستطيع استبعاد أن يعود مرة أخرى؟
[ad_2]
Source link