الحج ويوم عرفة: تعيين الشيخ محمد العيسى خطيبا يثير اعتراضات وجدلا، فما السبب؟
أثار تعيين الشيخ محمد العيسى، عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، خطيبا ليوم عرفة بالسعودية ردود فعل واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية.
وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين عبر موقعها الرسمي وحسابها على تويتر يوم الثلاثاء عن: “صدور الموافقة السامية الكريمة على قيام معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بالخطبة والصلاة يوم عرفة بمسجد نمرة لهذا العام 1443ه”.
وتقدم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ومنسوبي الرئاسة بالتهنئة للعيسى بهذه المهمة.
#انزلوا_العيسي_من_المنبر
تعيين العيسى أثار انقساما حادا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة وفي بعض الدول العربية.
وأطلق مستخدمون وسم #انزلوا_العيسي_من_المنبر ، الذي كان من أكثر المواضيع تداولا على تويتر في عدد من الدول، من بينها مصر وقطر والأردن والجزائر.
واتهم المنتقدون العيسى “بالترويج للتطبيع” ومعددين الأسباب التي دفعتهم للمطالبة بمنعه من إمامة الحجاج يوم عرفة.
ومن بين الأسباب التي ساقوها: “لقائه بحاخامات يهود ودعمه لمشروع ديارنا الذي يعتبر مقبرة البقيع في المدينة المنورة إرثًا يهـوديًا”، حسب تعبيرهم.
ودعا آخرون المصلين “لمقاطعة الصلاة خلف العيسى” للتعبير عن غضبهم من القرار.
ووصف البعض تعيين العيسى لإمامة الناس في أكبر تجمّع عالميّ يشهده المسلمون كل عام بـ”الجريمة الكبرى”.
وكان العيسى قد زار في يناير/ كانون الثاني عام 2020 معسكر أوشفيتز في بولندا، الذي تعرض فيه اليهود للإبادة الجماعية إبان الحرب العالمية الثانية، بالتزامن مع إحياء ذكرى الهولوكوست.
وصلى العيسى آنذاك في الموقع برفقة عدد من رجال الدين، وذلك بحسب ما نشره حساب “إسرائيل بالعربية”.
#محمد_العيسي_ثقة_الامة
من جهة أخرى، أشاد عدد من المغردين بالاختيار الذي وقع على العيسى ليخطب بالناس في هذه المناسبة الدينية، ووصفوه بأنه “داعية وسطي”.
وانبرى آخرون للدفاع عن خطيب يوم عرفة، واستنكروا ما وصفوها بـ”الحملة الممنهجة من قبل أنصار التيارات الدينية المتشددة”.
وفي وقت لاحق، أطلق مستخدمون حملة إلكترونية دعما للعيسى تحت وسم #محمد_العيسي_ثقة_الامة .
ودافع البعض عن العيسى معتبرين أن “الخطاب الذي يقدّمه مُربك جداً للذهنية المتطرفة، التي ظلّت زمناً طويلاً تحاول ترسيخ خطاب أحادي يصنع الكراهية والجهل، ويبذر بذور الإرهاب”، بحسب وصفهم.
ورأى الأكاديمي السعودي، تركي الحمد أنه “في السعودية الجديدة المتجددة، لا صوت يعلو على صوت التحديث وقيم التسامح والتنوير، فقافلة المستقبل في طريقها تسير”، حسب قوله.
واعتبر آخرون أن “كراهية البعض وعدم تقبلهم للأديان الأخرى هي التي تدفعهم للهجوم على العيسى والمطالبة بعدم توليه إمامة يوم عرفة”.
من هو محمد العيسى؟
- هو من مواليد يونيو عام 1965، وعين وزيرًا للعدل، في فبراير 2009.
- وفي العام نفسه صدر أمر ملكي بتعيينه مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير.
- واختير لاحقًا أمينًا عامًا لرابطة العالم الإسلامي.
- حاصل على بكالوريوس الفقه الإسلامي المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
- كما حصل على ماجستير في الدراسات القضائية المقارنة من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام.