روسيا وأوكرانيا: ماذا بعد سيطرة موسكو على مدينة سيفيرودونيتسك؟
[ad_1]
- جو إنوود
- بي بي سي نيوز – كييف
ربما بدا الأمر وكأنه لا مفر منه، لكن هذا لا يجعل سقوط سيفيرودونيتسك أقل إيلامًا لأوكرانيا.
لأسابيع كانت محط التركيز الرئيسي للغزو الروسي، عبر وابل من قصف المدفعية والضربات الجوية ما أدى إلى تحويل جزء كبير من المدينة الصناعية القديمة إلى أنقاض.
وفي النهاية، قال القادة الأوكرانيون إن الدفاع عن الأنقاض سيكلف الكثير من الأرواح.
وفي خطابه مساء السبت بعد أن أكدت روسيا سيطرتها الكاملة على سيفيرودونيتسك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه كان يومًا صعبًا “أخلاقياً وعاطفياً” على بلده.
ليس هناك من ينكر ذلك، فإن خسارة أكبر مدينة ما زالوا يحتفظون بها في منطقة لوهانسك تقرب أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية لروسيا خطوة أخرى. فمنذ فشل محاولاتهم الأولية للاستيلاء على الدولة بأكملها، ركزت موسكو على السيطرة على المنطقة الشرقية الواسعة المعروفة باسم دونباس.
وتتألف دونباس من مقاطعتين، دونيتسك ولوهانسك. السيطرة على واحدة منهما سيسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يقدم لشعبه إنجازًا حقيقيًا، وهو شيء يحتاجه بشدة بعد إخفاقات بدء هذا الغزو.
ولكن، لا يزال الاستيلاء على لوهانسك بكامله غير مضمون، حتى لو كان ذلك مرجحًا بشكل متزايد. تقع مدينة ليسيتشانسك في طريق روسيا، على بعد أميال قليلة من سيفيرودونيتسك – لكنها لا تزال في أيدي الأوكرانيين.
ويعتقد أن القوات الأوكرانية قد انسحبت إلى تلك المدينة بعد أن تخلت عن سيفيرودونيتسك.
ولفهم سبب أهمية ليسيتشانسك، نحتاج إلى فهم جغرافية المنطقة والدور الذي لعبته في الحرب حتى الآن.
تقع المدينتان على نهر “سيفرسكي دونتس” الذي يمر عبر منطقة دونباس، وكان مسرحًا لعدد من المعارك المكلفة للغاية بالنسبة لروسيا.
وعلى وجه الخصوص، كلفت محاولة واحدة لعبوره (النهر) قبل شهر كتيبة تكتيكية كاملة.
وقضت المدفعية الأوكرانية على مئات الجنود الروس وعشرات العربات المدرعة، أثناء محاولتهم الوصول إلى الجانب الآخر من النهر.
وفي الواقع، مع تدمير جميع الجسور بين سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، يمثل منحنى النهر حاجزًا طبيعيًا كبيرًا أمام أي تقدم روسي.
أضف إلى ذلك موقع ليسيتشانسك على قمة تل، كما أن الاستيلاء على آخر المواقع الأوكرانية في لوهانسك سيكون صراعًا شاقًا، مجازيًا وحرفيًا.
ويصدر المحللون في معهد دراسة الحرب إحاطات يومية عن الصراع. وأشاروا في تقييمهم في 24 يونيو/ حزيران إلى أن “القوات الأوكرانية ستحتل مناطق مرتفعة في ليسيتشانسك، ما قد يسمح لها بصد الهجمات الروسية لبعض الوقت إذا كان الروس غير قادرين على تطويقهم أو عزلهم”.
لكن يبدو أن هذا هو ما تركز روسيا على فعله. إنهم يندفعون من الجنوب، مدعين أنهم ضمن النطاق المرئي للمدينة.
وزعم متحدث باسم المقاتلين المدعومين من روسيا أن محاولة القوات الأوكرانية الدفاع عن ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك “عقيمة وبلا جدوى”.
وقال أندريه ماروتشكو، ممثل الجيش المدعوم من الكرملين في لوهانسك: “بالمعدل الذي يسير عليه جنودنا، سيتم قريبًا تحرير كامل أراضي جمهورية لوهانسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)”.
“قواتنا موجودة بالفعل في مناطق مدينة ليسيتشانسك. لذلك يمكننا القول إننا نتحكم بشكل كامل في جميع تحركات القوات الأوكرانية”.
السؤال الرئيسي هو: ما هي نهاية لعبة روسيا؟
هل سيحاولون الاستيلاء على دونباس، في محاولة لإجبار أوكرانيا على قبول وقف إطلاق النار، وضم منطقتي لوهانسك ودونيتسك وإعادة ترسيم الحدود الوطنية؟
هذا أمر معقول، خاصة إذا كانت القوات الروسية منهكة كما يقول العديد من المحللين.
يمكن تقديم ذلك في الوطن (روسيا) كنجاح. لقد حررت “العملية العسكرية الخاصة” منطقة دونباس أو ما تبقى منها.
قد تأمل روسيا في أن يبدأ تأثير السياسة الواقعية، مع الضغط على أوكرانيا لقبول خسارة الأراضي باسم السلام والاستقرار العالمي.
وربما ترفض أوكرانيا ذلك حتما، وستكون النتيجة النهائية هي صراع مجمّد.
بدلاً من ذلك، هل سيرغب الرئيس بوتين في إنهاء ما بدأه، ربما الاستيلاء على الجنوب بأكمله، أو حتى القيام بمحاولة أخرى باتجاه كييف؟
رجل واحد فقط يعرف الجواب حقًا، لكنه لا يعلن عن خططه. ولكن إذا أردنا البحث عن أدلة حول كيفية انتهاء هذه “العملية العسكرية الخاصة”، فنحن بحاجة إلى إلقاء نظرة على كلمات بوتين نفسه.
في خطاب ألقاه في بداية شهر يونيو/ حزيران، قارن نفسه علانية مع بطرس الأكبر، وساوى غزو روسيا لأوكرانيا بحروب القيصر التوسعية منذ حوالي ثلاثة قرون.
كان ذلك، ضمنيًا، اعترافًا بأن حربه كانت انتزاعًا للأرض.
وقد قال بوتين: “يبدو أنه قد وقع علينا نحن أيضًا استعادة وتقوية (أراضينا)”، وذلك أثناء حديثه إلى مجموعة من رواد الأعمال الشباب، إذ ومضت ابتسامة على وجهه. كان من الواضح تماما أنه يشير إلى غزوه لأوكرانيا.
لقد ارتكبت روسيا أخطاء فادحة في بداية هذه الحرب. لقد استخفوا بإرادة الشعب الأوكراني في المقاومة، وكذلك استخفوا بقدرة قواته المسلحة.
وقوبل اندفاعهم إلى العاصمة بهزيمة ساحقة. لقد كانت تجربة مؤلمة ولكنها كانت أيضًا درسًا قيمًا.
وتُظهر مسيرتهم البطيئة – ولكن التي لا هوادة فيها – إلى دونباس أنهم تعلموا من أخطائهم ويبدو أنهم مصممون على عدم تكرارها.
[ad_2]
Source link